الرَّدُّ على مَن يفهم قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - : ( نعمت البدعة هذه ) أنَّه يعني إحداث شيء لا أصل له مطلقًا في الدين .
A-
A=
A+
الشيخ : كذلك الذي يقول : قال عمر بن الخطاب : " نعمَتِ البدعة هذه " ، ثم لا ينظر إلى الأحاديث التي جاءت تترى في ذمِّ البدعة مُطلقًا لا يلتفت إليها إطلاقًا ، ويقف عند قول عمر : " نعمت البدعة هذه " ، ثم مع ذلك هو لا يفهم كلمة عمر على ما أراد عمر ؛ ذلك لأن هذه الكلمة قالَها بمناسبة ، فلو أن المستدلَّ بها على تجويز بعض المُحدثات من الأمور لو أنَّه درس المناسبة التي قال عمر هذه الكلمة لم يتجرَّأ على أن يستدل بها على جواز الاحتفال في ليلة النصف من شعبان أو ليلة سبعة وعشرين من رجب أو الاحتفال بالمولد أو غير ذلك ؛ ذلك لأنَّ عمر أوَّلًا : لا يعني هنا بالبدعة البدعة الدينية وإنما يعني البدعة اللغوية ؛ أي : نعمت الحادثة هذه . وماذا يعني بالحادثة ؟ ليست كالاحتفال ، هو يعني صلاة التراويح ، فإيه جاب صلاة التراويح إلى الاحتفال ؟ صلاة التراويح أوَّلًا كانت وبيَّن رسول الله شرعيَّتها وسنِّيَّتَها بفعله وقوله ، فعمر لا يعني أنَّ صلاة التراويح بدعة في الدين ، ولا يعني أنَّ صلاة التراويح بدعة في الدنيا ، هو لا يعني شيئًا من هذا إطلاقًا ، وإنما يعني نعم الفعلُ الذي صدر الآن - يعني في زمن عمر - حيث أحيَوا بفعلهم هذا سنَّة عبادة كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنَّها فعلًا ودَعَمَها قولًا . تعلمون جميعًا بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرجَ في آخر رمضان من حياته - عليه الصلاة والسلام - في بعض الليالي إلى المسجد وصلى قيامًا ، فرآه بعضُ الصحابة اللي كانوا في المسجد فاقتدوا به ، في النهار سرى الخبر بين الصحابة بأنَّ الرسول - عليه السلام - في الأمس صلَّى قيام الليل جماعةً في المسجد ، فتكاثَرَ المصلُّون في الليلة الثانية وخرج الرسول وصلَّى واقتدوا به ، وهكذا الليلة الثالثة ، وفي الليلة الثانية غصَّ المسجد بالمصلين .
السائل : ... صلاة التراويح هذه ؟
الشيخ : هي قيام الليل صلاة التراويح ، قيام الليل كما نعلم جميعًا مشروع في كلِّ ليالي السنة ، لكن اصطلاح فقهي أن قيام الليل في رمضان اسمه تراويح ، أما هو في كتب العلم قيام الليل قيام رمضان كما قال - عليه السلام - : ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) ، و ( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) ، و ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) ، فقيام رمضان هو التعبير الشرعي ، صلاة التراويح اصطلاحي فقهي ما في مانع منه .
الشاهد : في الليلة الرابعة اجتمع الصحابة كالليلة الثالثة ، وانتظروا الرسول - عليه السلام - ليخرج فما خرج ، ضاق ببعض ذوي النفوس الضَّيِّقة ضاقوا ذرعًا فأخذوا يحصبون الباب ، يتوهَّمون أن الرسول نائم وما هو بالنائم ؛ ولذلك خرج مغضبًا قال : ( إنه لم يخفَ عليَّ مكانُكم هذا وعمدًا تركتُه ، إنِّي خشيتُ أن تُكتَبَ عليكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم ؛ فإنَّ أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ، ومن هديك الليلة ما عاد الرسول - عليه السلام - صلَّى قيام رمضان بقية رمضان في السنة ، ورمضان الثاني ما أدركه - عليه السلام - ؛ توفي كما تعلمون في ربيع الأول .
ثم جاء من بعده أبو بكر الصديق ، وكانت خلافته سنتين ونصف ، والناس يصلون فُرادى ، وبعضهم يصلون جماعةً أربعة خمسة هون أربعة خمسة هنيك زرافاتٍ ووحدانًا ، لما تُوفِّيَ أبو بكر الصديق وجاءت خلافة عمر خرج ذات ليلة كما هي عادته يتحسَّس ، فرأى هذا المنظر فما أعجَبَه ، ناس جماعة وناس وحدانًا متفرِّقين ، قال : " لو جَمَعْناهم وراء إمام واحد " ، ثم بدا له فجَمَعَهم ، وأمَرَ أُبيَّ بن كعب أن يصلي بالناس إمام ، أول ليلة بيخرج يتحسَّس فيُعجبه هذا المنظر ، المسلمون جميعًا يصلون وراء إمام واحد ، فقال : " نعمت البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل " ، من الذي يفهم من قول عمر : " نعمت البدعة هذه " البدعة الدنيوية ؟ أو اللي نقلت أنت سمَّاها الحيوية ، تعبير ، أسماء ؛ (( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )) ، من الذي يفهم من قول عمر : " نعمت البدعة هذه " أنَّه يعني إحداث شيء لا أصل له مطلقًا في الدين ؟ لكن مو عبادة محضة مثل الاحتفال بـ - مثلًا - بليلة الإسراء والمعراج وغير ذلك ؟ عمر يعني هنا : " نعمت البدعة " أي : نعم الإحياء الذي أحيَوه بالسنة المشروعة ؛ فإنَّ الرسول - عليه السلام - قام ثلاث ليالي في رمضان ، وما تركَ ذلك إلا خشية أن يتوهَّموا بمثابرة الرسول - عليه السلام - في الصلاة بهم جماعةً أن ذلك فرض كصيام رمضان ، ثم أشرت آنفًا أن الرسول - عليه السلام - شرعَ القيام بقوله ، فقال في بعض الأحاديث الصحيحة أنَّه : ( مَن صلى العشاء في رمضان ، ثم قام مع الإمام ؛ كُتب له قيام ليلة ) ، فإذًا صلاة التراويح سنة بفعله - عليه السلام - وبقوله .
السائل : ... صلاة التراويح هذه ؟
الشيخ : هي قيام الليل صلاة التراويح ، قيام الليل كما نعلم جميعًا مشروع في كلِّ ليالي السنة ، لكن اصطلاح فقهي أن قيام الليل في رمضان اسمه تراويح ، أما هو في كتب العلم قيام الليل قيام رمضان كما قال - عليه السلام - : ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) ، و ( من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) ، و ( من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه ) ، فقيام رمضان هو التعبير الشرعي ، صلاة التراويح اصطلاحي فقهي ما في مانع منه .
الشاهد : في الليلة الرابعة اجتمع الصحابة كالليلة الثالثة ، وانتظروا الرسول - عليه السلام - ليخرج فما خرج ، ضاق ببعض ذوي النفوس الضَّيِّقة ضاقوا ذرعًا فأخذوا يحصبون الباب ، يتوهَّمون أن الرسول نائم وما هو بالنائم ؛ ولذلك خرج مغضبًا قال : ( إنه لم يخفَ عليَّ مكانُكم هذا وعمدًا تركتُه ، إنِّي خشيتُ أن تُكتَبَ عليكم فصلوا أيها الناس في بيوتكم ؛ فإنَّ أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة ) ، ومن هديك الليلة ما عاد الرسول - عليه السلام - صلَّى قيام رمضان بقية رمضان في السنة ، ورمضان الثاني ما أدركه - عليه السلام - ؛ توفي كما تعلمون في ربيع الأول .
ثم جاء من بعده أبو بكر الصديق ، وكانت خلافته سنتين ونصف ، والناس يصلون فُرادى ، وبعضهم يصلون جماعةً أربعة خمسة هون أربعة خمسة هنيك زرافاتٍ ووحدانًا ، لما تُوفِّيَ أبو بكر الصديق وجاءت خلافة عمر خرج ذات ليلة كما هي عادته يتحسَّس ، فرأى هذا المنظر فما أعجَبَه ، ناس جماعة وناس وحدانًا متفرِّقين ، قال : " لو جَمَعْناهم وراء إمام واحد " ، ثم بدا له فجَمَعَهم ، وأمَرَ أُبيَّ بن كعب أن يصلي بالناس إمام ، أول ليلة بيخرج يتحسَّس فيُعجبه هذا المنظر ، المسلمون جميعًا يصلون وراء إمام واحد ، فقال : " نعمت البدعة هذه ، والتي ينامون عنها أفضل " ، من الذي يفهم من قول عمر : " نعمت البدعة هذه " البدعة الدنيوية ؟ أو اللي نقلت أنت سمَّاها الحيوية ، تعبير ، أسماء ؛ (( إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ )) ، من الذي يفهم من قول عمر : " نعمت البدعة هذه " أنَّه يعني إحداث شيء لا أصل له مطلقًا في الدين ؟ لكن مو عبادة محضة مثل الاحتفال بـ - مثلًا - بليلة الإسراء والمعراج وغير ذلك ؟ عمر يعني هنا : " نعمت البدعة " أي : نعم الإحياء الذي أحيَوه بالسنة المشروعة ؛ فإنَّ الرسول - عليه السلام - قام ثلاث ليالي في رمضان ، وما تركَ ذلك إلا خشية أن يتوهَّموا بمثابرة الرسول - عليه السلام - في الصلاة بهم جماعةً أن ذلك فرض كصيام رمضان ، ثم أشرت آنفًا أن الرسول - عليه السلام - شرعَ القيام بقوله ، فقال في بعض الأحاديث الصحيحة أنَّه : ( مَن صلى العشاء في رمضان ، ثم قام مع الإمام ؛ كُتب له قيام ليلة ) ، فإذًا صلاة التراويح سنة بفعله - عليه السلام - وبقوله .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 69
- توقيت الفهرسة : 00:50:37
- نسخة مدققة إملائيًّا