ذكر حديث عائشة والعرباض بن سارية - رضي الله عنهما - في التحذير من البدع . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر حديث عائشة والعرباض بن سارية - رضي الله عنهما - في التحذير من البدع .
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

لعل الإخوان الحاضرين جميعًا يعلمون من دلالة هذا الحديث وأمثاله ممَّا هو ثابت في كتب السنة وصحيح الإسناد إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كحديث عائشة : ( مَن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ ) ، وكحديث العرباض بن سارية - رضي الله تعالى عنه - قال : وَعَظَنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظةً وجلت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ؛ فقلنا : يا رسول الله ، أوصِنا . قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن وُلِّيَ عليكم عبدٌ حبشي ، وإنه مَن يعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ؛ فعليكم بسنَّتي ، وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضُّوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ، هذه الأحاديث تؤكد ما أظنُّه أنكم تفهمونه وتعتقدونه أن الابتداع في الدين كله ضلال ، وأعني في الدين لأنَّ الابتداع المذموم هو خاصٌّ في الدين ، وأما في أمور الدنيا فمنه ما هو ممدوح ومنه ما هو مذموم حسب هذا المُحدَث إذا كان عارَضَ شرعًا فهو مذموم ، وإذا لم يُعارض طبعًا فهو على الأقل جائز .

مواضيع متعلقة