مناقشة مسألة تقسيم البدع إلى حسنة وقبيحة .
A-
A=
A+
الشيخ : فنقول حينَ ذاك : الذي يزعم بأن في مسألة الابتداع خلاف فقهي ، مَن هم العلماء الفقهاء حقيقةً الذين قالوا أن البدعة في الدين تنقسم إلى بدعة حسنة وإلى بدعة سيئة ؟ هَيْ واحد كقاعدة ، والأخرى : نُطالبهم بالإتيان ببعض الأمثلة ممَّا استحسنها وابتدعها أولئك الأئمة الذين يزعمون أنهم يتمسَّكون بأقوالهم ، لو سألنا اليوم مشايخ التقليد : هاتوا نصوصًا من البدع الحسنة لَملؤوا كتبًا ومجلدات في إحصائها ، كثيرة وكثيرة جدًّا ، فهاتوا عشرة بدع فقط عن إمام من أئمة المسلمين الذين تنتمون إليهم قالوا : هذه بدعة حسنة وهذه بدعة حسنة ، وليس عليها دليل في الكتاب والسنة ، ههنا تفصيل ذكرناه مرارًا ، ليس كلُّ شيء حدث مجرَّد حدوثه ووقوعه بعد الرسول يكون بدعة ، وإنما هذا بشرط ألَّا يكون عليه دليل من الكتاب والسنة ، ومن هنا يُخطئ المتأخِّرون الذين يذهبون إلى تقسيم البدعة إلى خمسة أقسام فيقولون : بدعة فرض ، مثالها جمع القرآن ، عياذًا بالله !! جمع القرآن بدعة ، لماذا يقولون هكذا ؟ لأن الجمع وقع بعد الرسول - عليه السلام - ، فالجمع الصُّوري بكيفية معينة وقع بعد الرسول ، مثل إذا قلنا الطباعة الآن ؛ فالطباعة ما كانت زمن الرسول فما بنسمِّيها بدعة ، هذه لها حكم وباب خاصٌّ في علم الأصول هو باب المصالح المرسلة .
فيقولون : جمع القرآن بدعة ، ويقولون : جمع عمر بن الخطاب الصحابة على التراويح بدعة ، وقد يقولون - أقول بتحفُّظ - إخراج عمر بن الخطاب اليهود من خيبر بدعة ؛ مع أنه هذه الأشياء عليها نصوص صريحة ، التراويح تكلَّمنا عليها مرارًا وتكرارًا ، التراويح سنَّها الرسول بفعله وحضَّ عليها بقوله ، وقال اللي بيصلي صلاة قيام في رمضان مع الإمام وصلاة الفجر مع الإمام ؛ فكأنَّما قام الليل كله ، ومع ذلك يُقال أن جمع الناس على التراويح بدعة ! فهذا أحد شيئين ؛ إما أنهم يجهلون هذه السنن ويسمُّونها بغير اسمها ، وهذا مو بعيد عن البعيدين عن التفقه بالكتاب والسنة ، أو إنهم - وهذا خير الظَّنَّين بهم - يسمُّون مجازًا كما وقع من بعض السلف عمر بن الخطاب - مثلًا - سمَّى التراويح بدعة حينَ قال : " نعمت البدعة هذه " ، وهو لا يعني البدعة التي اصطلحَ عليها المتأخِّرون بدعة في الدين ؛ وهو إحداث عبادة على غير مثال سابق لا من فعله - عليه السلام - ولا من قوله .
فيقولون : جمع القرآن بدعة ، ويقولون : جمع عمر بن الخطاب الصحابة على التراويح بدعة ، وقد يقولون - أقول بتحفُّظ - إخراج عمر بن الخطاب اليهود من خيبر بدعة ؛ مع أنه هذه الأشياء عليها نصوص صريحة ، التراويح تكلَّمنا عليها مرارًا وتكرارًا ، التراويح سنَّها الرسول بفعله وحضَّ عليها بقوله ، وقال اللي بيصلي صلاة قيام في رمضان مع الإمام وصلاة الفجر مع الإمام ؛ فكأنَّما قام الليل كله ، ومع ذلك يُقال أن جمع الناس على التراويح بدعة ! فهذا أحد شيئين ؛ إما أنهم يجهلون هذه السنن ويسمُّونها بغير اسمها ، وهذا مو بعيد عن البعيدين عن التفقه بالكتاب والسنة ، أو إنهم - وهذا خير الظَّنَّين بهم - يسمُّون مجازًا كما وقع من بعض السلف عمر بن الخطاب - مثلًا - سمَّى التراويح بدعة حينَ قال : " نعمت البدعة هذه " ، وهو لا يعني البدعة التي اصطلحَ عليها المتأخِّرون بدعة في الدين ؛ وهو إحداث عبادة على غير مثال سابق لا من فعله - عليه السلام - ولا من قوله .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 28
- توقيت الفهرسة : 00:10:21
- نسخة مدققة إملائيًّا