ما هو التفسير الصحيح للعمل الجماعي .؟ وهل هو من التحزب .؟
A-
A=
A+
الحويني : شيخنا العمل الجماعي , كلمة تدور في الأفق . فما هو مفهوم السّلفيّين للعمل الجماعي ؟ و هل هو التّحزّب ؟
الشيخ : الجواب العمل الجماعي كما نحن الآن , فقد اجتمعنا على فهم كتاب الله و على سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم , نجتمع لصلاة الجماعة في الفرائض ونفترق في صلاة السّنن في بلادنا حينما لا نكون مسافرين , لأنّنا نعلم من سنّة نبيّنا صلّى الله عليه و آله و سلّم ما لا يعلم أولئك أنّ المسافر ليس عليه السّنن الرّواتب و نعلم أيضا بأنّ للمسافر أن يتنفّل بمثل صلاة الضّحى و نحو ذلك هذه عندهم من توافه الأمور و لكنّي سأقول لهم , إذا دخل جماعة المسجد في وقت الصّلاة و أرادوا أن يصلّوا السّنّة فهل يصلّونها جماعة ؟ أم يصلّونها فرادى ؟ إن كان قولهم أو جوابهم يصلّونها فرادى قلنا لهم ما حجّتكم في ذلك أوّلا , وثانيا هل هذه من توافه الأمور ؟ أم هذه من الأمور الّتي يجب أن يعرفها الإنسان وأن لا يخالفها ؟ أنا أريد أن أقول الآن دخلنا المسجد لصلاة الظّهر أو صلاة العصر وكلّ منّا انتحى ناحية من المسجد يصلّي السّنّة القبليّة لوحده فإذا هم آمنوا معنا بأنّ السّنّة أن نفرّق جماعة الّذين يريدون أن يصلّوا السّنّة أي لا جماعة في صلاة السّنّة القبليّة فإذن نحن نجتمع حيث يجمعنا الشّرع و نفرّق حيث يأمرنا الشّرع بالتّفريق فحينما نصلّي السّنن فرادى لا يجوز لنا أن نصلّيها جماعة لماذا ؟ لأنّ الشّرع الّذي نحن نقضي حياتنا كلّها في معرفته من الكتاب و السّنّة دلّنا على هذا الفارق الذي قد لا يهتمّ به أولئك الدّعاة المزعومين وهو أنّ السّنن تصلّى فرادى والفرائض تصلّى جماعة فكما يأثم من يصلّي الفريضة لوحده و لا يصلّيها مع جماعة المسلمين , كذلك يأثم من يصلّي السّنن جماعة و لا يصلّيها انفرادا لأنّ كلاّ من التّجميع و التّفريق قد جاء به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فإذن تجميع النّاس على شيء لا ينبغي أن يكون بالرّأي و إنّما باتّباع الشّرع من ممّا يشبه تجميع النّاس غير المشروع تجميعهم على صلاة السّنن جماعة هو الحزبيّة العمياء الّتي تسلّطت اليوم على بعض الجماعات أعني باليوم ما هو بالزّمن الطّويل ولنقل اليوم وقبل اليوم , من التّكتّل الحزبيّ الّذي زاد في المسلمين تفريقا على تفريق ونحن نعلم و هم يعلمون أيضا و دائما يذكّرون النّاس بقوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرّقوا )) و لكن الحزبيّة العمياء هذه هي من أقوى الأسباب الّتي تفرّق المسلمين و لا تجمعهم و الواقع يؤكّد ذلك فقد عرفنا جماعة منّا نحن السّلفيّين في كثير من البلاد الإسلاميّة ليس في بعضها كانوا على كلمة سواء و كانوا جماعة واحدة فحينما قلّدوا بعض الأحزاب الإسلاميّة الأخرى الّتي لم يكونوا على هدى من كتاب الله و سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا قلّدوهم ودعوا إلى التّحزّب والتّكتّل الحزبي وقعت الفرقة بين الجماعة الواحدة الّتي كانت تجمعهم بحقّ الجماعة الأولى الّتي جاء ذكرها في الحديث الّذي ذكرته في محاضرة سابقة ألا وهو وصف النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم للفرقة النّاجية بأنّها الّتي تكون ( على ما أنا عليه وأصحابي ) و في الرّواية الأخرى ( هي الجماعة ) كانت هذه الجماعة جماعة فعلا على الكتاب والسّنّة فما كادت تدعو للتحزّب و التّكتّل حتّى انقسمت الجماعة إلى قسمين و رأينا ناسا في الأردن فضلا عن غيرها من البلاد , انشطروا شطرين , ناس استمرّوا في العلم بالتّعرّف على الكتاب و السّنّة و ناس أخذوا يعملون في الجمعيّات الخيريّة و يدعون النّاس إلى التّصدّق و تأليف اللّجان في الإحسان إلى الفقراء و المساكين وهذا بلا شكّ من الخير الّذي لا ينكر , و لكنّهم تركوا السّبيل الّذي كانوا عليه لأنّ النّاس طاقتهم محدودة النّاس كما قلت طاقتهم محدودة فمن انصرف إلى طلب العلم و خاصّة أنّ طريق طلب العلم في هذا الزّمان الّذي بعدنا فيه عن العصور الأولى المشهود لها بالخيريّة بقوله عليه الصّلاة و السّلام ( خير النّاس قرني ثمّ الّذي يلونهم ثمّ الّذي يلونهم ) .
الشيخ : الجواب العمل الجماعي كما نحن الآن , فقد اجتمعنا على فهم كتاب الله و على سنّة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم , نجتمع لصلاة الجماعة في الفرائض ونفترق في صلاة السّنن في بلادنا حينما لا نكون مسافرين , لأنّنا نعلم من سنّة نبيّنا صلّى الله عليه و آله و سلّم ما لا يعلم أولئك أنّ المسافر ليس عليه السّنن الرّواتب و نعلم أيضا بأنّ للمسافر أن يتنفّل بمثل صلاة الضّحى و نحو ذلك هذه عندهم من توافه الأمور و لكنّي سأقول لهم , إذا دخل جماعة المسجد في وقت الصّلاة و أرادوا أن يصلّوا السّنّة فهل يصلّونها جماعة ؟ أم يصلّونها فرادى ؟ إن كان قولهم أو جوابهم يصلّونها فرادى قلنا لهم ما حجّتكم في ذلك أوّلا , وثانيا هل هذه من توافه الأمور ؟ أم هذه من الأمور الّتي يجب أن يعرفها الإنسان وأن لا يخالفها ؟ أنا أريد أن أقول الآن دخلنا المسجد لصلاة الظّهر أو صلاة العصر وكلّ منّا انتحى ناحية من المسجد يصلّي السّنّة القبليّة لوحده فإذا هم آمنوا معنا بأنّ السّنّة أن نفرّق جماعة الّذين يريدون أن يصلّوا السّنّة أي لا جماعة في صلاة السّنّة القبليّة فإذن نحن نجتمع حيث يجمعنا الشّرع و نفرّق حيث يأمرنا الشّرع بالتّفريق فحينما نصلّي السّنن فرادى لا يجوز لنا أن نصلّيها جماعة لماذا ؟ لأنّ الشّرع الّذي نحن نقضي حياتنا كلّها في معرفته من الكتاب و السّنّة دلّنا على هذا الفارق الذي قد لا يهتمّ به أولئك الدّعاة المزعومين وهو أنّ السّنن تصلّى فرادى والفرائض تصلّى جماعة فكما يأثم من يصلّي الفريضة لوحده و لا يصلّيها مع جماعة المسلمين , كذلك يأثم من يصلّي السّنن جماعة و لا يصلّيها انفرادا لأنّ كلاّ من التّجميع و التّفريق قد جاء به رسول الله صلّى الله عليه و آله و سلّم فإذن تجميع النّاس على شيء لا ينبغي أن يكون بالرّأي و إنّما باتّباع الشّرع من ممّا يشبه تجميع النّاس غير المشروع تجميعهم على صلاة السّنن جماعة هو الحزبيّة العمياء الّتي تسلّطت اليوم على بعض الجماعات أعني باليوم ما هو بالزّمن الطّويل ولنقل اليوم وقبل اليوم , من التّكتّل الحزبيّ الّذي زاد في المسلمين تفريقا على تفريق ونحن نعلم و هم يعلمون أيضا و دائما يذكّرون النّاس بقوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرّقوا )) و لكن الحزبيّة العمياء هذه هي من أقوى الأسباب الّتي تفرّق المسلمين و لا تجمعهم و الواقع يؤكّد ذلك فقد عرفنا جماعة منّا نحن السّلفيّين في كثير من البلاد الإسلاميّة ليس في بعضها كانوا على كلمة سواء و كانوا جماعة واحدة فحينما قلّدوا بعض الأحزاب الإسلاميّة الأخرى الّتي لم يكونوا على هدى من كتاب الله و سنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لمّا قلّدوهم ودعوا إلى التّحزّب والتّكتّل الحزبي وقعت الفرقة بين الجماعة الواحدة الّتي كانت تجمعهم بحقّ الجماعة الأولى الّتي جاء ذكرها في الحديث الّذي ذكرته في محاضرة سابقة ألا وهو وصف النّبيّ صلّى الله عليه و آله و سلّم للفرقة النّاجية بأنّها الّتي تكون ( على ما أنا عليه وأصحابي ) و في الرّواية الأخرى ( هي الجماعة ) كانت هذه الجماعة جماعة فعلا على الكتاب والسّنّة فما كادت تدعو للتحزّب و التّكتّل حتّى انقسمت الجماعة إلى قسمين و رأينا ناسا في الأردن فضلا عن غيرها من البلاد , انشطروا شطرين , ناس استمرّوا في العلم بالتّعرّف على الكتاب و السّنّة و ناس أخذوا يعملون في الجمعيّات الخيريّة و يدعون النّاس إلى التّصدّق و تأليف اللّجان في الإحسان إلى الفقراء و المساكين وهذا بلا شكّ من الخير الّذي لا ينكر , و لكنّهم تركوا السّبيل الّذي كانوا عليه لأنّ النّاس طاقتهم محدودة النّاس كما قلت طاقتهم محدودة فمن انصرف إلى طلب العلم و خاصّة أنّ طريق طلب العلم في هذا الزّمان الّذي بعدنا فيه عن العصور الأولى المشهود لها بالخيريّة بقوله عليه الصّلاة و السّلام ( خير النّاس قرني ثمّ الّذي يلونهم ثمّ الّذي يلونهم ) .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 396
- توقيت الفهرسة : 00:38:39