ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي ؟
A-
A=
A+
السائل : موالد الرسول عليه السلام ، وقد شاعت في هذه البلاد ، بينما هي شائعة في بلدان أخرى أكثر من هذه البلاد وأكثر الان ما ينكرون على من ينكر هذه الموالد ، هم أكثرهم يدعون أنهم من أهل البيت ، أو ينتسبون لأهل البيت وبعضهم ينتسب للعلماء أو طلبة العلم ، فما رأيك بهذا بارك الله فيك ؟
الشيخ : نحن والحمد لله ندعو لاتباع الكتاب والسنة ، والابتعاد عن كل بدعة ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته في خطبه ، وفي مواعظه أن يفتتح الكلام ، بخطبة الحاجة التي سمعتموها في المسجد والتي فيها ( أما بعد فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله في كتابه العظيم - اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - " أنه لا يجوز أن يؤول كلام الرسول عليه السلام ، الذي يكرره على مسامع الناس ، وعلى مجامع الناس، على وتيرة واحدة ، دائما وأبدا هو يسمعهم هذه الكلمة العامة ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) " ، فلا يجوز أن يؤول مثل هذا الكلام ، فيقال لا هذا من العام المخصوص ، أي الرسول يقول: ( كل بدعة ضلالة ) أولئك يقولون لا ليس كل بدعة ضلالة ، كيف يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم مع تكراره واعتياده أن يقول هذه الكلمة الطيبة ، في كل الخطب ، خطبة جمعة ولا عيد ولا مناسبة أخرى ، كيف يعقل أن يكرر هذه الجملة ، ثم لا يلفت نظر السامعين أن هذا العموم ، ليس على عمومه وشموله ، هذا لا يليق أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فقوله عليه الصلاة والسلام: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كقوله عليه السلام من حيث العموم: ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) لا يتصور أن عاقلا مسلما يقول لا ، ليس كل مسكر خمر ، وليس كل خمر حرام ، رسول الله يقول: كل مسكر خمر وأنت تقول ، ليس كل مسكر خمر ، هذا محاداة ومشاقة لله والرسول ، كما قال تعالى: (( ومن يشاقق الرسول ، من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ، ولذلك فهذا الحديث الذي كرره الرسول عليه السلام وتفنن - إن صح التعبير - بعبارات أخرى ، كلها تؤدي إلى هذا العموم ، كحديث البخاري ومسلم ، مثلا عن السيدة عائشة رضي الله عنها ، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد ) هذه الأحاديث الكثيرة والكثيرة جدا ، التي تدل أولا على ذم كل بدعة وأنه لا يستثنى من البدعة الضلالة شيء على هذا الفهم جرى سلفنا الصالح ، مثلا صح عن عبد الله بن عمر ، توضيح هذا التعميم وكأنه رحمه الله نظر إلى البعيد الى مثل زمننا هذا ، فرد عليهم ، فقال ( كل بدعة ضلالة ؟ وإن رآها الناس حسنة ) ، ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) ، كلام صحابي يفسر لنا هذه الجملة العامة الشاملة ويبين أنها على عمومها وشمولها ، وأنه لا تقييد فيها ، ولكن الناس فيما بعد ، قد يستحسنون أشياء فيجب أن يعلموا أن كل بدعة ضلالة بدون أي استثناء هذا ابن عمر كما يقال اليوم ، يضع النقاط على الحروف، يطبق هذا الكلام عمليا فكان في مجلس ، لما عطس رجل ، فقال هذا العاطس " الحمد لله والصلاة على رسول الله " ، فقال ابن عمر ، وهذا أسلوب في الواقع يجب أن ننبه إخواننا إليه ، يجب أن نقتدي به ، انظروا ماذا فعل معه ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله " ، أحدنا ماذا يفعل اليوم ؟ لا تصل على الرسول ، هذا بدعة ، صحيح هذا بدعة ، لكن الأسلوب ينبغي أن يكون حكيما ناعما كأسلوب ابن عمر هذا شاركه في القول ، أنا أقول أحيانا لإخواننا هناك في سوريا والأردن ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد الله والصلاة وعلى رسول الله" ، فالشيطان يرجع فيقول له ما أنت وهابي تنكر الصلاة على الرسول ولو أنه ما فيه وهابية يومئذ ، لكن هكذا اليوم يفعلون ، فيقولون مثلا من جهلهم ومن ضلالهم أن ابن تيمية وهابي ، وهو قبل محمد بن عبد الوهاب بقرون ، ذلك من جهلهم وضلالهم ، وعلى سبيل الترويح عن النفس وقع معه أغرب من ذلك كان في الجامعة السورية في دمشق أستاذ في الجامعة نصراني ، يمكن تسمعوا فيه ، اسمه فارس الخوري يعلم يدرس التاريخ ، ومع ذلك مع الأسف كان يدرس التاريخ الإسلامي لكن الحقيقة كان نصرانيا مثقفا ، وكأنه كان متأثرا بعض التأثر بالإسلام ، جاء دور تحدثه عن تاريخ الحركة الوهابية في نجد ، فتحدث طويلا بالتاريخ الحقيقي لحركة محمد بن عبد الوهاب ، هذا التاريخ الذي يجهله كثير من مشايخ المسلمين مع الأسف اليوم ، ماذا قال أحد الطلاب المضللين من المشايخ هناك قال يظهر أن الأستاذ وهابي ، وهو نصراني ... لماذا ؟ لأنه يتكلم حقائق تاريخية عن الحركة ، حركة محمد بن عبد الوهاب ، الشاهد ابن عمر يقول لذلك العاطس ، : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ، لكن ما هكذا علمنا رسول الله " فلا ينبغي أن يندفع الإنسان ليقول له لا تصل على الرسول ، والصلاة على الرسول بدعة ، لا شاركه في المبدأ العام ، أظهر له إيمانك وحبك للرسول عليه السلام والصلاة على الرسول ، لكن ألفت النظر إلى خطئه ، إلى استدراكه على نبيه ، لأنه لو كان وضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، في هذا المكان لشرعه ذلك ربنا على لسان نبيا صلى الله عليه وسلم ، كما جاء عنه في الحديث الصحيح ، ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله ، إلا أمرتكم به ، وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ، ويقربكم إلى النار إلا نهيتكم عنه ) ، فماذا قال ابن عمر : " أنا أقول معك الحمد لله ، والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قل الحمد لله رب العالمين ، وفي رواية الحمد لله على كل حال " ، إذا ابن عمر الذي قال كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة ، طبقها ها هنا ، لأن هذا العاطس لم ير شيئا في أن يضم إلى حبه لربه ، الصلاة على نبيه ، استحسن ذلك فوجه نظره ابن عمر إلى أن هذه زيادة تزيدها عليّ وكأنك تستدرك على نبيك الذي علمك آداب العطاس ، فلا تزد وقل كما علمنا الرسول عليه السلام .
مثل ذلك أثر آخر في مسند الإمام أحمد الأثر السابق عن ابن عمر في سنن الترمذي ومستدرك الحاكم ،أثر آخر في مسند الإمام أحمد من طريق سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يلبي في الحج ، فيقول : " لك لبيك ذا الفواضل " ، قال: " إنه لذا الفواضل ، لكن ما هكذا كنا نلبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نقول لبيك اللهم لبيك " ، أيضا هذا وافقه أن الله عز وجل هو ذا الفواضل ، لكن الرسول ما علمنا إلا أن نقول لبيك اللهم لبيك، آثار وآثار كثيرة جدا كلها تتجاوب مع عموم قوله عليه السلام: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) والبحث في هذا لو أفردنا فيه ربما يأخذ معنا ساعات في الحقيقة ، لكن حسبنا هذا القدر لكي ندخل إلى صلب الموضوع ، لنقول هذا الذي تسمونه بالاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، نحن نقول هذا الاحتفال ، إما أن يكون خيرا ولا أقول إما يكون شرا ، لا حسبي أن أقول إما أن يكون خيرا ، وبعبارة أخرى إما أن يكون عبادة أو ليس بعبادة ، فإذا كان عبادة هل يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمته وهو المأمور بقول ربه: (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ، فما بلغت رسالتك ، والله يعصمك من الناس )) وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين في قصة طويلة لسنا بصددها : " ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية من حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تبارك وتعالى: (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب )) ، ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ، كان يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت قوله تعالى: (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) قالت: ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا أمر بتبليغه ، فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت الآية السابقة (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) ... ) إلى آخرها ، وقالت : " وهذه فائدة " ، ( لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا أمر بتبليغه لكتم قول ربه (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) .. ) ، فيه معاتبة من الله لرسوله فلو كان كاتما شيئا لكتم هذه الآية ، لكن حاشاه إنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة فجزاه الله تبارك وتعالى خير الجزاء عن هذه الأمة فإن كان هذا الاحتفال بالمولد النبوي كما يقولون خيرا فلا بد أن الرسول عليه السلام ، قد بلغ هذا الخير إلى الأمة ، ثم إن بلغ هذا الخير إلى الأمة ، من الذي سيبادر إلى العمل به ، لا شك أن أسرع الناس طاعة للنبي صلى الله عليه وسلم هم أصحابه الذين فدوه بأرواحهم وأموالهم ، وكذلك من بعدهم التابعون واتباعهم الذين تحدث عنهم الرسول عليه السلام ، في الحديث الصحيح المتواتر حين قال ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .. ) من المتفق بين المسلمين جميعا ، سنيهم وبدعيهم أن القرون الثلاثة لا تعرف هذا الاحتفال فيا سبحان الله ، كيف يخفى هذا الخير على هذه القرون الثلاثة ، ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم على رأسهم ، وانتهاء بآخر عالم، في القرن الثالث للهجري ، الذي هو من القرون الخيرية ، المشهود لها بلسان خير البرية ، هذا أمر مستحيل أن يكون خير ، نحن نسبقهم إليه، بل الأمر كما يقول علماء اهل السنة ، لو كان خيرا لسبقونا إليه ، أريد أن أذكر شيئا تأكيدا لأثر معروف ، عن بعض السلف ويرويه ، بعضهم حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا يصح إسناده ( وهو ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ) ، هذا مرفوعا لا يصح لكنه ورد عن بعض السلف ، لكن هذا المعنى نلمسه لمس اليد ، المعنى صحيح ، " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة "، نحن نضرب على هذا أمثلة كثيرة وكثيرة جدا ، يكفينا مثال واحد في بلادنا نحن ، يدخل أحدنا المسجد ، يأتي الميضأة فيجد صاحبه يتوضأ شو بقول له ، زمزم طيب ، بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يقول حق المسلم على المسلم إذا لقيته فسلم عليه ، طاح السلام ذهب حل محله البدعة ، يلقي صاحبه بعد الصلاة يقول له تقبل الله ، أخي قول له السلام عليكم إلا ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ، وهذا ما أصاب هؤلاء المحتفلين بهذا المولد المبتدع ، أنا أقول عندنا احتفالان بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أحدهما سنة والآخر بدعة تمسك الناس بالبدعة وأهملوا السنة ، ما هو الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام ، وما هو الدليل عليه جاء في صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين ) ، يوم الاثنين تعلمون أنه يوم ميلاد الرسول عليه السلام ، ( ما تقول في صيام يوم الاثنين ، قال: ) في الجواب على أسلوب الحكيم .
الشيخ : نحن والحمد لله ندعو لاتباع الكتاب والسنة ، والابتعاد عن كل بدعة ، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان من عادته في خطبه ، وفي مواعظه أن يفتتح الكلام ، بخطبة الحاجة التي سمعتموها في المسجد والتي فيها ( أما بعد فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ، رحمه الله في كتابه العظيم - اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم - " أنه لا يجوز أن يؤول كلام الرسول عليه السلام ، الذي يكرره على مسامع الناس ، وعلى مجامع الناس، على وتيرة واحدة ، دائما وأبدا هو يسمعهم هذه الكلمة العامة ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) " ، فلا يجوز أن يؤول مثل هذا الكلام ، فيقال لا هذا من العام المخصوص ، أي الرسول يقول: ( كل بدعة ضلالة ) أولئك يقولون لا ليس كل بدعة ضلالة ، كيف يعقل أن النبي صلى الله عليه وسلم مع تكراره واعتياده أن يقول هذه الكلمة الطيبة ، في كل الخطب ، خطبة جمعة ولا عيد ولا مناسبة أخرى ، كيف يعقل أن يكرر هذه الجملة ، ثم لا يلفت نظر السامعين أن هذا العموم ، ليس على عمومه وشموله ، هذا لا يليق أن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولذلك فقوله عليه الصلاة والسلام: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) كقوله عليه السلام من حيث العموم: ( كل مسكر خمر وكل خمر حرام ) لا يتصور أن عاقلا مسلما يقول لا ، ليس كل مسكر خمر ، وليس كل خمر حرام ، رسول الله يقول: كل مسكر خمر وأنت تقول ، ليس كل مسكر خمر ، هذا محاداة ومشاقة لله والرسول ، كما قال تعالى: (( ومن يشاقق الرسول ، من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ، ولذلك فهذا الحديث الذي كرره الرسول عليه السلام وتفنن - إن صح التعبير - بعبارات أخرى ، كلها تؤدي إلى هذا العموم ، كحديث البخاري ومسلم ، مثلا عن السيدة عائشة رضي الله عنها ، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أحدث في ديننا هذا ما ليس منه فهو رد ) هذه الأحاديث الكثيرة والكثيرة جدا ، التي تدل أولا على ذم كل بدعة وأنه لا يستثنى من البدعة الضلالة شيء على هذا الفهم جرى سلفنا الصالح ، مثلا صح عن عبد الله بن عمر ، توضيح هذا التعميم وكأنه رحمه الله نظر إلى البعيد الى مثل زمننا هذا ، فرد عليهم ، فقال ( كل بدعة ضلالة ؟ وإن رآها الناس حسنة ) ، ( كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ) ، كلام صحابي يفسر لنا هذه الجملة العامة الشاملة ويبين أنها على عمومها وشمولها ، وأنه لا تقييد فيها ، ولكن الناس فيما بعد ، قد يستحسنون أشياء فيجب أن يعلموا أن كل بدعة ضلالة بدون أي استثناء هذا ابن عمر كما يقال اليوم ، يضع النقاط على الحروف، يطبق هذا الكلام عمليا فكان في مجلس ، لما عطس رجل ، فقال هذا العاطس " الحمد لله والصلاة على رسول الله " ، فقال ابن عمر ، وهذا أسلوب في الواقع يجب أن ننبه إخواننا إليه ، يجب أن نقتدي به ، انظروا ماذا فعل معه ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله " ، أحدنا ماذا يفعل اليوم ؟ لا تصل على الرسول ، هذا بدعة ، صحيح هذا بدعة ، لكن الأسلوب ينبغي أن يكون حكيما ناعما كأسلوب ابن عمر هذا شاركه في القول ، أنا أقول أحيانا لإخواننا هناك في سوريا والأردن ، قال له : " وأنا أقول معك الحمد الله والصلاة وعلى رسول الله" ، فالشيطان يرجع فيقول له ما أنت وهابي تنكر الصلاة على الرسول ولو أنه ما فيه وهابية يومئذ ، لكن هكذا اليوم يفعلون ، فيقولون مثلا من جهلهم ومن ضلالهم أن ابن تيمية وهابي ، وهو قبل محمد بن عبد الوهاب بقرون ، ذلك من جهلهم وضلالهم ، وعلى سبيل الترويح عن النفس وقع معه أغرب من ذلك كان في الجامعة السورية في دمشق أستاذ في الجامعة نصراني ، يمكن تسمعوا فيه ، اسمه فارس الخوري يعلم يدرس التاريخ ، ومع ذلك مع الأسف كان يدرس التاريخ الإسلامي لكن الحقيقة كان نصرانيا مثقفا ، وكأنه كان متأثرا بعض التأثر بالإسلام ، جاء دور تحدثه عن تاريخ الحركة الوهابية في نجد ، فتحدث طويلا بالتاريخ الحقيقي لحركة محمد بن عبد الوهاب ، هذا التاريخ الذي يجهله كثير من مشايخ المسلمين مع الأسف اليوم ، ماذا قال أحد الطلاب المضللين من المشايخ هناك قال يظهر أن الأستاذ وهابي ، وهو نصراني ... لماذا ؟ لأنه يتكلم حقائق تاريخية عن الحركة ، حركة محمد بن عبد الوهاب ، الشاهد ابن عمر يقول لذلك العاطس ، : " وأنا أقول معك الحمد لله والصلاة على رسول الله ، لكن ما هكذا علمنا رسول الله " فلا ينبغي أن يندفع الإنسان ليقول له لا تصل على الرسول ، والصلاة على الرسول بدعة ، لا شاركه في المبدأ العام ، أظهر له إيمانك وحبك للرسول عليه السلام والصلاة على الرسول ، لكن ألفت النظر إلى خطئه ، إلى استدراكه على نبيه ، لأنه لو كان وضع الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، في هذا المكان لشرعه ذلك ربنا على لسان نبيا صلى الله عليه وسلم ، كما جاء عنه في الحديث الصحيح ، ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله ، إلا أمرتكم به ، وما تركت شيئا يبعدكم عن الله ، ويقربكم إلى النار إلا نهيتكم عنه ) ، فماذا قال ابن عمر : " أنا أقول معك الحمد لله ، والصلاة على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قل الحمد لله رب العالمين ، وفي رواية الحمد لله على كل حال " ، إذا ابن عمر الذي قال كل بدعة ضلالة ، وإن رآها الناس حسنة ، طبقها ها هنا ، لأن هذا العاطس لم ير شيئا في أن يضم إلى حبه لربه ، الصلاة على نبيه ، استحسن ذلك فوجه نظره ابن عمر إلى أن هذه زيادة تزيدها عليّ وكأنك تستدرك على نبيك الذي علمك آداب العطاس ، فلا تزد وقل كما علمنا الرسول عليه السلام .
مثل ذلك أثر آخر في مسند الإمام أحمد الأثر السابق عن ابن عمر في سنن الترمذي ومستدرك الحاكم ،أثر آخر في مسند الإمام أحمد من طريق سعد بن أبي وقاص أنه سمع رجلا يلبي في الحج ، فيقول : " لك لبيك ذا الفواضل " ، قال: " إنه لذا الفواضل ، لكن ما هكذا كنا نلبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا نقول لبيك اللهم لبيك " ، أيضا هذا وافقه أن الله عز وجل هو ذا الفواضل ، لكن الرسول ما علمنا إلا أن نقول لبيك اللهم لبيك، آثار وآثار كثيرة جدا كلها تتجاوب مع عموم قوله عليه السلام: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) والبحث في هذا لو أفردنا فيه ربما يأخذ معنا ساعات في الحقيقة ، لكن حسبنا هذا القدر لكي ندخل إلى صلب الموضوع ، لنقول هذا الذي تسمونه بالاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، نحن نقول هذا الاحتفال ، إما أن يكون خيرا ولا أقول إما يكون شرا ، لا حسبي أن أقول إما أن يكون خيرا ، وبعبارة أخرى إما أن يكون عبادة أو ليس بعبادة ، فإذا كان عبادة هل يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أمته وهو المأمور بقول ربه: (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل ، فما بلغت رسالتك ، والله يعصمك من الناس )) وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كما في الصحيحين في قصة طويلة لسنا بصددها : " ثلاث من حدثكموهن فقد أعظم على الله الفرية من حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية ثم تلت قوله تبارك وتعالى: (( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب )) ، ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم ، كان يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت قوله تعالى: (( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )) قالت: ومن حدثكم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كتم شيئا أمر بتبليغه ، فقد أعظم على الله الفرية ، ثم تلت الآية السابقة (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) ... ) إلى آخرها ، وقالت : " وهذه فائدة " ، ( لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا أمر بتبليغه لكتم قول ربه (( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله ، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه )) .. ) ، فيه معاتبة من الله لرسوله فلو كان كاتما شيئا لكتم هذه الآية ، لكن حاشاه إنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة فجزاه الله تبارك وتعالى خير الجزاء عن هذه الأمة فإن كان هذا الاحتفال بالمولد النبوي كما يقولون خيرا فلا بد أن الرسول عليه السلام ، قد بلغ هذا الخير إلى الأمة ، ثم إن بلغ هذا الخير إلى الأمة ، من الذي سيبادر إلى العمل به ، لا شك أن أسرع الناس طاعة للنبي صلى الله عليه وسلم هم أصحابه الذين فدوه بأرواحهم وأموالهم ، وكذلك من بعدهم التابعون واتباعهم الذين تحدث عنهم الرسول عليه السلام ، في الحديث الصحيح المتواتر حين قال ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم .. ) من المتفق بين المسلمين جميعا ، سنيهم وبدعيهم أن القرون الثلاثة لا تعرف هذا الاحتفال فيا سبحان الله ، كيف يخفى هذا الخير على هذه القرون الثلاثة ، ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم على رأسهم ، وانتهاء بآخر عالم، في القرن الثالث للهجري ، الذي هو من القرون الخيرية ، المشهود لها بلسان خير البرية ، هذا أمر مستحيل أن يكون خير ، نحن نسبقهم إليه، بل الأمر كما يقول علماء اهل السنة ، لو كان خيرا لسبقونا إليه ، أريد أن أذكر شيئا تأكيدا لأثر معروف ، عن بعض السلف ويرويه ، بعضهم حديثا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن لا يصح إسناده ( وهو ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ) ، هذا مرفوعا لا يصح لكنه ورد عن بعض السلف ، لكن هذا المعنى نلمسه لمس اليد ، المعنى صحيح ، " ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة "، نحن نضرب على هذا أمثلة كثيرة وكثيرة جدا ، يكفينا مثال واحد في بلادنا نحن ، يدخل أحدنا المسجد ، يأتي الميضأة فيجد صاحبه يتوضأ شو بقول له ، زمزم طيب ، بينما الرسول صلى الله عليه وسلم يقول حق المسلم على المسلم إذا لقيته فسلم عليه ، طاح السلام ذهب حل محله البدعة ، يلقي صاحبه بعد الصلاة يقول له تقبل الله ، أخي قول له السلام عليكم إلا ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة ، وهذا ما أصاب هؤلاء المحتفلين بهذا المولد المبتدع ، أنا أقول عندنا احتفالان بولادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، أحدهما سنة والآخر بدعة تمسك الناس بالبدعة وأهملوا السنة ، ما هو الاحتفال بولادة الرسول عليه السلام ، وما هو الدليل عليه جاء في صحيح مسلم أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا رسول الله ما تقول في صوم يوم الاثنين ) ، يوم الاثنين تعلمون أنه يوم ميلاد الرسول عليه السلام ، ( ما تقول في صيام يوم الاثنين ، قال: ) في الجواب على أسلوب الحكيم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 84
- توقيت الفهرسة : 00:46:10
- نسخة مدققة إملائيًّا