هل يجوز حضور المولد خصوصًا إذا كان الذي يحضر يريد تنبيه الناس على الأخطاء وبيان السنة والتحذير من البدع ؟
A-
A=
A+
عيد عباسي : يُرجى تبيان حكم حضور الموالد ، وخاصَّة فيما إذا كان المدعو للمولد يقصد التلبية من أجل تنبيه الحضور إلى معرفة الإسلام الصحيح ؟
الشيخ : ... في الأخير ؟
عيد عباسي : خاصَّة إذا كان الذي يلبي الدعوة يحضر المولد يريد أن ينبِّه الناس لمعرفة الإسلام الصحيح .
الشيخ : إي ، هذا التخصيص نعتقد يغيِّر الحكم ، أنا قلت في الدرس الماضي أو كما قال السَّائل : لا يجوز مشاركة الناس على أهوائهم وعلى أخطاءهم ممَّن كان على علم بذلك ، أما إذا جاء هنا الشيء الجديد كما يقول السَّائل أنه يحضر لبيان الحقِّ وبيان السنة ، وهذا في اعتقادي ليس بالأمر السهل والأمر الذي يستطيعه كلُّ أحد ؛ لأن الذي يريد أن يحضر هذه الأماكن يجب أن يجمع كثيرًا من الصفات ، أول ذلك العلم ، وثاني شيء الفصاحة والبيان ، وثالث شيء وهو الجرأة والشجاعة الأدبية ، فإذا حضر لهذا القصد فنعمَّا فَعَلَ ؛ لأن الرسول - عليه السلام - كما تعلمون جميعًا كان يحضر مجالس المشركين ويحصل في ذلك بلا شك ما لا يرضاه ربُّ العالمين من دعاء غير الله - عز وجل - وعبادة الأصنام ونحو ذلك ، لكنه كان ينهاهم عن ذلك ، ويصدُّهم عن ذلك ؛ ولذلك عادوه وخاصموه وقاتلوه ، فإذا حضر المسلم العالم موضعًا فيه منكر لِيُنكر هذا أمر هام جدًّا .
لذلك يقول أهل العلم أن إجابة الدعوة دعوة المسلم واجب إجابتها ، لكن يشترطون ألَّا يكون في الدعوة منكر ، ثم يستثنون فيقولون : إلا إذا حضر لإنكار المنكر ، فإذا أنكر المنكر فحينئذٍ قام بالواجب ، لكن هنا شيء من التفصيل لا بد منه ؛ وهو هذه الحفلات التي تحدَّثنا عنها بتفصيل في الدرس الماضي ، وبيَّنَّا أنها لا أصل في الإسلام لا تنتهي بدقائق معدودات في عشر دقائق ، وإنما تتحمَّل ربما الساعة فأكثر ، فهذا الذي يحضر لهذه المدة - مثلًا - يجب ... يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها ليتكلَّم ربما بكلمة واحدة أو في مسألة واحدة ، ليقول - مثلًا - أن هذا الذي أنتم تستمعون له شيء لا أصل له في الشرع ؛ هذا لا يبرِّر له أن يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها ، فإن هذه الحفلة بلا شك ستجمع كثيرًا من المخالفات إن لم نقل المنكرات الشرعية ؛ فلو أراد أن يقوم بحقِّ الحضور ، أو بتعبير آخر : بحقِّ جواز حضور هذا المكان فهو ينبغي أن يعمل بقى عدة محاضرات ينكر فيها عدة منكرات ، وهذا ليس بالأمر الذي يسهل أو يتمكَّن منه ؛ فلذلك الذي يريد أن يحضر يجب أن يحضر عن ... يحضر - مثلًا - فقط للبيان أن هذا شيء ما فعله السلف الصالح فهو بدعة بإمكانه أن يحضر في آخر الحفلة - مثلًا - .
خلاصة القول : الحضور هذا للإنكار جائز ، ولكن في حدود الحضور يجب أن يكون في وقت محدود جدًّا حتى لا يُحسب من جملة المشاركين في هذا الأمر الذي نعتقد أنه بدعة ، وكما ذكرنا في الدرس الماضي قوله - عليه السلام - وفي غيره : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) .
الشيخ : ... في الأخير ؟
عيد عباسي : خاصَّة إذا كان الذي يلبي الدعوة يحضر المولد يريد أن ينبِّه الناس لمعرفة الإسلام الصحيح .
الشيخ : إي ، هذا التخصيص نعتقد يغيِّر الحكم ، أنا قلت في الدرس الماضي أو كما قال السَّائل : لا يجوز مشاركة الناس على أهوائهم وعلى أخطاءهم ممَّن كان على علم بذلك ، أما إذا جاء هنا الشيء الجديد كما يقول السَّائل أنه يحضر لبيان الحقِّ وبيان السنة ، وهذا في اعتقادي ليس بالأمر السهل والأمر الذي يستطيعه كلُّ أحد ؛ لأن الذي يريد أن يحضر هذه الأماكن يجب أن يجمع كثيرًا من الصفات ، أول ذلك العلم ، وثاني شيء الفصاحة والبيان ، وثالث شيء وهو الجرأة والشجاعة الأدبية ، فإذا حضر لهذا القصد فنعمَّا فَعَلَ ؛ لأن الرسول - عليه السلام - كما تعلمون جميعًا كان يحضر مجالس المشركين ويحصل في ذلك بلا شك ما لا يرضاه ربُّ العالمين من دعاء غير الله - عز وجل - وعبادة الأصنام ونحو ذلك ، لكنه كان ينهاهم عن ذلك ، ويصدُّهم عن ذلك ؛ ولذلك عادوه وخاصموه وقاتلوه ، فإذا حضر المسلم العالم موضعًا فيه منكر لِيُنكر هذا أمر هام جدًّا .
لذلك يقول أهل العلم أن إجابة الدعوة دعوة المسلم واجب إجابتها ، لكن يشترطون ألَّا يكون في الدعوة منكر ، ثم يستثنون فيقولون : إلا إذا حضر لإنكار المنكر ، فإذا أنكر المنكر فحينئذٍ قام بالواجب ، لكن هنا شيء من التفصيل لا بد منه ؛ وهو هذه الحفلات التي تحدَّثنا عنها بتفصيل في الدرس الماضي ، وبيَّنَّا أنها لا أصل في الإسلام لا تنتهي بدقائق معدودات في عشر دقائق ، وإنما تتحمَّل ربما الساعة فأكثر ، فهذا الذي يحضر لهذه المدة - مثلًا - يجب ... يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها ليتكلَّم ربما بكلمة واحدة أو في مسألة واحدة ، ليقول - مثلًا - أن هذا الذي أنتم تستمعون له شيء لا أصل له في الشرع ؛ هذا لا يبرِّر له أن يحضر الحفلة من أولها إلى آخرها ، فإن هذه الحفلة بلا شك ستجمع كثيرًا من المخالفات إن لم نقل المنكرات الشرعية ؛ فلو أراد أن يقوم بحقِّ الحضور ، أو بتعبير آخر : بحقِّ جواز حضور هذا المكان فهو ينبغي أن يعمل بقى عدة محاضرات ينكر فيها عدة منكرات ، وهذا ليس بالأمر الذي يسهل أو يتمكَّن منه ؛ فلذلك الذي يريد أن يحضر يجب أن يحضر عن ... يحضر - مثلًا - فقط للبيان أن هذا شيء ما فعله السلف الصالح فهو بدعة بإمكانه أن يحضر في آخر الحفلة - مثلًا - .
خلاصة القول : الحضور هذا للإنكار جائز ، ولكن في حدود الحضور يجب أن يكون في وقت محدود جدًّا حتى لا يُحسب من جملة المشاركين في هذا الأمر الذي نعتقد أنه بدعة ، وكما ذكرنا في الدرس الماضي قوله - عليه السلام - وفي غيره : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 171
- توقيت الفهرسة : 00:50:41
- نسخة مدققة إملائيًّا