إبطال دعوى صاحب عبارة : " خلاف فقهي " !
A-
A=
A+
الشيخ : إذًا في هذه الجملة خلاف فقهي تسامح في التعبير ؛ لأن هذا الخلاف ليس قائمًا بين المجتهدين ، وإنما هو قائم بين المجتهدين وبين المقلِّدين ، والمقلد لا رأي له بشهاداتهم أنفسهم ؛ فلا قيمة لقول أحدهم برأيه واجتهاده أبدًا .
بعد تحرير الكلام على هذه الجملة " خلاف فقهي " ، وأنه لا يقع المخالف في مسألة الابتداع في الدين خلاف فقهي ؛ لأن هذا خلاف حادث ، ولا قيمة لخلاف حادث مُخالف لاتِّفاق سابق ، الصحابة كلهم متفقون على أنَّ البدعة في الدين ضلالة ، ونحن نبدأ الآن وبشيء من الإيجاز الممكن :
نحن نعتقد أن الابتداع في الدين وفي الدين ليس في الدنيا يُنافي نصوصًا من الكتاب والسنة ، فقوله - تبارك وتعالى - في الآية المعروفة : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) لا تحتاج إلى بيان ولا إلى تفسير ، إلا أنها تعني أن الإسلام تامٌّ لا يحتاج إلى استدراك ؛ لا سيَّما فيما يتعلق بالعبادات المحدودة النِّطاق ؛ العبادات التي يُريد الإنسان أن يتقرَّب بها إلى الله - عز وجل - ، أقول هذا لأنَّ المعاملات واسعة جدًّا ، في كل يوم تحدث حوادث تحتاج إلى أحكام ، هذه الأحكام لا يعرفها إلا أهل الاجتهاد في كلِّ زمان ؛ فهذه ليست محدودة ، أما العبادات فالعبادات التي كانت في زمن الرسول - عليه السلام - وتُوفِّيَ عنها لا تقبل الزيادة ولا واحدة إطلاقًا ؛ لأن الرسول قال : ( ما تركت شيئًا يقرِّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) ، فما أخفى عنّه شيئًا ؛ لذلك الآية السابقة : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) هي نصٌّ قاطع في موضوع الابتداع في الدين . من هنا يظهر لكم علمُ أحد الأئمة الأربعة التي ينتمي إليها جماهيرنا اليوم ، هنا قال : " مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً ؛ فقد زَعَمَ أن محمَّدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خانَ الرسالة ، اقرؤوا قول الله - تبارك وتعالى - : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) " ، قال : " فما لكم يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا " .
نحن نقول هكذا ، فإذا أراد أحد المقلِّدين يجادلنا ؛ فبالله عليكم بماذا يجادلنا ؟ إذا جاءنا بل إن جاءنا بنقل عن إمام كما يقولون أنُّو أبو حنيفة قال بالاستحسان ، والاستحسان هو لا يعني الاستحسان بمعنى الابتداع في الدين أبدًا ، وإنما هو ترجيح دليل على دليل يوجد مصلحة وما شابه ذلك كما هو مشروع في أصولهم ، فالغلط إن جاءنا مقلِّد بقول لإمام فضلًا عن قول لمقلِّد لمشايخهم ؛ نحن نقول إمام السنة من أئمة السنة وإمام دار الهجرة يقول : " فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا " .
نحن نقول : يومئذٍ لم يكن من الدين أن يصعدَ المؤذِّن المنبر وينشد ويتكلَّم بكلام شيء جائز وشيء ما جائز قبل الأذان ، ما كان هذا باعترافهم ، لذلك يسمونها بدعة ، يعني حدثت ؛ لكنها حسنة ، ولا - أيضًا - ما أضافوه بعد الأذان من الصلاة على الرسول - عليه السلام - ومن أشياء أخرى - أيضًا - ... ، كلُّ هذا وهذا لم يكن ؛ فمالك يقول " " فما لم يكن يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا " ، إذًا أذِّن كأذان بلال وغيره من مؤذِّني الرسول - عليه السلام - ، سوف يقول : أنا مذهبي هيك ، خلِّيك بقى أنت ومذهبك ، فليش عم تجادل بالباطل وبالجهل ، بدك بقى تبحث على ضوء الكتاب والسنة تعال إلى الكتاب والسنة ، هَيْ أول آية ، وهَيْ تفسيرها من إمام دار الهجرة اللي بينه وبين الصحابي واسطة واحدة ؛ مالك عن نافع عن ابن عمر ، وعاش في عقر دار السنة المدينة المنورة ، هو يقول " من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها حسنة ؛ فقد زعم أن محمَّدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خانَ الرسالة ، اقرؤوا قول الله - تبارك وتعالى - : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) ؛ فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا " ، لكن مالك - رحمه الله - جاء بعبارة خاتمة لهذه الجملة التي تستحقُّ أن تُكتب بماء الذهب كما كانوا يقولون ، نحن نعتبر هذه الجملة بمنهجنا في الدعوة ، بينما الذي يقول هذا الكلام وغيره لا يرفعون لهذه الجملة وزنًا ، ماذا يقول مالك ؟ " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " ؛ فهل صلاح هذه الأمة بأن تتقرَّب الأمة إلى الله بمئات بل الألوف من البدع ؟! يستحيل هذا ، هذا من باب : " وداوِني بالتي هي الداء " ، العبادات التي شَرَعَها الله هي معالجة للأمراض النفسية قد يشعر بها بعض الناس وقد لا يشعر بها غيرهم ، فتأتي هذه التشاريع الإلهية الحكيمة كمَرْهم وعلاج لهذه الأمراض النفسية ، وعلى العكس من ذلك ؛ حينما نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ونقيم البدعة مقام السنة زِدْنا مرضًا على مرض ؛ بحيث أننا نصل إلى يأس من الشفاء ؛ لذلك فَمِن منهجنا نحن الدعاة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح الذي يدلُّ على هذا المنهج كلمة مالك هذه : " ولا يصلُحُ آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " .
وتأكيدًا لِمَا نقول نسأل : هناك جماعات إسلامية كثيرة وكثيرة جدًّا ؛ فهل هناك جماعة تسعى لتنوير بصائر الناس المسلمين ولكي يهتدوا بهذا المنهج السليم ؛ وهو أنَّه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؟! الجواب : لا ، لا يوجد مع الأسف جماعات إسلامية لها اسمها ولها وزنها في العالم الإسلامي تُدندن حول موضوع الاتباع للكتاب والسنة ليس اتِّباعًا لفظيًّا ، قلنا لكم مرارًا وتكرارًا : كلُّ الطوائف الإسلامية التي بلغت الثلاثة وسبعين فرقة أو زادت ، كلها تقول : كتاب وسنة ، لكن المهم كتاب وسنة أوَّلًا تطبيق عملي ، وثانيًا فهم سليم مطابق لما كان عليه السلف الصالح .
فهنا يقول أنَّ هذه المسألة خلاف فقهي ، وكل واحد له ما ذهب إليه دليله .
نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : فإذًا هذه الآية من أدلة العلماء من السلف الصالح من الصحابة والتابعين الذين ذهبوا إلى أنه لا بدعة في الإسلام .
بعد تحرير الكلام على هذه الجملة " خلاف فقهي " ، وأنه لا يقع المخالف في مسألة الابتداع في الدين خلاف فقهي ؛ لأن هذا خلاف حادث ، ولا قيمة لخلاف حادث مُخالف لاتِّفاق سابق ، الصحابة كلهم متفقون على أنَّ البدعة في الدين ضلالة ، ونحن نبدأ الآن وبشيء من الإيجاز الممكن :
نحن نعتقد أن الابتداع في الدين وفي الدين ليس في الدنيا يُنافي نصوصًا من الكتاب والسنة ، فقوله - تبارك وتعالى - في الآية المعروفة : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) لا تحتاج إلى بيان ولا إلى تفسير ، إلا أنها تعني أن الإسلام تامٌّ لا يحتاج إلى استدراك ؛ لا سيَّما فيما يتعلق بالعبادات المحدودة النِّطاق ؛ العبادات التي يُريد الإنسان أن يتقرَّب بها إلى الله - عز وجل - ، أقول هذا لأنَّ المعاملات واسعة جدًّا ، في كل يوم تحدث حوادث تحتاج إلى أحكام ، هذه الأحكام لا يعرفها إلا أهل الاجتهاد في كلِّ زمان ؛ فهذه ليست محدودة ، أما العبادات فالعبادات التي كانت في زمن الرسول - عليه السلام - وتُوفِّيَ عنها لا تقبل الزيادة ولا واحدة إطلاقًا ؛ لأن الرسول قال : ( ما تركت شيئًا يقرِّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به ) ، فما أخفى عنّه شيئًا ؛ لذلك الآية السابقة : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ )) هي نصٌّ قاطع في موضوع الابتداع في الدين . من هنا يظهر لكم علمُ أحد الأئمة الأربعة التي ينتمي إليها جماهيرنا اليوم ، هنا قال : " مَن ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً ؛ فقد زَعَمَ أن محمَّدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خانَ الرسالة ، اقرؤوا قول الله - تبارك وتعالى - : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) " ، قال : " فما لكم يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا " .
نحن نقول هكذا ، فإذا أراد أحد المقلِّدين يجادلنا ؛ فبالله عليكم بماذا يجادلنا ؟ إذا جاءنا بل إن جاءنا بنقل عن إمام كما يقولون أنُّو أبو حنيفة قال بالاستحسان ، والاستحسان هو لا يعني الاستحسان بمعنى الابتداع في الدين أبدًا ، وإنما هو ترجيح دليل على دليل يوجد مصلحة وما شابه ذلك كما هو مشروع في أصولهم ، فالغلط إن جاءنا مقلِّد بقول لإمام فضلًا عن قول لمقلِّد لمشايخهم ؛ نحن نقول إمام السنة من أئمة السنة وإمام دار الهجرة يقول : " فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا " .
نحن نقول : يومئذٍ لم يكن من الدين أن يصعدَ المؤذِّن المنبر وينشد ويتكلَّم بكلام شيء جائز وشيء ما جائز قبل الأذان ، ما كان هذا باعترافهم ، لذلك يسمونها بدعة ، يعني حدثت ؛ لكنها حسنة ، ولا - أيضًا - ما أضافوه بعد الأذان من الصلاة على الرسول - عليه السلام - ومن أشياء أخرى - أيضًا - ... ، كلُّ هذا وهذا لم يكن ؛ فمالك يقول " " فما لم يكن يومئذٍ دينًا لا يكون اليوم دينًا " ، إذًا أذِّن كأذان بلال وغيره من مؤذِّني الرسول - عليه السلام - ، سوف يقول : أنا مذهبي هيك ، خلِّيك بقى أنت ومذهبك ، فليش عم تجادل بالباطل وبالجهل ، بدك بقى تبحث على ضوء الكتاب والسنة تعال إلى الكتاب والسنة ، هَيْ أول آية ، وهَيْ تفسيرها من إمام دار الهجرة اللي بينه وبين الصحابي واسطة واحدة ؛ مالك عن نافع عن ابن عمر ، وعاش في عقر دار السنة المدينة المنورة ، هو يقول " من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة يراها حسنة ؛ فقد زعم أن محمَّدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - خانَ الرسالة ، اقرؤوا قول الله - تبارك وتعالى - : (( اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِينًا )) ؛ فما لم يكن يومئذٍ دينًا فلا يكون اليوم دينًا " ، لكن مالك - رحمه الله - جاء بعبارة خاتمة لهذه الجملة التي تستحقُّ أن تُكتب بماء الذهب كما كانوا يقولون ، نحن نعتبر هذه الجملة بمنهجنا في الدعوة ، بينما الذي يقول هذا الكلام وغيره لا يرفعون لهذه الجملة وزنًا ، ماذا يقول مالك ؟ " ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " ؛ فهل صلاح هذه الأمة بأن تتقرَّب الأمة إلى الله بمئات بل الألوف من البدع ؟! يستحيل هذا ، هذا من باب : " وداوِني بالتي هي الداء " ، العبادات التي شَرَعَها الله هي معالجة للأمراض النفسية قد يشعر بها بعض الناس وقد لا يشعر بها غيرهم ، فتأتي هذه التشاريع الإلهية الحكيمة كمَرْهم وعلاج لهذه الأمراض النفسية ، وعلى العكس من ذلك ؛ حينما نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ونقيم البدعة مقام السنة زِدْنا مرضًا على مرض ؛ بحيث أننا نصل إلى يأس من الشفاء ؛ لذلك فَمِن منهجنا نحن الدعاة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح الذي يدلُّ على هذا المنهج كلمة مالك هذه : " ولا يصلُحُ آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها " .
وتأكيدًا لِمَا نقول نسأل : هناك جماعات إسلامية كثيرة وكثيرة جدًّا ؛ فهل هناك جماعة تسعى لتنوير بصائر الناس المسلمين ولكي يهتدوا بهذا المنهج السليم ؛ وهو أنَّه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ؟! الجواب : لا ، لا يوجد مع الأسف جماعات إسلامية لها اسمها ولها وزنها في العالم الإسلامي تُدندن حول موضوع الاتباع للكتاب والسنة ليس اتِّباعًا لفظيًّا ، قلنا لكم مرارًا وتكرارًا : كلُّ الطوائف الإسلامية التي بلغت الثلاثة وسبعين فرقة أو زادت ، كلها تقول : كتاب وسنة ، لكن المهم كتاب وسنة أوَّلًا تطبيق عملي ، وثانيًا فهم سليم مطابق لما كان عليه السلف الصالح .
فهنا يقول أنَّ هذه المسألة خلاف فقهي ، وكل واحد له ما ذهب إليه دليله .
نعم ؟
السائل : ... .
الشيخ : فإذًا هذه الآية من أدلة العلماء من السلف الصالح من الصحابة والتابعين الذين ذهبوا إلى أنه لا بدعة في الإسلام .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 28
- توقيت الفهرسة : 00:13:56
- نسخة مدققة إملائيًّا