ما الفرق بين الاستحلال والإقرار .؟
A-
A=
A+
السائل : ما الفرق بين الإقرار والاستحلال ؟
الشيخ : فيه فرق كبير جدا الإقرار هو أن يرى الشيء ويقرّه واقعيا ولكن قد يكون في قرارة قلبه غير مقر بهذا الذي أقرّه ، مثلا قوله عليه السلام: ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فإذا وقع منكر بين يديه ما أنكره بيده ولا أنكره بلسانه إذن هذا يمكن أن يقال في الظاهر إنه أقر ذلك ... نعم ... بسم الله .
السائل : ما الفرق بين الإقرار والاستحلال؟ وهل يحكم فيهما جميعا على المعين بعد إقامة الحجة بالكفر؟ تتمة السؤال السابق
الشيخ : نحن قلنا أن الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي والكفر الاعتقادي لا سبيل لمعرفته إلا بأن يعرب الذي صدر منه الكفر عن كفره بلسانه أما أن نحكم عليه بما صدر منه من عمل هو موصوف بأنه كفر في الشرع فهذا لا يلزم منه أن نصفه بأنه كافرا باطنا كما كفر ظاهرا وكنت آنفا وأنا أتحدث عن التعبير عن الفرقة الناجية وعن الطائفة المنصورة بالعبارة المتداولة اليوم ومنذ مئات السنين أهل السنة والجماعة كنت أتحدث بأن الإسلام من كماله أنه جاء لإصلاح الظواهر والبواطن لم يأت فقط الإسلام لإصلاح البواطن دون الظواهر وإنما عُني بإصلاح الأمرين كليهما والسبب في هذا واضح جدا لمن له عناية خاصة بتتبع كثير من الأحكام الشرعية التي تنص على ارتباط الباطن بالظاهر وارتباط الظاهر بالباطن من ذلك مثلا حديث النعمان بن بشير المتفق عليه بين الشيخين وهو حديث فيه بعض الطول وفيه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) وكما جاء أيضا في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان من هديه حينما يقوم ليصلي إماما بأصحابه أن يأمرهم بتسوية الصفوف ويرهبهم ويخيفهم أن لا يخلوا بشيء من تسوية الصفوف مثل قوله عليه السلام: (لتسوّون صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) فالاختلاف في تسوية الصف أمر ظاهري اعتبره الشرع الحكيم سببا لاختلاف القلوب فإذن الظاهر مربوط بالباطن وهذه حقيقة عليها أدلة كثيرة جدا من الشريعة الإسلامية كتابا وسنة ، والذي أريد أصل إليه هو أن الألفاظ يجب الاهتمام بها لأنها من الأمور الظاهرة وأن لا نقول كما يقول بعض الجهلة: " يا أخي العبرة بما في القلب " لا قد سمعنا آنفا أنه إذا صلح القلب صلح البدن ، صلح الباطن صلح الظاهر ، صلح الظاهر صلح الظاهر فسبحان الذي ربط الظاهر بالباطن فكل منهما يمد الآخر إمدادا عجيبا غريبا جدا ما تدري آلقلب ينصلح قبل الظاهر أم الظاهر قبل الباطن فهما متشابكان تمام التشابك فالشاهد نريد أن نقول بأن الكفر قد يكون لفظاً وقد يكون قلباً ومن الأحاديث المشهورة في الكفر اللفظي دون الكفر القلبي أنه كما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله بالسند الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب في أصحابه يوما فقام رجل من أصحابه ليقول له: ما شاء الله وشئت يا رسول الله ما شاء الله وشئت فغضب عليه السلام وقال: ( أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده ) وفي الحديث الآخر ( أن رجلا رأى رؤيا في المنام أنه بينما كان يمشي في بعض طرق المدينة لقي رجلا من اليهود قال له: نعم القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عزير ابن الله ، فأجابه اليهودي بقوله: نعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد ، ثم مضى فلقي رجلا من النصارى فقال له: نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عيسى ابن الله ، فقال النصراني للمسلم: ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لو لا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد ، فلما أصبح به الصباح جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقصّ عليه الرؤيا ، فقال له عليه السلام: هل قصصتها على أحد؟ قال: لا, فخطبهم عليه السلام فقال لهم ما معناه: طالما كنت أسمعكم تقولون كلمة فاستحيي منكم ، فلا يقولنّ أحدكم: ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل: ما شاء الله وحده أو ما شاء الله ثم شاء محمد ) الشاهد في كل من الحديثين أن الرجل الأول حينما خاطبه الرسول عليه السلام بقوله: ( أجعلتني لله ندا ) إنما يعني جعله لله ندا لفظاً ، لأنه لو جعله لله ندا قلباً لحكم عليه بالردة ، ولفرق بينه وبين الزوجة ، ولا بد من تجديد الإسلام والنكاح ، لكن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الصحابي ما آمن بالله ورسوله إلّا فرارا من الشرك ولكن لم ينتبه لسوء اللفظ وسوء التعبير الذي يدلّ على أن إرادة الله مقرونة بإرادة رسول الله أو أن إرادة رسول الله مقرونة بإرادة الله ، لو اعتقد إنسان هذا لكفر ولا ريب لكن ما خطر في باله هذا المعنى ولذلك اكتفى عليه الصلاة والسلام بالإنكار اللفظي أيضا لأن الرجل إنما وقع في الكفر اللفظي ولم يقع في الكفر القلبي لذلك اكتفى عليه السلام بأن ينكر عليه لفظا .
لذلك اكتفى عليه السلام بأن ينكر عليه لفظا ، الرجل الذي رأى تلك الرؤيا في المنام فيها أن الرسول قال له: ( هل قصصتها على أحد ، قال لا ) ، قال مخاطبا لأصحابه كان يسمعهم يقولون هذه الكلمة فيستحي منهم لو كان يعلم أنهم يقولونها قاصدين معناها وهو الشرك بعينه لما استحيا
الشيخ : فيه فرق كبير جدا الإقرار هو أن يرى الشيء ويقرّه واقعيا ولكن قد يكون في قرارة قلبه غير مقر بهذا الذي أقرّه ، مثلا قوله عليه السلام: ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) فإذا وقع منكر بين يديه ما أنكره بيده ولا أنكره بلسانه إذن هذا يمكن أن يقال في الظاهر إنه أقر ذلك ... نعم ... بسم الله .
السائل : ما الفرق بين الإقرار والاستحلال؟ وهل يحكم فيهما جميعا على المعين بعد إقامة الحجة بالكفر؟ تتمة السؤال السابق
الشيخ : نحن قلنا أن الكفر نوعان كفر اعتقادي وكفر عملي والكفر الاعتقادي لا سبيل لمعرفته إلا بأن يعرب الذي صدر منه الكفر عن كفره بلسانه أما أن نحكم عليه بما صدر منه من عمل هو موصوف بأنه كفر في الشرع فهذا لا يلزم منه أن نصفه بأنه كافرا باطنا كما كفر ظاهرا وكنت آنفا وأنا أتحدث عن التعبير عن الفرقة الناجية وعن الطائفة المنصورة بالعبارة المتداولة اليوم ومنذ مئات السنين أهل السنة والجماعة كنت أتحدث بأن الإسلام من كماله أنه جاء لإصلاح الظواهر والبواطن لم يأت فقط الإسلام لإصلاح البواطن دون الظواهر وإنما عُني بإصلاح الأمرين كليهما والسبب في هذا واضح جدا لمن له عناية خاصة بتتبع كثير من الأحكام الشرعية التي تنص على ارتباط الباطن بالظاهر وارتباط الظاهر بالباطن من ذلك مثلا حديث النعمان بن بشير المتفق عليه بين الشيخين وهو حديث فيه بعض الطول وفيه يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) وكما جاء أيضا في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان من هديه حينما يقوم ليصلي إماما بأصحابه أن يأمرهم بتسوية الصفوف ويرهبهم ويخيفهم أن لا يخلوا بشيء من تسوية الصفوف مثل قوله عليه السلام: (لتسوّون صفوفكم أو ليخالفنّ الله بين وجوهكم ) فالاختلاف في تسوية الصف أمر ظاهري اعتبره الشرع الحكيم سببا لاختلاف القلوب فإذن الظاهر مربوط بالباطن وهذه حقيقة عليها أدلة كثيرة جدا من الشريعة الإسلامية كتابا وسنة ، والذي أريد أصل إليه هو أن الألفاظ يجب الاهتمام بها لأنها من الأمور الظاهرة وأن لا نقول كما يقول بعض الجهلة: " يا أخي العبرة بما في القلب " لا قد سمعنا آنفا أنه إذا صلح القلب صلح البدن ، صلح الباطن صلح الظاهر ، صلح الظاهر صلح الظاهر فسبحان الذي ربط الظاهر بالباطن فكل منهما يمد الآخر إمدادا عجيبا غريبا جدا ما تدري آلقلب ينصلح قبل الظاهر أم الظاهر قبل الباطن فهما متشابكان تمام التشابك فالشاهد نريد أن نقول بأن الكفر قد يكون لفظاً وقد يكون قلباً ومن الأحاديث المشهورة في الكفر اللفظي دون الكفر القلبي أنه كما جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله بالسند الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب في أصحابه يوما فقام رجل من أصحابه ليقول له: ما شاء الله وشئت يا رسول الله ما شاء الله وشئت فغضب عليه السلام وقال: ( أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده ) وفي الحديث الآخر ( أن رجلا رأى رؤيا في المنام أنه بينما كان يمشي في بعض طرق المدينة لقي رجلا من اليهود قال له: نعم القوم أنتم معشر يهود لولا أنكم تشركون بالله فتقولون عزير ابن الله ، فأجابه اليهودي بقوله: نعم القوم أنتم معشر المسلمين لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد ، ثم مضى فلقي رجلا من النصارى فقال له: نعم القوم أنتم معشر النصارى لولا أنكم تشركون بالله فتقولون: عيسى ابن الله ، فقال النصراني للمسلم: ونعم القوم أنتم معشر المسلمين لو لا أنكم تشركون بالله فتقولون: ما شاء الله وشاء محمد ، فلما أصبح به الصباح جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقصّ عليه الرؤيا ، فقال له عليه السلام: هل قصصتها على أحد؟ قال: لا, فخطبهم عليه السلام فقال لهم ما معناه: طالما كنت أسمعكم تقولون كلمة فاستحيي منكم ، فلا يقولنّ أحدكم: ما شاء الله وشاء محمد ولكن ليقل: ما شاء الله وحده أو ما شاء الله ثم شاء محمد ) الشاهد في كل من الحديثين أن الرجل الأول حينما خاطبه الرسول عليه السلام بقوله: ( أجعلتني لله ندا ) إنما يعني جعله لله ندا لفظاً ، لأنه لو جعله لله ندا قلباً لحكم عليه بالردة ، ولفرق بينه وبين الزوجة ، ولا بد من تجديد الإسلام والنكاح ، لكن يعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن هذا الصحابي ما آمن بالله ورسوله إلّا فرارا من الشرك ولكن لم ينتبه لسوء اللفظ وسوء التعبير الذي يدلّ على أن إرادة الله مقرونة بإرادة رسول الله أو أن إرادة رسول الله مقرونة بإرادة الله ، لو اعتقد إنسان هذا لكفر ولا ريب لكن ما خطر في باله هذا المعنى ولذلك اكتفى عليه الصلاة والسلام بالإنكار اللفظي أيضا لأن الرجل إنما وقع في الكفر اللفظي ولم يقع في الكفر القلبي لذلك اكتفى عليه السلام بأن ينكر عليه لفظا .
لذلك اكتفى عليه السلام بأن ينكر عليه لفظا ، الرجل الذي رأى تلك الرؤيا في المنام فيها أن الرسول قال له: ( هل قصصتها على أحد ، قال لا ) ، قال مخاطبا لأصحابه كان يسمعهم يقولون هذه الكلمة فيستحي منهم لو كان يعلم أنهم يقولونها قاصدين معناها وهو الشرك بعينه لما استحيا
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 751
- توقيت الفهرسة : 00:49:40
- نسخة مدققة إملائيًّا