شرح قوله تعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم .. )) .
A-
A=
A+
الشيخ : وقد نزلت آية عظيمة جدا جدا و رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عرفة وفي حجة الوداع تأكيدا لهذا المعنى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أدى الرسالة كاملة غير منقوصة فقال عز وجل: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) نزلت هذه الآية الكريمة و رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عرفة ويوم جمعة ولقد عرف قيمة هذه الآية الكريمة هذه النعمة العظيمة الذي امتن الله تبارك وتعالى بها على عباده بقوله: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) إلى آخر الآية وقد عرف هذه الحقيقة حبر من أحبار اليهود كان قد أسلم هداه الله عز وجل إلى الإيمان بالله و رسوله ألا وهو كعب الأحبار على قلة من أسلم من اليهود فلما عرف مما درس من كتاب الله هذه الآية الكريمة جاء إلى عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين آية في كتاب الله لو علينا معشر يهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيدا قال عمر: ما هي ؟ قال: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) إلى آخر الآية , فقال عمر رضي الله تعالى عنه: " لقد نزلت في يوم عيد يوم الجمعة و رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على عرفة " إذن لقد صدق ظن كعب الأحبار حينما أحس بعظمة هذه الآية حينما قال لو نزلت على اليهود لاتخذوا يوم نزولها عيدا فأخبره عمر بأن المسلمين يعيدون في هذا اليوم فعلا ألا وهو يوم الجمعة ويوم عرفة أيضا الغرض من تقديم هذه الرواية الصحيحة وهي في صحيح البخاري هو تذكير المؤمنين بالله و رسوله حقا بعظمة هذه النعمة التي امتن الله بها على عبادة حينما قال: (( اليوم أكملت لكم دينكم )) لكن المسلمين إلا قليلا منهم لم يعرفوا قيمة هذه النعمة ولم يقدروها حق قدرها لم ؟ لسببين اثنين أحدها يعود إلى الفكر والآخر يعود إلى العمل الذي هم عليه أما الفكر فإننا إلى اليوم نعيش في مشكلة فقهية مخالفة لما تنص عليه هذه الآية الكريمة من أن الدين أكمله الله عز وجل على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم نعيش في مشكلة مشكلة أن العبادات التي يتعبدها المسلمين اليوم كثير منها ليس من الدين بشيء ليس من الإسلام بسبيل مع أننا سمعنا آنفا أولا الآية وأنها نزلت في يوم عيد ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جبل عرفات وفي حجة الوداع هذه نعمة عظيمة ما قدرها كثير من المسلمين حق قدرها ولو أنهم قدروها حق قدرها لوقفوا عند ما شرع الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لست أعني فقط أن هناك قوانين ودساتير وضعت لم توضع على كتاب الله ولا حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأن هذه الدساتير والقوانين لم يضعها علماء المسلمين وفقهاء المسلمين والمسلمون المتعبدون المخلصون لدينهم وإنما هي فرضت عليهم وإنما أعني أفراد المسلمين الصالحين منهم الذين يقومون الليل ويصومون النهار ومع ذلك فهم لا يقفون عند هذه النعمة من كمال الدين فيتعبدون الله عز وجل بما لم يأت في الدين ولم يبينه رسول رب العالمين هذا الذي أردت توضيحه بعد ذلك الإجمال حينما قلنا: أصلان لا بد لكل مسلم أن يدين الله بهما الأصل الأول أن لا يعبد إلا الله والأصل الثاني ألا يعبده إلا بما شرع الله لم ؟ لأن الدين قد أكمله الله تبارك وتعالى هذه الحقيقة مع الأسف غائبة عن أذهان كثير من المسلمين المتعبدين والمتفقهين ذلك لأن الإسلام اليوم وقد مضى عليه أربعة عشر قرنا قد دخل فيه مع الزمن ما ليس منه ولذلك جاءت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والآثار السلفية تحذر من الإدخال لشيء ما في الدين باسم التقرب إلى الله تبارك وتعالى ذلك لأن الله عز وجل قد كفانا مؤنة الإحداث والإدخال في الدين ما لم يكن منه كما سمعتم آنفا من الآية التي نزلت في عرفة وأكد النبي الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا المعنى الذي تضمنته الآية الكريمة في بعض الأحاديث الصحيحة التي منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ما تركت شيئا يقربكم إلى الله ويبعدكم إلا ( ما تركت شيئا يقربكم إلى الله ويبعدكم عن النار إلا وأمرتكم به وما تركت شيئا ييعدكم عن الله ويقربم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ) إذن انتهى باب العبادة فلا سبيل لأن يتعبد المسلم إلا بما جاءنا به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 710
- توقيت الفهرسة : 00:12:38
- نسخة مدققة إملائيًّا