ظهرت في مصر بعض الكتب تتكلم عن مسائل التكفير وأوردوا بعض الأدلة في مسألة الإيمان واتهموا بها أن عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة من مسائل المرجئة وأوردوا كلاما لابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية فما ردكم على هذه الشبهة؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ظهرت في مصر بعض الكتب تتكلم عن مسائل التكفير وأوردوا بعض الأدلة في مسألة الإيمان واتهموا بها أن عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة من مسائل المرجئة وأوردوا كلاما لابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية فما ردكم على هذه الشبهة؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا ظهرت هناك بعض الكتب تتكلم عن مسائل التكفير فأوردوا بعض الأدلة في مسألة الإيمان واتهموا بها أن عقيدة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة هي من مسائل المرجئة و أوردوا كلام لابن أبي العز في شرح الطحاوي فما ردكم على هذه الشبهة جزاكم الله خير ؟

الشيخ : ردنا أن أولا الخلاف جذري بين أهل السنة حقا و بين المرجئة حقا من ناحيتين اثنتين أن أهل السنة يعتقدون أن الأعمال الصالحة من الإيمان أما المرجئة فلا يعتقدون ذلك و يصرحون أن الإيمان هو إقرار باللسان و تصديق بالجنان و هو القلب أما الأعمال الصالحة ليست من الإيمان و بذلك يردون نصوصا كثيرة لا حاجة بنا إلى ذكر شيء منها على الأقل إلا إذا اضطررنا هذه هي النقطة الأولى التي يخالف المرجئة أهل السنة حقا النقطة الثانية و هي تتفرع من النقطة الأولى و هي أن أهل السنة يقولون الإيمان يزيد و ينقص زيادته بالطاعة و نقصانه بالمعصية المرجئة ينكرون هذه الحقيقة الشرعية و يقولون بأن الإيمان لا يزيد و لا ينقص فاتهام من أشرت إليهم و العهدة على الرواي اتهام هؤلاء الكاتبين في العصر الحاضر أهل السنة بأنهم مرجئة في مسألة الإيمان فذلك يدل دلالة قاطعة على أحد أمرين اثنين و أحلاهما مر إما أنهم يجهلون هذه الحقيقة و إما أنهم يتجاهلونها كيف يتهم من يقول الإيمان يشمل العمل الصالح و الإيمان يزيد و ينقص كيف يتهم هؤلاء بأنهم مرجئة و المرجئة يخالفون هؤلاء جذريا فيقولون الإيمان لا يشمل العمل الصالح و لا يقبل الزيادة و النقصان حتى رووا عن أحد كبارهم أنه كان يقول إيماني كإيمان جبريل عليه السلام وهو قد يكون صادقا مع نفسه لكنه ليس صادقا مع نص كتاب ربه حينما إيماني كإيمان جبريل بأنه يعتقد أن الإيمان ليس له علاقة بالصلاة و العبادة و التقوى و إنما هو إيمان و الإيمان الذي هو مجرد الإعتقاد لا يقبل الزيادة و النقصان لأنه إن نقص تحت اليقين دخله الريب و الشك حينذاك لا يفيد لكن الإيمان لا يقبل الجمود كهذا النور كهذا المكان مهما سلطت فيه من أنوار فهو يتسع و يتسع إلى ما لا حدود له فإذن اتهام أهل السنة من هؤلاء الذين يبدو مما سمعت من السؤال أنهم يلحقون بالخوارج أولئك الذين يقولون بمثل هذه الكلمة و يكفرون من ارتكب كبيرة من الكبائر و يخالفون في ذلك نصوصا كثيرة و كثيرة جدا من الكتاب و السنة فيا عجبا كيف يتهمون جماهير المسلمين من الصحابة و التابعين و أتباعهم الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم بأنهم خير القرون يتهمونهم بأنهم مرجئة و يخالفون في ذلك أساطين من نصوص الكتاب و السنة و الأمر في ظني لا يتطلب توسعا في رد هذه الفرية أكثر مما ذكرته آنفا و لعل في هذا كفاية إن شاء الله

مواضيع متعلقة