بيان عدم قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عيسى - عليه السلام - ولا أفضل الصحابة من بعده ولا التابعون ولا من بعدهم بذلك الاحتفال .
A-
A=
A+
الشيخ : ومن البدهيِّ أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في حياته لم يكن ليحتفلَ بولادته ؛ ذلك لأن الاحتفال بولادة إنسان ما إنما هي طريقة نصرانية مسيحية لا يعرفه الإسلام مطلقًا في القرون المذكورة آنفًا ؛ فمن باب أولى ألَّا يعرف ذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؛ لأن عيسى نفسه الذي يحتفل بميلاده المدَّعون اتباعه عيسى نفسه لم يحتفل بولادته مع أنها ولادة خارقة للعادة ، وإنما الاحتفال بولادة عيسى - عليه السلام - هو من البدع التي ابتَدَعَها النصارى في دينهم ، وهي كما قال - عز وجل - : (( ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ )) ربنا - عز وجل - هذه البدع التي اتخذها النصارى ومنها الاحتفال بميلاد عيسى ما شَرَعَها الله - عز وجل - ، وإنما هم ابتدعوها من عند أنفسهم ؛ فلذلك إذا كان عيسى لم يحتفل بميلاده فمحمد - صلى الله عليه وآله وسلم - - أيضًا - كذلك لم يحتفل بميلاده ، والله - عز وجل - يقول : (( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ )) ، فهذا من جملة الاقتداء نبينا بعيسى - عليه الصلاة والسلام - ، وهو نبيُّنا - أيضًا - ، ولكن نبوته نُسخت ورُفعت بنبوة خاتم الأنبياء والرسل - صلوات الله وسلامه عليهما - .
ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة إنما يحكم بشريعة محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فإذًا محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يحتفل بميلاده ، وهنا يقول بعض المُبتَلِين بالاحتفال غير المشروع الذي نحن في صدد الكلام عليه ؛ يقولون : إي محمد - صلى الله عليه وسلم - ما يحتفل بولادته . طيب ؛ سنقول : لم يحتفل بولادته - عليه السلام - بعد وفاته أحبُّ الخلق من الرجال إليه ، وأحبُّ الخلق من النساء إليه ؛ ذلكما أبو بكر وابنته عائشة - رضي الله عنهما - ما احتفلا بولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، كذلك الصحابة جميعًا ، كذلك التابعون ، كذلك أتباعهم وهكذا ؛ إذًا لا يصح لإنسان يخشى الله ويقف عند حدود الله ويتَّعظ بقول الله - عز وجل - : (( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )) ؛ فلا يقولَنَّ أحد الناس الرسول ما احتفل لأنُّو هذا يتعلق بشخصه ؛ لأنه يأتيه الجواب : لا أحد من أصحابه جميعًا احتفل به - عليه السلام - ؛ فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال ، ولا أفضل من بعدهم أبدًا ، ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقًا ؟ من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضيِّ هذه السنين الطويلة ثلاث مئة سنة وزيادة يمضون لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك ، وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشيرُ إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفًا ؛ فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضيَّة عاطفة جامحة لا تعرف الحدود المشروعة ، وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله - عز وجل - ، ومن ذلك : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ، فرسول الله ما احتفل إذًا نحن لا نحتفل ، إن قالوا : ما احتفل بشخصه . نقول : ما احتفل أصحابه - أيضًا - لشخصه من بعده ؛ فأين تذهبون ؟ كل الطرق مسدودة أمام الحجة البيِّنة الواضحة التي لا تُفسح مجالًا مطلقًا للقول بحسن هذه البدعة .
وإن مما يبشِّر بالخير أن بعض الخطباء والوعاظ بدؤوا يضطرُّون ليعترفوا بهذه الحقيقة ؛ وهي أن الاحتفال هذا بالمولد بدعة وليس من السنة ، ولكن يعوزهم ويحتاجون إلى شيء من الشجاعة العلمية التي تتطلَّب الوقوف أمام عواطف الناس الذين عاشوا هذه القرون الطويلة وهم يحتفلون ؛ فهؤلاء كأنَّهم يجبنون أو يضعفون أن يصدعوا بالحقِّ الذي اقتنعوا به .
ولذلك فعيسى حينما ينزل في آخر الزمان كما جاء في الأحاديث الصحيحة المتواترة إنما يحكم بشريعة محمَّد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فإذًا محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يحتفل بميلاده ، وهنا يقول بعض المُبتَلِين بالاحتفال غير المشروع الذي نحن في صدد الكلام عليه ؛ يقولون : إي محمد - صلى الله عليه وسلم - ما يحتفل بولادته . طيب ؛ سنقول : لم يحتفل بولادته - عليه السلام - بعد وفاته أحبُّ الخلق من الرجال إليه ، وأحبُّ الخلق من النساء إليه ؛ ذلكما أبو بكر وابنته عائشة - رضي الله عنهما - ما احتفلا بولادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، كذلك الصحابة جميعًا ، كذلك التابعون ، كذلك أتباعهم وهكذا ؛ إذًا لا يصح لإنسان يخشى الله ويقف عند حدود الله ويتَّعظ بقول الله - عز وجل - : (( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا )) ؛ فلا يقولَنَّ أحد الناس الرسول ما احتفل لأنُّو هذا يتعلق بشخصه ؛ لأنه يأتيه الجواب : لا أحد من أصحابه جميعًا احتفل به - عليه السلام - ؛ فمن الذي أحدث هذا الاحتفال من بعد هؤلاء الرجال الذين هم أفضل الرجال ، ولا أفضل من بعدهم أبدًا ، ولن تلد النساء أمثالهم إطلاقًا ؟ من هؤلاء الذين يستطيعون بعد مضيِّ هذه السنين الطويلة ثلاث مئة سنة وزيادة يمضون لا يحتفلون هذا الاحتفال أو ذاك ، وإنما احتفالهم من النوع الذي سأشيرُ إليه إشارة سريعة كما فعلت آنفًا ؛ فهذا يكفي المسلم أن يعرف أن القضية ليست قضيَّة عاطفة جامحة لا تعرف الحدود المشروعة ، وإنما هو الاتباع والاستسلام لحكم الله - عز وجل - ، ومن ذلك : (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) ، فرسول الله ما احتفل إذًا نحن لا نحتفل ، إن قالوا : ما احتفل بشخصه . نقول : ما احتفل أصحابه - أيضًا - لشخصه من بعده ؛ فأين تذهبون ؟ كل الطرق مسدودة أمام الحجة البيِّنة الواضحة التي لا تُفسح مجالًا مطلقًا للقول بحسن هذه البدعة .
وإن مما يبشِّر بالخير أن بعض الخطباء والوعاظ بدؤوا يضطرُّون ليعترفوا بهذه الحقيقة ؛ وهي أن الاحتفال هذا بالمولد بدعة وليس من السنة ، ولكن يعوزهم ويحتاجون إلى شيء من الشجاعة العلمية التي تتطلَّب الوقوف أمام عواطف الناس الذين عاشوا هذه القرون الطويلة وهم يحتفلون ؛ فهؤلاء كأنَّهم يجبنون أو يضعفون أن يصدعوا بالحقِّ الذي اقتنعوا به .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 171
- توقيت الفهرسة : 00:06:07
- نسخة مدققة إملائيًّا