هناك من يقول إن الجماعات الموجودة الآن جماعات يكمل بعضها بعضاً وخلافها كالخلاف بين المذاهب الأربعة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هناك من يقول إن الجماعات الموجودة الآن جماعات يكمل بعضها بعضاً وخلافها كالخلاف بين المذاهب الأربعة .
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ هناك من يقول إن الجماعات الحالية على واقعها الحالي بمناهجها الحالية أنّها مكمّلة بعضها لبعض وأنّ وجودها خير وينبغي أن نتعاون فيما بينها وأن الخلاف كالخلاف بين المذاهب الأربعة ؟
الشيخ : هذا الكلام صحيح على ضوء ما سمعتم آنفا ، لمّا يكون المنهج الواحد والعقيدة واحدة والمرجع هو الكتاب والسّنّة حينئذ يكمّل بعضهم بعضا ؛ أمّا أن نقول (( تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به ولا يتّخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله )) يقولون هذا ليس أوانه ؛ هذا يكمّل بعضه بعضا ؟ هذا مستحيل ؛ أنا أقول لكم قصّة لمّا كنت مدرسا في الجامعة الإسلاميّة كنا مجتمعين في دار أحد إخواننا فيهم يومئذ ـ تذكره جيدا ـ كان مدير المكتبة عمر الأشقر ، تذكره ؟
السائل : أذكره نعم .
الشيخ : طيّب وفيه حسن الطفي الحلبي تذكره جيدا ؟
السائل : نعم .
الشيخ : وناس من إخواننا ، الغرفة ساعتها قريبة من هذه والإخوان حضروا جميعا واستندوا إلى الجدران الأربعة لما دخل علينا رجل تعرفونه جيدا لكن لا أحب أن أسمّي الأشخاص ، هو رئيس جماعة من الجماعات الإسلامية ، جهوريّ الصّوت خطيب ويدّعي بأنّه سلفي وأنّ له كتابا في الصّلاة ، دخل فما أحد منّا قام له ، هذه أوّل صدمة بالنّسبة إليه ، واتّفق أنّني كنت جالسا عند عتبة الباب كما لو كنت هنا مكان الأخ هذا ، فهو بدأ يصافح واحدا بعد واحد وأنا أتفرّس في وجهه وأرى التلاميح تتغيّر ، لما جاء إليّ وصافحني آخر من صافح قلت له يا أستاذ عزيز بدون قيام ، هكذا يقولون في بلاد الشّام ، فاندفع ليقول يا أستاذ هذه مسائل تافهة ونحن مشغولين الآن بأمر أهمّ ، نحن يجب أن نشتغل بالأمور الأهمّ وندع هذه القشور وهذه الأشياء كما تعرفون يجب أن نحارب الشّيوعيّين والبعثيّين و و إلى آخره ، ولا نختلف في شيء ؛ قلت له يا أستاذ هذا كلام خطير ، لا نختلف في شيء ، أنت تعلم أنّ المسلمين في هذا الزّمان قد اختلفوا في تفسير كلمة النّجاة من الخلود في النّار ، الكلمة الطّيبة لا إله إلاّ الله فقد وجد شيخ عندنا في سوريا ألّف رسالة وفسّر لا إله إلا الله بمعنى لا ربّ إلا الله ، مش لا معبود بحقّ في الوجود إلاّ الله ، لا ربّ إلاّ الله ؛ فإذا الإختلاف موجود حتّى في العقيدة فمعنى كلامك أنّه نتوجّه إلى محاربة البعثيّين والشّيوعيّين والدّهريّين ونحو ذلك وندع قومنا المسلمين هؤلاء على ضلالهم يعمهون ؟ هكذا معنى كلامك ؟ قال نعم يجب أن ندع كلّ خلاف ونتوجّه إلى محاربة هؤلاء ؛ يا شيخ تحاربهم بمن ؟ إذا كان هم مشركون حقيقة وموحّدون لفظا ولمّا يدخل الإيمان في قلوبهم كيف تتمكّن من محاربتهم ؟ هذا رئيس جماعة من الجماعات القائمة اليوم على وجه الأرض الإسلامية ؛ ولذلك فالكلمة الّتي ذكرتها إنه كل جماعة تتمّ الأخرى هذا كلام صحيح وهذا الّذي نقوله حينما يكونون في منهج واحد وفي دعوة واحدة لا يختلفون يقول هذا حنفي وهذا شافعي ، هذا حزبيّ ، هذا تحريري ، هذا ما شابه ذلك ، أبدا هذا كلام على خلاف الواقع تماما ، هذا يفرّق المسلمين وواقعنا اليوم أكبر شاهد لكن حينما يستجيب المسلمون لنا ويكونون معنا في دعوة الحقّ الرّجوع إلى الكتاب والسّنّة وعلى منهج السّلف الصّالح فكما قلت آنفا أنا رجل أشتغل بالحديث ، فلان يشتغل بالفقه ، الآخر يشتغل بالتّفسير ، آخر يشتغل بالهندسة , بالفيزياء بالكيمياء وعلوم آخرى هي من الواجبات الكفائية ، فكلّ واحد منّا يكمّل جهد الآخر بشرط أن نكون على كلمة سواء ؛ هذا الشّرط اليوم مفقود ، والّذي قلناه في الأفراد نطبّقه في الجماعات تماما ، فإذا اتحّدوا على منهج واحد وتخصّصت كل جماعة للقيام بواجب فيومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ؛ لكن هذه الدعوة هي من جملة تضليلات الجماعة لهذه الشّعوب المسلمة الّذين يريدون تضليل النّاس عن دعوة الحق بمعنى كل جماعة تكمل جهد الأخرى ، هذا كلام غير صحيح ، إذا ظلّوا كما هم مستمرين متباعدين عن العمل بالكتاب والسنة وعن الخضوع لحكم الكتاب والسنة كيف هم يقولون أنّ الإشتغال الآن بتصحيح الأحاديث وبتضعيفها وبالقول بأنّ هذه سنّة وهذه بدعة ، هذا كلّه سابق لأوانه ؛ إيش الذي يجب أن نعمل في هذا الأوان ؟ هو أن نعمل لإقامة دولة الإسلام ؛ لكن كيف تقوم دولة الإسلام على العلم ؟ أم على الجهل ؟ يعني الأمر عجيب وهو من المتناقضات الأمر الذي يضطرّنا أن نقول أحيانا أن كثيرا من الحزبيّين ليسوا مخلصين في دعوتهم إلى الإسلام ، ولو كان إسلاما عامّا ليسوا مخلصين لماذا ؟ لأنّهم لا يهتمّون بفهم الإسلام ، وإذا كان الله عزّ وجلّ قد يسّر لهم من يفهمهم الإسلام فيبغونه أن يكون منهم وقد سبق في دمشق أن بعض إخواننا قدم طلبا للإخوان المسلمين بإسمي أنا يريد أن ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين فرفض ؛ لماذا ؟ لأنّ هذا رجل وهّابي ، رجل وهّابي يدعوا إلى الكتاب و السنة ، وتقولون عنه رجل وهّابي ، أنا أعرف السّبب ، السّبب أنني إذا دخلت في جماعة الإخوان المسلمين وأعتبرت منهم سيصيب الجماعة إنقلاب فكري عظيم جدّا وخطير بالنّسبة إليهم وهم يريدون التّكتيل ، أنا أعرف أنّ رئيسا من هؤلاء هو سلفي العقيدة في نفسه لكنّه كان إذا لقي أحد الشيوخ الصوفيّين يقبّل يده ، كيف هذا ؟ السياسة تقتضي ذلك ؛ أمّا نحن فلا نريد للأخ المسلم أن يخضع هذا الخضوع ، وما أحسن كلمة ابن عبد البرّ رحمه الله حينما قال تقبيل اليد السّجدة الصغرى ؛ فنحن ما نريد من إخواننا المسلمين بعامّة أن يسجدوا سجدة صغرى بطريق الخضوع هذا للرّؤساء أو للكبراء أو نحو ذلك ؛ لهذا لا يقبلون ، وأنا أقول كلمة حقّ ولكنّ أكثر الناس لا يشعرون ، لا تجد في الإخوان المسلمين عالما ، لا تجد في الإخوان المسلمين عالما ، لماذا ؟ لأنّ هذا العالم سيدعو الناس إلى دعوة الحقّ ، ودعوة الحقّ تفرّق الصّفّ وهم يريدون أن يكتّلوا وأن يجمّعوا وكنا نقول ولا نزال نقول الفرق بين دعوتنا ودعوة غيرنا ، دعوتنا تقوم على أساس ثقّف ثم ّكتّل ، دعوة غيرنا تقوم على أساس كتل ثم ثقّف ، ثم لا ثقافة ولا شيء بعد ذلك ؛ لأنّنا نجد مثلا الإخوان المسلمين مضى عليهم نصف قرن من الزّمان يعيش أحدهم ولا يعرف عقيدة الجارية عقيدة الجارية الّتي امتحنها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقوله ( أين الله ؟ قالت في السماء ) اسأل من شئتم من رؤوس هذه الجماعات أين الله ؟ يقولون لقد قفّ شعري ممّا قلت ، هذا سؤال لا يجوز شرعا ، الله أكبر ! كيف يا شيخ ما يجوز ؟ والرسول هو الذي وجه مثل هذا السؤال ، وكان ذلك تعليما منه لنا كيف تقول أنت لا يجوز ؟ طيّب يا سيدي أنا أخطأت فعلت ما فعل الرّسول مع الجارية لكنّي أخطأت فأريد الجواب ، ما هو الجواب ؟ الجواب الله في كل مكان ، هذه عقيدة الإعتزال وعقيدة الأشاعرة الّتي خالفوا فيها أهل السّنّة والجماعة حقّا ؛ إذا ما فائدة هذا التّكتّل ؟ يمضي عليهم خمسون سنة وأكثر وهم لم يتعلّموا شيئا من الإسلام في تصحيح العقيدة على الأقلّ ؛ أمّا العبادات ، أمّا الصّلاة فهنا يصلح بالنّسبة إليهم الحديث الّذي لا يصحّ ( عليكم بدين العجائز ) العجائز نعم ، فهم يصلّون كما وجدوا آباؤهم وأجدادهم ، ما يتعرفون على صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، يحجّ أحدهم لا يدري كيف يحجّ ؟ أإفرادا أم قرانا أم تمتعا ؟ لماذا ؟ لأنه لم يدرس حجّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلم ولم يدرس ما انتهى إليه الرسول عليه السالم في قوله في القصة المعروفة في السنة الصّحيحة لما أمرهم بأن يتحلّلوا ، قال (( يا أيها الناس تحللوا ولو استقبلت من أمري ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمرة فأحلّوا أيّها الناس فأحلّوا جميعا ) ما يفعلون هكذا اليوم ؛ لأنّهم لا يعلمون ؛ فإذا ما هي فائدة اللعلعة ورفع الصوت والهتاف بالجهاد ؟ وهو قائدنا ورسولنا و و إلى آخره ، ثم لا شيء لا تقدّم في السّياسة ولا تقدّم في العقيدة ولا في العبادة ولا شيء إطلاقا ، لأنّه في الواقع أنّ الأمر كما قال تعالى في القرآن الكريم (( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )) هؤلاء والله أعلم لا يجتهدون وهم يبتغون إعلاء كلمة الله عزّ وجل ّكما جاء في حديث أبي موسى في الصّحيحين لما قال رجل يا رسول الله ( الرّجل منّا يقاتل حمية هل هو في سبيل الله ؟ قال لا ، قال الرجل منا يقاتل شجاعة هل هو في سبيل الله ؟ قال لا ) قال الثالث والرابع ، وأخيرا قالوا فمن في سبيل الله ؟ قال عليه الصّلاة والسّلام ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) وأنا أعتقد أنّ هؤلاء يعملون فقط للسّياسة وبالتالي وبالعبارة الصحيحة للوظيفة فقط ليكونوا رؤساء في الدولة ويجلسون على الكراسي ويتحكّمون في رقاب النّاس ، بماذا ؟
سائل آخر : السّلام عليكم
الشيخ : وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته ,بالإسلام الذي لا مفهوم له في صدورهم ؛ تفضّل

مواضيع متعلقة