شرح حديث: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )
A-
A=
A+
الشيخ : من الأدلة الكثيرة التي تؤيد أن يكون العمل الصالح على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحديث المتفق عليه بين الشيخين بين البخاري ومسلم أما الحديث الأول حديث خطبة الحاجة فهو في صحيح مسلم أما حديثنا التالي فقد اتفق البخاري مع مسلم في روايتهما إياه من حديث السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) في هذا الحديث بيان يحتاجه كثير من الناس الذين تلتبس عليهم البدعة الدينية بالبدعة الدنيوية وهذه نقطة يجب أن نكون على بينة منها حتى لا يختلط علينا الحق بالباطل ذلك أن الإسلام إنما جاء ليكمل العبادات ليهيء المسلمين ليكونوا سعداء في الدنيا والأخرى وذلك بأن يشرّع لهم هذه الأعمال الصالحة التي تقربهم إلى زلفى ولم يأت لإصلاح الأمور الدنيوية التي هم يصلون إليها باجتهاداتهم وبابتكاراتهم واختراعاتهم كما ترون الآن الكفار قد سبقوا المسلمين أشواطاً كثيرة في الاختراعات والابتكارات المتعلقة بتسهيل أمور الدنيا هذه الأمور المتعلقة بالأمور الدنيوية ليس لها علاقة مطلقاً بالبدعة المذمومة شرعاً هذا الحديث الثاني يوضح لنا الحديث الأول حينما قال عليه الصلاة والسلام : ( من أحدث في أمرنا هذا ) أي من أحدث في ديننا هذا ( ما ليس منه فهو رد ) على صاحبه لذلك فلا ينبغي أن يشكل على أحد من الناس كما سمعنا ذلك كثيرا وكثيرا جدا حينما نحض المسلمين جميعا إلى أن يعودوا في عباداتهم إلى سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم ونحذرهم اتباع منا له عليه الصلاة و السلام من كل محدثة في الدين كما سمعتم ( وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) هذا الحديث الثاني إذن يوضح أن البدعة الضلالة ما كان لها علاقة بالعبادة وبالدين ( من أحدث في أمرنا هذا ) أي في ديننا هذا ( ما ليس منه فهو رد ) ولأمر ما نحن ننتمي إلى السلف الصالح ذلك لعلي في الجلسة السابقة تعرضت لهذا الجانب أن السلف هم الذين تلقوا القرآن وحديث الرسول عليه السلام من فمه غضا طريا هم تلقوه من الرسول عليه الصلاة والسلام مطبقاً عمليا فهم الذين فهموه فهماً صحيحاً بالتالي وجب علينا أن نفهم أمر ديننا من كتاب ربنا ومن سنة نبينا وتطبيق علماء السلف لهذه السنة .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 537
- توقيت الفهرسة : 00:15:36
- نسخة مدققة إملائيًّا