ما هو تصوُّركم الشخصي لهذه الجماعات الإسلامية التي وُجِدَتْ في العالم الإسلامي اليوم ؟
A-
A=
A+
السائل : ما هو تصوُّركم الشخصي لتوحيد هذه الجماعات الإسلامية ، وقد سمعنا تصوُّرات وآراء كثيرة حول هذا الموضوع ؟
الشيخ : نعم ، أنا قلت هذا مرارًا وتكرارًا ، وكان الله - عز وجل - يقول يأمر الرسول - عليه السلام - بأن يدعو غير المسلمين إلى كلمة سواء ، شو أول الآية يا عماد ؟ (( تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ )) ، (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )) . إذا كان هذا هو حكم الله - عز وجل - بالنسبة لدعوة الرسول لغير المسلمين ؛ أَلَا يكون من باب أولى أن يدعو المسلمون بعضهم بعضًا إلى كلمة سواء ، وهذا ما جاء في القرآن صراحةً بالنسبة للمسلمين : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ؟
فإذًا لا يمكن القضاء على الخلاف القائم بين الجماعات الإسلامية إلا إذا وحَّدوا مبدأهم ، توحيد المبدأ لا شك أنه يكون على أساس هذه الآية الكريمة : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، لا شك أن هذا الجواب هو جواب مُجمل يحتمل التفصيل والتفصيل كثيرًا وكثيرًا جدًّا ، ولكن إذا كان قومنا يأبَون علينا حتى الاتِّفاق معنا في هذه الكلمة السواء (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )) بلا شك أنَّهم أبعد ما يكونون عن أن يتَّفقوا معنا في التفصيل الذي يُبنى على هذه الكلمة السواء .
من هذا التفصيل - مثلًا - : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )) ، فمحمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - أسوة المسلمين جميعًا ، فإذا افترضنا أن طائفةً منهم أبَوا أن يتأسَّوا بالرسول - عليه السلام - في أسلوبه في دعوته ؛ فمعنى ذلك أنهم لم يلتقوا معنا في الآية السابقة التي أطلقنا عليها أنها كلمة سواء بين المسلمين ، وهنا يبدأ الخلاف الشديد بين الجماعات الإسلامية ، فنحن نعلم أن بعض الجماعات يدعون المسلمين إلى تكتُّل حزبي سياسي ، ويَدَعون المسلمين على ما بينهم من خلافات جذريَّة أو فرعية يَدَعونهم كما هم ولا يهتمُّون بتعليمهم ولا بتربيتهم على الإسلام الصحيح ، وإنما يربُّونهم فقط على التكتُّل الحزبي السياسي ؛ لا شك أنَّ هؤلاء خالفوا ليس فقط دعوة الرسول - عليه السلام - بل دعوة الرسل كلهم من يوم بعث الله - عز وجل - آدم - عليه السلام - إلى آخر الأنبياء وهو نبيُّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لأن همَّ هؤلاء كان أن يقولوا لأقوامهم بلسان حالهم وبلسان قالِهم أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، هذه الكلمة الحق أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت لا تُسمع من بعض الأحزاب اليوم لأنهم مالوا بكلِّ كلكلهم إلى إيش ؟ ناحية ، وهي الناحية السياسية ، وزعموا أنهم أن الأمة الإسلامية إذا تثقَّفت من هذه الزاوية الصغيرة قامت دولة الإسلام على الأرض !! وأخطؤوا أشدَّ الخطأ ؛ لأنهم خالفوا دعوة الإسلام التي جاء بها الرسول - عليه السلام - .
لا يخفى على الجميع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ظلَّ في قومه في مكة ثلاث عشر سنة وهو يدعوهم إلى ماذا ؟ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ؛ فكيف بنا نحن اليوم نرى المسلمين في كلِّ بلاد الدنيا يصلون ويصومون ولكنهم بعد ما آمنوا بحقِّ لا إله إلا الله التي تُفسَّر ولو بعض التفسير بهذه الآية التي كان الأنبياء يدعون أقوامهم ؛ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت . فدعوة التوحيد أمر أساسي في الدعوة الإسلامية أهمَلَها كلُّ الأحزاب نستطيع أن نقول بدون استثناء إطلاقًا ؛ لأنه لا يكفي أن ندعو الناس كما ندعو الكفار ، نقول لهم : قولوا : لا إله إلا الله ، وإلا فالقتال بيننا وبينهم ، لكن هؤلاء إذا قالوا : لا إله إلا الله انتهى واجبنا معهم أم بقي علينا واجب التثقيف والتعليم ؟ يا نصراني يا اللي كنت تؤمن قبل أن تخضع للإسلام خضوعًا مجبرًا على ذلك ؛ لأنُّو أمامك القتل أو الخضوع للإسلام ، كنت تؤمن بالأب والابن وروح القدس ؛ هل تعرف ما معنى لا إله إلا الله ؟ لا بد أن نشرح له أنَّ هذا ينافي ما كان عليه من قبل المسلمون اليوم إلا مَن عَصَمَ وقليل ما هم ، يشبهون في هذه الناحية كثير من أولئك الأقوام الذين ليسوا بمسلمين من حيث أنَّهم لم يفقهوا كلمة لا إله إلا الله .
كثير من هؤلاء الجماعات الإسلامية الذين لا يهتمُّون هذا الاهتمام الذي بدأ به الرسول - عليه السلام - وأقام عليه تلك المدة الطويلة بل القصيرة ثلاث عشر سنة ، يقولون : إلى متى نحن نشتغل بالتوحيد ؟ إلى متى ؟ نقول نحن : سبحان الله ! رسول الله اشتغل في مكة ، ومكة عبارة عن قرية مهما كَثُرَ عددُها فلم تكُنْ ربما في ذلك الزمان بالملايين ، لكن اليوم العالم الإسلامي يعد الملايين المملينة ، تسع مئة مليون أو أكثر من ذلك ؛ فهدول بدهم شغل سنين وسنين طويلة حتى يفهموا أن لا إله إلا الله إيش معناها .
ومن العجيب الغريب أننا نقرأ القرآن ونزعم أننا نتدبَّره ، لكن هؤلاء الذين يزعمون أنهم يتدبرون إذا جاء الأمر عند التوحيد فرُّوا منه ولم يقفوا عنده ، ليس أن ناسًا من هؤلاء ، نوح - عليه السلام - الذي نصَّ القرآن والحمد لله وليس الحديث الصحيح لأنُّو كان رح يصير موضع شبهة وشك عند هؤلاء أن هذا حديث أحاد لا تثبت به عقيدة . القرآن نصَّ أن نوحًا - عليه السلام - لَبِثَ في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا . نسألهم لبث في قومه ماذا ؟ يشرِّع لهم قوانين ويبيِّن لهم الفرائض والواجبات والمستحبَّات كما جاء الإسلام ببسط لا مثيل له في كلِّ الأديان أم لبث في قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ؟
أمر عجيب جدًّا ، نحن نلبث عشرين سنة ثلاثين سنة فيستكثر علينا قومُنا ؛ إي إلى متى أنتو عم تشتغلوا بهذه الدعوة ، تحرَّكوا شوي كونوا حركيِّين ؟ نحن لسنا حركيِّين ، لكن في الوقت نفسه لسنا من الجامدين ، لكن هؤلاء الحركيين ماذا قدَّموا بدعوتهم إلى المسلمين ؟ لا شيء أبدًا ، وإنما حركة على النظام العسكري الذي يُعبَّر عنه عندنا في سوريا : " مكانك راوح " ، هي حركة ، لكن حركة عبث ما في تقدُّم ، يكاد يمضي نصف قرن على حزب من هذه الأحزاب ما قدَّموا للمسلمين شيئًا ، تأخذ أكبر واحد منهم إلى أصغر واحد فهو لا يهتمُّ للسنة ، لا يهتم للتوحيد ، وبعض الأحزاب الأخرى كاد أن يمرَّ عليهم قرن من الزمان ؛ ماذا ؟ لا شيء في ذلك سوى الجهل المُطبق بالعقائد التي يجب أن تُعرف عامَّةً بين المسلمين والعقائد التي يجب أن تُحارب عامَّةً بين المسلمين ، ولذلك كان من آثار ذلك الجهل المطبق بالعقائد الإسلامية الصحيحة والعقائد المنحرفة عن العقائد الصحيحة ؛ كان من عاقبة ذلك أن شخصًا قميء مغمور لا صيتَ له ولا اسم له إلا طفرة واحدة كما ابتُلي المسلمون ببعض الحكام كانوا مغمورين لا نعرف عنهم شيئًا ، وإذا بهم ما بين عشية وضحاها صار إيش ؟ رئيس دولة ، وهناك شخص خرج آية من آيات الله - زعموا ! - يدعو إلى إيش ؟ إلى الإسلام ، وإلى توحيد المسلمين ، فطار بعض أولئك الناس إليه وهم يعلمون أنه رأس في الشيعة ، وفي الشيعة من العقائد ما تهدُّ أركان الإسلام كلها ، وكادوا أو فعلوا والله ما أدري ؛ لأني لا أستطيع أن أقول شيئًا ما علمته يقينًا ؛ كادوا أن يُبايعوه ؛ كيف تبايعوه ؟
السائل : بعضهم بايعوه .
الشيخ : ها ، بعضهم بايعوه !! كيف تبايعون رجلًا كتبه تصرِّح بأن هذا القرآن الذي ندين الله به ، وصرَّح فيه : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) . هذا القرآن الذي بين أيدينا ليس قرآنًا تامًّا ، إنما هو جزء من القرآن الذي أنزله الله على قلب محمد ، وهذا الذي أنزله على قلب محمد هو مصحف فاطمة ، وأين مصحف فاطمة ؟ ضاع مع التوراة والإنجيل المحرَّف المُصحَّف إلى آخره !!
لو كان هؤلاء يهتمون بالعقائد الصحيحة لَعرفوا - أيضًا - قيمة الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية الأخرى أنهم هم أبعد ما يكونوا عن الإسلام ، فهَبْ أن الشيعة انتصروا وأقاموا الإسلام ؛ ماذا يكون حال المسلمين ؟ أن يُجبروا أن يدينوا بدين الشيعة ؛ إذًا فنحن علينا أن نهتم بدعوة المسلمين أوَّلًا إلى فهم التوحيد وعلى أساس الكتاب والسنة ، وهذا ما لا يقوم به حزب من الأحزاب الإسلامية إطلاقًا ؛ علمًا بأن التحزُّب منهيٌّ عنه في الإسلام ، وإنما علينا كلِّنا أن نكون إيش ؟ كتلة واحدة ، مبدؤنا واحد ؛ كتاب الله وحديث رسول الله ، وأقولها مرارًا وتكرارًا : وليس هذا فقط ، وإنما - أيضًا - على منهج السلف الصالح .
هذه الكلمة هي التي تجمع المسلمين ، وهي التي ستعيد إليهم مجدهم الغابر ، ولا سبيل إلى هذا المجد إلا من هذه الطريق : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) .
السائل : أولئك حزب الله هذا كل من يستشهد فيها .
الشيخ : سبحان الله ! أولئك مو لئك مو لئك ؛ حزب الله هم الذين يتمسَّكون بكتاب الله وبحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حزب الله واحد ، ولا يتعدَّد أبدًا .
السائل : سؤال .
الشيخ : تفضل .
الشيخ : نعم ، أنا قلت هذا مرارًا وتكرارًا ، وكان الله - عز وجل - يقول يأمر الرسول - عليه السلام - بأن يدعو غير المسلمين إلى كلمة سواء ، شو أول الآية يا عماد ؟ (( تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ )) ، (( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ )) . إذا كان هذا هو حكم الله - عز وجل - بالنسبة لدعوة الرسول لغير المسلمين ؛ أَلَا يكون من باب أولى أن يدعو المسلمون بعضهم بعضًا إلى كلمة سواء ، وهذا ما جاء في القرآن صراحةً بالنسبة للمسلمين : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ؟
فإذًا لا يمكن القضاء على الخلاف القائم بين الجماعات الإسلامية إلا إذا وحَّدوا مبدأهم ، توحيد المبدأ لا شك أنه يكون على أساس هذه الآية الكريمة : (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا )) ، لا شك أن هذا الجواب هو جواب مُجمل يحتمل التفصيل والتفصيل كثيرًا وكثيرًا جدًّا ، ولكن إذا كان قومنا يأبَون علينا حتى الاتِّفاق معنا في هذه الكلمة السواء (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )) بلا شك أنَّهم أبعد ما يكونون عن أن يتَّفقوا معنا في التفصيل الذي يُبنى على هذه الكلمة السواء .
من هذا التفصيل - مثلًا - : (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ )) ، فمحمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - أسوة المسلمين جميعًا ، فإذا افترضنا أن طائفةً منهم أبَوا أن يتأسَّوا بالرسول - عليه السلام - في أسلوبه في دعوته ؛ فمعنى ذلك أنهم لم يلتقوا معنا في الآية السابقة التي أطلقنا عليها أنها كلمة سواء بين المسلمين ، وهنا يبدأ الخلاف الشديد بين الجماعات الإسلامية ، فنحن نعلم أن بعض الجماعات يدعون المسلمين إلى تكتُّل حزبي سياسي ، ويَدَعون المسلمين على ما بينهم من خلافات جذريَّة أو فرعية يَدَعونهم كما هم ولا يهتمُّون بتعليمهم ولا بتربيتهم على الإسلام الصحيح ، وإنما يربُّونهم فقط على التكتُّل الحزبي السياسي ؛ لا شك أنَّ هؤلاء خالفوا ليس فقط دعوة الرسول - عليه السلام - بل دعوة الرسل كلهم من يوم بعث الله - عز وجل - آدم - عليه السلام - إلى آخر الأنبياء وهو نبيُّنا - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لأن همَّ هؤلاء كان أن يقولوا لأقوامهم بلسان حالهم وبلسان قالِهم أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ، هذه الكلمة الحق أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت لا تُسمع من بعض الأحزاب اليوم لأنهم مالوا بكلِّ كلكلهم إلى إيش ؟ ناحية ، وهي الناحية السياسية ، وزعموا أنهم أن الأمة الإسلامية إذا تثقَّفت من هذه الزاوية الصغيرة قامت دولة الإسلام على الأرض !! وأخطؤوا أشدَّ الخطأ ؛ لأنهم خالفوا دعوة الإسلام التي جاء بها الرسول - عليه السلام - .
لا يخفى على الجميع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ظلَّ في قومه في مكة ثلاث عشر سنة وهو يدعوهم إلى ماذا ؟ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ؛ فكيف بنا نحن اليوم نرى المسلمين في كلِّ بلاد الدنيا يصلون ويصومون ولكنهم بعد ما آمنوا بحقِّ لا إله إلا الله التي تُفسَّر ولو بعض التفسير بهذه الآية التي كان الأنبياء يدعون أقوامهم ؛ أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت . فدعوة التوحيد أمر أساسي في الدعوة الإسلامية أهمَلَها كلُّ الأحزاب نستطيع أن نقول بدون استثناء إطلاقًا ؛ لأنه لا يكفي أن ندعو الناس كما ندعو الكفار ، نقول لهم : قولوا : لا إله إلا الله ، وإلا فالقتال بيننا وبينهم ، لكن هؤلاء إذا قالوا : لا إله إلا الله انتهى واجبنا معهم أم بقي علينا واجب التثقيف والتعليم ؟ يا نصراني يا اللي كنت تؤمن قبل أن تخضع للإسلام خضوعًا مجبرًا على ذلك ؛ لأنُّو أمامك القتل أو الخضوع للإسلام ، كنت تؤمن بالأب والابن وروح القدس ؛ هل تعرف ما معنى لا إله إلا الله ؟ لا بد أن نشرح له أنَّ هذا ينافي ما كان عليه من قبل المسلمون اليوم إلا مَن عَصَمَ وقليل ما هم ، يشبهون في هذه الناحية كثير من أولئك الأقوام الذين ليسوا بمسلمين من حيث أنَّهم لم يفقهوا كلمة لا إله إلا الله .
كثير من هؤلاء الجماعات الإسلامية الذين لا يهتمُّون هذا الاهتمام الذي بدأ به الرسول - عليه السلام - وأقام عليه تلك المدة الطويلة بل القصيرة ثلاث عشر سنة ، يقولون : إلى متى نحن نشتغل بالتوحيد ؟ إلى متى ؟ نقول نحن : سبحان الله ! رسول الله اشتغل في مكة ، ومكة عبارة عن قرية مهما كَثُرَ عددُها فلم تكُنْ ربما في ذلك الزمان بالملايين ، لكن اليوم العالم الإسلامي يعد الملايين المملينة ، تسع مئة مليون أو أكثر من ذلك ؛ فهدول بدهم شغل سنين وسنين طويلة حتى يفهموا أن لا إله إلا الله إيش معناها .
ومن العجيب الغريب أننا نقرأ القرآن ونزعم أننا نتدبَّره ، لكن هؤلاء الذين يزعمون أنهم يتدبرون إذا جاء الأمر عند التوحيد فرُّوا منه ولم يقفوا عنده ، ليس أن ناسًا من هؤلاء ، نوح - عليه السلام - الذي نصَّ القرآن والحمد لله وليس الحديث الصحيح لأنُّو كان رح يصير موضع شبهة وشك عند هؤلاء أن هذا حديث أحاد لا تثبت به عقيدة . القرآن نصَّ أن نوحًا - عليه السلام - لَبِثَ في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا . نسألهم لبث في قومه ماذا ؟ يشرِّع لهم قوانين ويبيِّن لهم الفرائض والواجبات والمستحبَّات كما جاء الإسلام ببسط لا مثيل له في كلِّ الأديان أم لبث في قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ؟
أمر عجيب جدًّا ، نحن نلبث عشرين سنة ثلاثين سنة فيستكثر علينا قومُنا ؛ إي إلى متى أنتو عم تشتغلوا بهذه الدعوة ، تحرَّكوا شوي كونوا حركيِّين ؟ نحن لسنا حركيِّين ، لكن في الوقت نفسه لسنا من الجامدين ، لكن هؤلاء الحركيين ماذا قدَّموا بدعوتهم إلى المسلمين ؟ لا شيء أبدًا ، وإنما حركة على النظام العسكري الذي يُعبَّر عنه عندنا في سوريا : " مكانك راوح " ، هي حركة ، لكن حركة عبث ما في تقدُّم ، يكاد يمضي نصف قرن على حزب من هذه الأحزاب ما قدَّموا للمسلمين شيئًا ، تأخذ أكبر واحد منهم إلى أصغر واحد فهو لا يهتمُّ للسنة ، لا يهتم للتوحيد ، وبعض الأحزاب الأخرى كاد أن يمرَّ عليهم قرن من الزمان ؛ ماذا ؟ لا شيء في ذلك سوى الجهل المُطبق بالعقائد التي يجب أن تُعرف عامَّةً بين المسلمين والعقائد التي يجب أن تُحارب عامَّةً بين المسلمين ، ولذلك كان من آثار ذلك الجهل المطبق بالعقائد الإسلامية الصحيحة والعقائد المنحرفة عن العقائد الصحيحة ؛ كان من عاقبة ذلك أن شخصًا قميء مغمور لا صيتَ له ولا اسم له إلا طفرة واحدة كما ابتُلي المسلمون ببعض الحكام كانوا مغمورين لا نعرف عنهم شيئًا ، وإذا بهم ما بين عشية وضحاها صار إيش ؟ رئيس دولة ، وهناك شخص خرج آية من آيات الله - زعموا ! - يدعو إلى إيش ؟ إلى الإسلام ، وإلى توحيد المسلمين ، فطار بعض أولئك الناس إليه وهم يعلمون أنه رأس في الشيعة ، وفي الشيعة من العقائد ما تهدُّ أركان الإسلام كلها ، وكادوا أو فعلوا والله ما أدري ؛ لأني لا أستطيع أن أقول شيئًا ما علمته يقينًا ؛ كادوا أن يُبايعوه ؛ كيف تبايعوه ؟
السائل : بعضهم بايعوه .
الشيخ : ها ، بعضهم بايعوه !! كيف تبايعون رجلًا كتبه تصرِّح بأن هذا القرآن الذي ندين الله به ، وصرَّح فيه : (( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )) . هذا القرآن الذي بين أيدينا ليس قرآنًا تامًّا ، إنما هو جزء من القرآن الذي أنزله الله على قلب محمد ، وهذا الذي أنزله على قلب محمد هو مصحف فاطمة ، وأين مصحف فاطمة ؟ ضاع مع التوراة والإنجيل المحرَّف المُصحَّف إلى آخره !!
لو كان هؤلاء يهتمون بالعقائد الصحيحة لَعرفوا - أيضًا - قيمة الشيعة وغيرهم من الفرق الإسلامية الأخرى أنهم هم أبعد ما يكونوا عن الإسلام ، فهَبْ أن الشيعة انتصروا وأقاموا الإسلام ؛ ماذا يكون حال المسلمين ؟ أن يُجبروا أن يدينوا بدين الشيعة ؛ إذًا فنحن علينا أن نهتم بدعوة المسلمين أوَّلًا إلى فهم التوحيد وعلى أساس الكتاب والسنة ، وهذا ما لا يقوم به حزب من الأحزاب الإسلامية إطلاقًا ؛ علمًا بأن التحزُّب منهيٌّ عنه في الإسلام ، وإنما علينا كلِّنا أن نكون إيش ؟ كتلة واحدة ، مبدؤنا واحد ؛ كتاب الله وحديث رسول الله ، وأقولها مرارًا وتكرارًا : وليس هذا فقط ، وإنما - أيضًا - على منهج السلف الصالح .
هذه الكلمة هي التي تجمع المسلمين ، وهي التي ستعيد إليهم مجدهم الغابر ، ولا سبيل إلى هذا المجد إلا من هذه الطريق : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )) .
السائل : أولئك حزب الله هذا كل من يستشهد فيها .
الشيخ : سبحان الله ! أولئك مو لئك مو لئك ؛ حزب الله هم الذين يتمسَّكون بكتاب الله وبحديث رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، حزب الله واحد ، ولا يتعدَّد أبدًا .
السائل : سؤال .
الشيخ : تفضل .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 92
- توقيت الفهرسة : 00:46:08
- نسخة مدققة إملائيًّا