هل تنطبق آية : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) على حُكَّام اليوم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل تنطبق آية : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) على حُكَّام اليوم ؟
A-
A=
A+
السائل : مجموعة كثيرة من الإخوة يسألون ؛ أقول : يسأل مجموعة كثيرة من الإخوة فيقولون : قول الله - تبارك وتعالى - : (( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ )) هل ينطبق هذا على حكَّام اليوم ؟

الشيخ : لا شك أن حكَّام اليوم يختلفون كلَّ الاختلاف ، ففيهم مَن معروف أصله لم يكن مسلمًا ، وإنما صار مسلمًا حينما فُرِضَ رئيسَ دولة في بعض البلاد الإسلامية ، وبعض آخر معروف أنه مسلم بن مسلم ، لكنَّه يقصِّر في كثير من العبادات والطاعات المفروضة عليه ، زيادة على ذلك أنه لا يحكم بما أنزل الله ، ونوع آخر من الحكَّام يحافظون على الصلوات وعلى شعائر الإسلام ، ولكنهم مقصِّرون بلا شك في تطبيق كثير من الأحكام الإسلامية ؛ ولذلك فمن الخطأ الفاحش شرعًا وواقعًا أن نُسوِّي في الحكم بين كلِّ هؤلاء الحكام الذين يُمكن أن نقول : إنهم لا يحكمون بما أنزل الله ، وعلى التفصيل السابق منهم من لا يحكم مطلقًا ، وإنما جعل القوانين الغربية الكافرة له نظامًا ودستورًا ومنهاجًا ، ومنهم مَن يجاهد أن يطبِّق بعض الأحكام الإسلامية ، ومنهم مَن يكثر من ذلك كلٌّ بحسبه .

والذي يمكن أن نقول فيه كلامًا فصلًا ، ويجب على كلِّ مسلم أن يعتقد ذلك اعتقادًا جازمًا هو أن الكفر ليس أمرًا يتعلَّق بالعمل ، وإنما الكفر يتعلَّق بالقلب ؛ لأن مادة : " كَفَرَ " في اللغة معناه الستر ، وستر الشيء هو معناه يساوي الجحد ؛ لأنه لماذا سَتَرَه ؟ لكي يُخفِيَ حقيقة ذلك الأمر ؛ ولذلك فقد شرحَ كثير من العلماء هذه الحقيقة ، ويحضرني الآن كمثال الإمام الغزَّالي في كتاب " الإحياء " وفي كتابه الأول " كتاب العقائد " ذكر أن الإنسان المسلم لا يخرج من الإسلام إلا بجحده لِمَا دخل فيه . متى يكفر المسلم ؟! إذا جَحَدَ شيئًا كان يعتقده من الإسلام فكفرَ به ، وهذه الحقيقة لا بدَّ لكل مسلم أن يؤمِنَ بها أن الكفر أمر اعتقادي ، وهذا الاعتقاد أحيانًا يبقى مكتومًا يعرفه ربُّنا - عز وجل - ، ولكن صاحب هذا الاعتقاد الكافر قد يتلفَّظ بكلمة الإسلام ؛ فماذا يحكم الإسلام على هذا المتكلِّم ؟

مواضيع متعلقة