ذكر قصَّة عمر مع الحبر اليهودي في مناسبة آية المائدة : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) .
A-
A=
A+
الشيخ : ولا أدري إذا كنت ذكرتُ لكم شعور وانتباه ذلك الرجل الذي كان من أحبار اليهود الذي تنبَّه لخطورة هذه النعمة وعظمتها على المسلمين ؛ حين جاء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال ذلك الحبر اليهودي : يا أمير المؤمنين ، آية لو أنها علينا - معشر اليهود - نزلت لَاتَّخذنا يوم نزولها عيدًا ، قال : ما هي ؟ قال : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا )) . فقال عمر - رضي الله عنه - : لقد نزلت في يوم عيد ، نزلت يوم الجمعة ورسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بعرفات .
ومعنى هذا الكلام من هذا الحبر اليهودي أنَّه عرف بالغ أهمية هذه النِّعمة التي امتنَّ الله بها على عباده المؤمنين حيث أكمل لهم الدين ؛ ذلك لأنَّه سيفرِّغهم لأن يعملوا لشؤون حياتهم وأن يتفرَّغوا لها بعد قيامهم بواجبات ربِّهم ، فأغناهم بهذا التشريع الكامل أن يتوجَّهوا إلى التَّشريع والتَّقنين الذي ليس من اختصاصهم وليس من إمكانياتهم ؛ ذلك لأنَّ الإنسان كما وصفه ربُّنا في القرآن : (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، فالإنسان لا ينظر بالنسبة لما يتعلَّق بمصالحه المُستقبلة إلى أبعد من أرنَبَة أنفه كما يقول المثل العربي ؛ فلذلك نجد كلَّ الذين يسمُّونهم بالمشرِّعين والمقلِّدين في كلِّ بلاد الدنيا كلَّ يوم يأتوننا بدستور ، وكلَّ يوم يأتوننا بقانون ؛ ذلك لأنه تبيَّن لهم بالتجربة العملية أن هذه القوانين بل الدساتير لا تقوم بمصالح العباد .
ذاك الحبر اليهودي فعلًا كان من العلماء حينما عرفَ هذه النعمة وقدرَها ، فجاء ليقول لعمر بن الخطاب : لو علينا نحن اليهود نزلت هذه الآية لَاتَّخذنا يوم نزولها عيدًا . فأخبره عمر بأنها فعلًا نزلت في يوم عيد .
ألم يكن المسلمون أحقَّ وأولى بأن يعرفوا فضل هذه النعمة من ذاك اليهودي ؟ لقد كان الأمر كذلك ، وكان كذلك بالنسبة للسلف الأوَّل ، فقد كانوا أبعد الناس عن الإحداث في الدين ... إلى هذه المرتبة وصلَ اهتمامُ السلف في إنكار البدعة ، فماذا يقول هؤلاء لو بُعثوا في زماننا هذا ونظروا إلى هذه البدع التي لا يُمكن إحصاؤها ؛ لأنها بالألوف المؤلفة ؟ لا شكَّ أن إنكارهم سيكون بالغًا جدًّا جدًّا على هؤلاء المُحدَثين لهذه البدع ، وأنهم سيذكِّرونهم بأنَّ هذا الإحداث في الدِّين هو تشريع ، والتشريع إنما هو من حقوق ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - .
ومعنى هذا الكلام من هذا الحبر اليهودي أنَّه عرف بالغ أهمية هذه النِّعمة التي امتنَّ الله بها على عباده المؤمنين حيث أكمل لهم الدين ؛ ذلك لأنَّه سيفرِّغهم لأن يعملوا لشؤون حياتهم وأن يتفرَّغوا لها بعد قيامهم بواجبات ربِّهم ، فأغناهم بهذا التشريع الكامل أن يتوجَّهوا إلى التَّشريع والتَّقنين الذي ليس من اختصاصهم وليس من إمكانياتهم ؛ ذلك لأنَّ الإنسان كما وصفه ربُّنا في القرآن : (( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ العِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )) ، فالإنسان لا ينظر بالنسبة لما يتعلَّق بمصالحه المُستقبلة إلى أبعد من أرنَبَة أنفه كما يقول المثل العربي ؛ فلذلك نجد كلَّ الذين يسمُّونهم بالمشرِّعين والمقلِّدين في كلِّ بلاد الدنيا كلَّ يوم يأتوننا بدستور ، وكلَّ يوم يأتوننا بقانون ؛ ذلك لأنه تبيَّن لهم بالتجربة العملية أن هذه القوانين بل الدساتير لا تقوم بمصالح العباد .
ذاك الحبر اليهودي فعلًا كان من العلماء حينما عرفَ هذه النعمة وقدرَها ، فجاء ليقول لعمر بن الخطاب : لو علينا نحن اليهود نزلت هذه الآية لَاتَّخذنا يوم نزولها عيدًا . فأخبره عمر بأنها فعلًا نزلت في يوم عيد .
ألم يكن المسلمون أحقَّ وأولى بأن يعرفوا فضل هذه النعمة من ذاك اليهودي ؟ لقد كان الأمر كذلك ، وكان كذلك بالنسبة للسلف الأوَّل ، فقد كانوا أبعد الناس عن الإحداث في الدين ... إلى هذه المرتبة وصلَ اهتمامُ السلف في إنكار البدعة ، فماذا يقول هؤلاء لو بُعثوا في زماننا هذا ونظروا إلى هذه البدع التي لا يُمكن إحصاؤها ؛ لأنها بالألوف المؤلفة ؟ لا شكَّ أن إنكارهم سيكون بالغًا جدًّا جدًّا على هؤلاء المُحدَثين لهذه البدع ، وأنهم سيذكِّرونهم بأنَّ هذا الإحداث في الدِّين هو تشريع ، والتشريع إنما هو من حقوق ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 28
- توقيت الفهرسة : 00:32:23
- نسخة مدققة إملائيًّا