هل الحديث الضعيف إذا وافق الواقع يكون صحيحاً كما يقول بعض الناس .؟
A-
A=
A+
أبو مالك : السؤال الأول هل الحديث الضعيف إذا وافق الواقع يكون صحيحا كما يقول بعضهم ؟ نرجو يعني من شيخنا والحقيقة هذا سؤال يطرح كثيرا أن يكون الجواب فيه شيء من التفصيل حتى نتبين مواقع عقولنا ونحن نحدث الناس في الذود عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الأقاويل أو الأحاديث ؟
الشيخ : إذا جاء الحديث بالسند الضعيف الذي لا تقوم به الحجة عند علماء الحديث ولا يجوز أن ينسب بمثله قول إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أن نعتقد أنه قاله عليه السلام لمجرد أنه طابق الواقع ؛ لأن تحدث جملة ما عن واقعة ما قبل وقوعها بمدة ما سواء كانت قصيرة أو طويلة لا يلزم أن يكون ذلك من باب الإخبار ببعض المغيبات ؛ لأن هناك علما يعرف عند أهل العلم بالممارسة وبالتجربة وبالنظر للحوادث التي يدرسها أهل النظر السليم ، فيستنبطون منها بعض الأمور فيتحدثون عنها كحكمة وليس كخبر عن الرسول عليه السلام ؛ فيقع هذا الحديث الذي تحدثوا به ، ثم قد يكون بعض الرواة أخطأ في رواية هذا الخبر فنسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم سهوا وخطئا ، وقد يكون متعمدا من أجل أن يظهر للنبي صلى الله عليه وسلم معجزة علمية غيبية ؛ ولذلك فليس طريقة معرفة صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أن يكون صحيحا في واقعه لأن هذه الصحة قد يقولها أهل العلم وأهل الحكمة ؛ فأنا قلت لكم آنفا بالمناسبة ذاك الحديث ( إذا مدح المؤمن ربا الإيمان في قلبه ) هذا المعنى يصدق أحيانا فيمكن أن يكون الإنسان قاله من عند نفسه واستنباطا من أحاديث الرسول عليه السلام كتلك الأحاديث التي تعرفونها الشيء الكثير الطيب منها والتي تنصب على مدح كثيرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين وبقية العشرة المبشرين بالجنة ؛ ففي الأحاديث الواردة في مدحهم والثناء عليهم ما يجعلنا نقطع بأن هذا المدح لهؤلاء المؤمنين حقا ما كان ليؤثر فيهم وإلا ما كان للرسول عليه السلام أن يحسن الثناء عليهم وهم يفتتنون بمثل هذا الثناء ، وهو القائل عليه الصلاة والسلام: ( المدح هو الذبح المدح هو الذبح المدح هو الذبح ، إن كان أحدكم لا بد مادحا أخاه فليقل: إني أحسبه كذا وكذا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا ) فحينما نجد النبي صلى الله عليه وسلم يزكي العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من الصحابة نعلم أن هناك تزكية لا تضر ، وضابط ذلك أن يكون المزكي مؤمنا يخشى الله ويخاف منه كما ترون في تاريخ وفي سيرة هؤلاء الخلفاء الراشدين الذين بشروا بالجنة ، وبشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لاشك ولاريب ثابتة وسوف تتحقق يقينا ، مع ذلك كان أحدهم يتمنى أن يكون شجرة تعض أو ترمى في الأرض وهكذا لخوفهم من الله تبارك وتعالى على الرغم من سماعهم لمثل هذا الثناء العاطر من نبيهم صلى الله عليه وسلم ؛ فيمكن للإنسان العاقل الحكيم أن يستنبط من أحاديث الرسول عليه السلام ومن بعض الحوادث التي تقع في هذه الأرض جملة يكون معناها صحيحا فيقع خطأ في روايتها عمدا أو سهوا فتنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولذلك فلا يجوز مجرد أن نرى حديثا قال أهل الحديث عنه إنه ضعيف ولا يثبت نسبته إلى الرسول عليه السلام أن نعتقد أن الرسول قد قال ذلك الحديث لأنه طابق الواقع فلا تلازم بين هذا وبين ذاك ؛ فإذن الطريق لمعرفة ما قاله الرسول عليه السلام إنما هو الطريق الذي سار فيه وعليه أهل الحديث ؛ ورب حديث يطابق القرآن لكن مع ذلك لا يقولون قال الرسول عليه السلام كذا وكذا وإنما يقولون هذا الحديث إسناده ضعيف ويشهد له الآية الفلانية إلا إذا كان الحديث جزءا من الآية فحينذاك ولا شك فهو حديث صحيح ولو كان إسناده ضعيفا ؛ أما إذا اختلفت الجملة من حيث الأسلوب العربي عما جاء في القرآن كشاهد لهذه الجملة فلا يجوز أن ننسب هذه الكلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن وجد معناها في القرآن الكريم لما جاء في بعض الألفاظ من أحاديث التحذير عن التقول على الرسول عليه السلام من مثل قوله : ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) وأي حديث كما نقول نحن في أي مناسبة أي حديث يتعلق بالتنصيص على إباحة شيء داخل في القرآن الكريم في النص العام فيكون معناه صحيحا ولو كان موضوعا طازجا ، لو كان موضوعا حديثا إذا شهد له القرآن نقول هذا المعنى صحيح لكن لم يثبت نسبة هذه الجملة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم لكن القرآن يغنينا عن ذلك ؛ لو قال قائل مثلا: " أكل العيش حلال " أو " أكل الخبز حلال " لا شك أن هذا المعنى صحيح ويطابق نصوص من الكتاب والسنة ووإلى آخره بل يطابق حديثا جاء من طرق كثيرة جدا بعضها مختصرة وبعضها مطول ولم يصح من مجموع تلك الطرق إلا هذه الجملة القصيرة ( أكرموا الخبز ) فإذا قلنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكرموا الخبز ) نفهم بداهة ، لماذا ؟ لأنه أساس حياة الإنسان وبقاؤه ؛ لكن إذا قيل لنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل الخبز حلال ، هذا المعنى صحيح لكن هذا ما ثبت عن الرسول عليه السلام ، فنكون قد تقولنا على النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل وإن كان هذا المعنى الذي تضمنه هذا القول مطابق للقرآن الكريم ولبعض الأحاديث الصحيحة ؛ فإذن المعيار أعود لأكرر في معرفة الحديث الصحيح وجواز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو السند وليس مجرد النظر في المعنى ، فإن النظر في المعنى قد يكون المعنى صحيحا ويكون القول المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير صحيح ؛ هذا ما عندي جوابا عن هذا السؤال .
السائل : هذا بارك الله فيكم يفضي بنا إلى سؤال ننتزعه أو نشتقه من هذا السؤال ومن الإجابة المستفيضة التي تفضلتم بها .
الشيخ : إذا جاء الحديث بالسند الضعيف الذي لا تقوم به الحجة عند علماء الحديث ولا يجوز أن ينسب بمثله قول إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز أن نعتقد أنه قاله عليه السلام لمجرد أنه طابق الواقع ؛ لأن تحدث جملة ما عن واقعة ما قبل وقوعها بمدة ما سواء كانت قصيرة أو طويلة لا يلزم أن يكون ذلك من باب الإخبار ببعض المغيبات ؛ لأن هناك علما يعرف عند أهل العلم بالممارسة وبالتجربة وبالنظر للحوادث التي يدرسها أهل النظر السليم ، فيستنبطون منها بعض الأمور فيتحدثون عنها كحكمة وليس كخبر عن الرسول عليه السلام ؛ فيقع هذا الحديث الذي تحدثوا به ، ثم قد يكون بعض الرواة أخطأ في رواية هذا الخبر فنسبه إلى النبي صلى الله عليه وسلم سهوا وخطئا ، وقد يكون متعمدا من أجل أن يظهر للنبي صلى الله عليه وسلم معجزة علمية غيبية ؛ ولذلك فليس طريقة معرفة صحة الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم هو أن يكون صحيحا في واقعه لأن هذه الصحة قد يقولها أهل العلم وأهل الحكمة ؛ فأنا قلت لكم آنفا بالمناسبة ذاك الحديث ( إذا مدح المؤمن ربا الإيمان في قلبه ) هذا المعنى يصدق أحيانا فيمكن أن يكون الإنسان قاله من عند نفسه واستنباطا من أحاديث الرسول عليه السلام كتلك الأحاديث التي تعرفونها الشيء الكثير الطيب منها والتي تنصب على مدح كثيرين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبخاصة منهم الخلفاء الراشدين وبقية العشرة المبشرين بالجنة ؛ ففي الأحاديث الواردة في مدحهم والثناء عليهم ما يجعلنا نقطع بأن هذا المدح لهؤلاء المؤمنين حقا ما كان ليؤثر فيهم وإلا ما كان للرسول عليه السلام أن يحسن الثناء عليهم وهم يفتتنون بمثل هذا الثناء ، وهو القائل عليه الصلاة والسلام: ( المدح هو الذبح المدح هو الذبح المدح هو الذبح ، إن كان أحدكم لا بد مادحا أخاه فليقل: إني أحسبه كذا وكذا والله حسيبه ولا أزكي على الله أحدا ) فحينما نجد النبي صلى الله عليه وسلم يزكي العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من الصحابة نعلم أن هناك تزكية لا تضر ، وضابط ذلك أن يكون المزكي مؤمنا يخشى الله ويخاف منه كما ترون في تاريخ وفي سيرة هؤلاء الخلفاء الراشدين الذين بشروا بالجنة ، وبشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لاشك ولاريب ثابتة وسوف تتحقق يقينا ، مع ذلك كان أحدهم يتمنى أن يكون شجرة تعض أو ترمى في الأرض وهكذا لخوفهم من الله تبارك وتعالى على الرغم من سماعهم لمثل هذا الثناء العاطر من نبيهم صلى الله عليه وسلم ؛ فيمكن للإنسان العاقل الحكيم أن يستنبط من أحاديث الرسول عليه السلام ومن بعض الحوادث التي تقع في هذه الأرض جملة يكون معناها صحيحا فيقع خطأ في روايتها عمدا أو سهوا فتنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ ولذلك فلا يجوز مجرد أن نرى حديثا قال أهل الحديث عنه إنه ضعيف ولا يثبت نسبته إلى الرسول عليه السلام أن نعتقد أن الرسول قد قال ذلك الحديث لأنه طابق الواقع فلا تلازم بين هذا وبين ذاك ؛ فإذن الطريق لمعرفة ما قاله الرسول عليه السلام إنما هو الطريق الذي سار فيه وعليه أهل الحديث ؛ ورب حديث يطابق القرآن لكن مع ذلك لا يقولون قال الرسول عليه السلام كذا وكذا وإنما يقولون هذا الحديث إسناده ضعيف ويشهد له الآية الفلانية إلا إذا كان الحديث جزءا من الآية فحينذاك ولا شك فهو حديث صحيح ولو كان إسناده ضعيفا ؛ أما إذا اختلفت الجملة من حيث الأسلوب العربي عما جاء في القرآن كشاهد لهذه الجملة فلا يجوز أن ننسب هذه الكلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإن وجد معناها في القرآن الكريم لما جاء في بعض الألفاظ من أحاديث التحذير عن التقول على الرسول عليه السلام من مثل قوله : ( من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار ) وأي حديث كما نقول نحن في أي مناسبة أي حديث يتعلق بالتنصيص على إباحة شيء داخل في القرآن الكريم في النص العام فيكون معناه صحيحا ولو كان موضوعا طازجا ، لو كان موضوعا حديثا إذا شهد له القرآن نقول هذا المعنى صحيح لكن لم يثبت نسبة هذه الجملة إلى نبينا صلى الله عليه وسلم لكن القرآن يغنينا عن ذلك ؛ لو قال قائل مثلا: " أكل العيش حلال " أو " أكل الخبز حلال " لا شك أن هذا المعنى صحيح ويطابق نصوص من الكتاب والسنة ووإلى آخره بل يطابق حديثا جاء من طرق كثيرة جدا بعضها مختصرة وبعضها مطول ولم يصح من مجموع تلك الطرق إلا هذه الجملة القصيرة ( أكرموا الخبز ) فإذا قلنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أكرموا الخبز ) نفهم بداهة ، لماذا ؟ لأنه أساس حياة الإنسان وبقاؤه ؛ لكن إذا قيل لنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكل الخبز حلال ، هذا المعنى صحيح لكن هذا ما ثبت عن الرسول عليه السلام ، فنكون قد تقولنا على النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يقل وإن كان هذا المعنى الذي تضمنه هذا القول مطابق للقرآن الكريم ولبعض الأحاديث الصحيحة ؛ فإذن المعيار أعود لأكرر في معرفة الحديث الصحيح وجواز نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو السند وليس مجرد النظر في المعنى ، فإن النظر في المعنى قد يكون المعنى صحيحا ويكون القول المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم غير صحيح ؛ هذا ما عندي جوابا عن هذا السؤال .
السائل : هذا بارك الله فيكم يفضي بنا إلى سؤال ننتزعه أو نشتقه من هذا السؤال ومن الإجابة المستفيضة التي تفضلتم بها .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 315
- توقيت الفهرسة : 00:33:28
- نسخة مدققة إملائيًّا