بيان خطر الانحراف السلوكي والعقدي مع بيان أنَّ الثاني أخطر وأشدُّ . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان خطر الانحراف السلوكي والعقدي مع بيان أنَّ الثاني أخطر وأشدُّ .
A-
A=
A+
الشيخ : جاء ذكرى في الحديث مسلمين ، لكن في فرق كبير بين مسلم ومسلم من ناحيتين إحداهما أهم من الأخرى :

= -- وعليكم السلام -- =

الأولى فيما يتعلق بالعقيدة ؛ مسلم عقيدته منحرفة عن كتاب الله وحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمَّا كان عليه سلفنا الصالح ، وفيهم الأئمة الأربعة . هذا الانحراف الأخطر .

النوع الثاني من الانحراف الانحراف السلوكي اللي بيشمل العمل والخلق ؛ هالنوع الثاني أمر مفهوم لدى جميع الناس ، انحراف عن الإسلام سلوكًا عملًا وخلقًا ، هذا كل الناس بيعرفوه ، اللي يشرب خمر واللي يزني والبي يغش ، هذا انحراف متجسِّد معروف لدى جميع الناس عالمهم وجاهلهم ، لكن الانحراف الأول أخطر لسببين اثنين ، وأعني بالانحراف الأول هو ما ذكرتُه آنفًا ، وهو انحراف في العقيدة ، وكونه أخطر لسببين بيانهما أنَّه يقع فيه الصالحون من الناس ، الصالحون من الناحية الثانية اللي ذكرناها ، صالحون في سلوكهم في أعمالهم في أخلاقهم ، لكن هم منحرفون في عقيدتهم جهلًا بطبيعة الحال ، هذا من جهة .

من جهة أخرى يقع فيه أهل العلم أو الذين يُظَنُّ على الأقل أنهم من أهل العلم ؛ فبذلك يتبيَّن أنُّو الانحراف هذا أخطر من الانحراف الثاني ، فالانحراف الثاني انحراف سلوكي مكشوف معروف لدى جميع الناس ، لا فرق في ذلك بين عالمهم وجاهلهم ، لا فرق بين صالحهم وطالحهم ، حتى الطالح يعرف على أنه منحرف . لكن الانحراف في العقيدة أخطر لأنه يقع فيه الصالحون ، بل ويقع فيه العلماء ، وقد يكونوا مخلصين ، وأوضح مثال عندنا في هذا الانحراف أوَّلًا ، وفي خطورته ثانيًا قولُه - عليه الصلاة والسلام - كما جاء في " صحيح البخاري ومسلم " من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَسَمَ ذات يوم غنيمة بين الصحابة ، فقال له رجل : ... آ ... من بين الصحابة قال رجل : ... ( ويحك ومَن يعدل ... إنه سيخرج من ضئضئِ هذا أقوامٌ يحقر أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم ، وصيامَه مع صيامهم ، وعبادتَه مع عبادتهم ، يمرقون من الدِّين كما يمرق السَّهم من الرمية ) .

هدول أعبد الناس ، عم يقول للصحابة : ( يحقر أحدكم صلاتَه مع صلاتهم ، وصيامَه مع صيامهم ) ، مع ذلك ( يمرقون من الدين كما يمرق السَّهم من الرمية ) ؛ ولهذا نجد عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يطبِّق هذا الحديث الخطير اللي قاله - عليه السلام - في الخوارج على ناس متعبِّدين حينما رآهم قد جلسوا في المسجد حِلَقًا حِلَقًا ، والقصة كما يرويها الإمام الدارمي في " سننه " بالسند الصحيح أن أبا موسى الأشعري - رضي الله عنه - جاء ذات صباح إلى دار عبد الله بن مسعود ، فوجد الناس جلوسًا عند باب الدار ينتظرونه ، قال لهم : أَخَرَجَ أبو عبد الرحمن ؟ قالوا : لا ، فجلس ... لقد رأيتُ في المسجد آنفًا شيئًا أنكرتُه ، والحمد لله ولم أَرَ إلا خيرًا .

هون في نكتة ، شيء أنكرته وهو خير ، كيف يكون هذا ؟ اللي يعرف البدعة والسنة يهضم هذا الكلام ، أما اللي ما بيعرف مش ممكن ، يقول : هذا كلام متناقض . قال : ماذا رأيت ؟ . قال : إن عشْتَ فستراه ؛ لقد رأيت في المسجد أناسًا حلقًا حلقًا ، وفي وسط كلِّ حلقة منها رجل يقول لِمَن حوله : سبِّحوا كذا ، احمدوا كذا ، كبِّروا كذا ، وأمام كل رجل منهم حصى يعدُّ به التسبيح والتكبير والتحميد . قال عبد الله بن مسعود لأبي موسى : أفلا أنكرْتَ عليهم ؟ قال : لا ، انتظار أمرك أو انتظار رأيك . قال : أَفَلَا أمرْتَهم أن يعدُّوا سيئاتهم وضمنْتَ لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء ؟! . ثم دخل الدار وخرج متقنِّعًا ، وانطلق إلى المسجد حتى رأى الحلقات كما وُصفت ، فكشف عن وجهه اللِّثام ، وقال : " ويحكم ، ما هذا الذي تصنعون ؟ أنا عبد الله بن مسعود صحابيُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقالوا - وهم يرجفون - قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، حصى نعدُّ به التسبيح والتكبير والتحميد . قال : عدُّوا سيِّئاتكم ، وأنا الضَّامن لكم أن لا يضيع من حسناتكم شيء ، ويحكم ما أسرع هلكتكم ! هذه ثيابه - صلى الله عليه وسلم - لم تبْلَ ، وهذه آنيته لم تُكسَرْ ، والذي نفسي بيده أئنَّكم لَأهدى من أمَّة محمد - يعني أصحاب الرسول - أو إنكم متمسِّكون بذَنَبِ ضلالة .

السائل : ... .

الشيخ : ما في عندي مانع .

قالوا : والله يا أبا عبد الرحمن ، ما أردنا إلا الخير . قال : وكم من مريدٍ للخير لا يصيبه ! هم قالوا : ما أردنا إلا الخير . أغلب المبتدعين هيك نياتهم طيبة فعلًا ، ما أردنا إلا الخير ، لكن الجواب كان جواب قاصم للظهر قال : وكم من مريدٍ للخير لا يصيبه ، إن محمدًا - صلى الله عليه وآله وسلم - حدَّثنا : ( إن أقوامًا يمرقون من الدين كما يمرق السَّهم من الرمية ) . فطبَّق حديث الخوارج على هدول اللي خرجوا على السنة ، وابتدعوا في المسجد بدعة ، قال الذي شاهَدَ القصة : فلقد رأينا أولئك الأقوام يقاتلوننا يوم النهروان .

ما هو يوم النهروان ؟ يوم قتال علي للخوارج ، فهدول أصحاب حلقات الذكر صاروا من الخوارج ، وقاتلوا أمير المؤمنين وقتلهم جميعًا ما نجا منهم غير واحد اثنين . ولذلك نحن نقول البدعة الصغيرة تؤدِّي إلى البدعة الكبيرة ، فالغرض لا ننسى شو أصل البحث ؟ أنُّو فلان سلفي ، شو معنى سلفي ؟ معنى سلفي مثل ما يقولوا عندنا بالشام لهجة تركية ؛ يعني مسلم ... يعني مسلم كامل ؛ يعني بعد الشرح كله بإيجاز يعني مسلم عقيدةً وسلوكًا ؛ هذا معنى السلفي ، فليس معنى السلفي أنُّو هو بس بيتحمَّس لبعض السنن آ ؟ وربما مصحِّح بعض العقائد لكن سلوكه خراب يباب !! هذا مو معنى سلفي ؛ لأن السلفية معناها الإسلام بمفهومه العام الصحيح ؛ أي : كما فهمه السلف ، فالسلف ما فصلوا بين العقيدة والسلوك ، كانوا على الكتاب والسنة في كلٍّ من الناحيتين ، ولذلك ما ينبغي أن ننغش أنُّو فلان والله مسلم ، بدنا نشوف سلوكه على الإسلام ؟ آ ، سلوكه على الإسلام ؟ ما يكفي ، بدنا نشوف عقيدته ؛ ليقوم يكون مثل الخوارج اللي قال عنهم : ( يحقر أحدكم صلاتَه مع صلاتهم ، وصيامَه مع صيامهم ، وعبادتَه مع عبادتهم ) ؛ لذلك الحقيقة يجب نحن الذين ننتمي إلى السلف الصالح يجب أن نعرف هذه الحقيقة أنُّو قضية مش قضية أنا سلفي بمعنى بأتَّبع السنة وبأخالف المذهب ، ثم هو بيخالف المذاهب كلها ، من ناحية السلوك من ناحية الأخلاق ؛ هذا مو سلفي !!

سائل آخر : هذا سلفي صحيح ... .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : سلفي صحيح .

الشيخ : لا .

سائل آخر : ... عنه علي .

الشيخ : لا ، مش بالدعوى ، ليس بالدعوى .

سائل آخر : دائمًا بيقعد معهم ... .

الشيخ : دائمًا ، شو بيساوي ؟

سائل آخر : ... .

السائل : بيسوِّي برازيت يعني .

الشيخ : ... برازيت .

سائل آخر : أنا قلت ... قلنا له كثير ما ردش علينا .

الشيخ : بس هو يعني ، علمي أنا أنو هو مو بيَّاع ... .

سائل آخر : ... .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : مش عن علي الحلبي .

الشيخ : لَكان هو عم يقول هيك !!

سائل آخر : ... تلاميذه .

سائل آخر : حكيت لعلي عنه صار يقول ، قلنا له كثير يعني ، وخلاص ... الخدمة ... حكينا له العلماء فهَّمناه يعني .

الشيخ : ما هو راضي .

سائل آخر : آ ، قال مضطر يعني .

الشيخ : الأخ ليش ذكر علي ؟

سائل آخر : لأني سألته .

الشيخ : حتى اشتبه الأمر عليَّ .

سائل آخر : ذكر علي على أساس يعني كان يتردَّد على علي ، وحاكي لعلي عنه ، فبيقول له علي : أنا حكيت ... مرة .

الشيخ : طيب ؛ خلاص شو بدو غير هيك ؟

سائل آخر : ... .

الشيخ : أنت ليش ذكرت علي ؟

سائل آخر : قلت لك سألت علي عنه .

الشيخ : سألت علي عنه ؟

سائل آخر : آ ، هو شفته معاه .

الشيخ : آ .

سائل آخر : قلت له : والله هيك هيك ، مرة كنت حاطط إيدي ... حكينا له يعني .

الشيخ : طيب ، (( إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ )) .

مواضيع متعلقة