جاء في حديث : ( آية المنافق ثلاثة ) وجاء في قوله تعالى (( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار )) فهل من أتصف بأحد هذه الصفات يكون في الدرك الأسفل من النار .؟.
A-
A=
A+
الشيخ : وكذلك الظلم الآن أريد أن أذكر بتقسيم ثان للفظ رابع وأظن أن هذا التقسيم سيقضي أيضا على مشكلة قد تكون قائمة في صدور بعض إخواننا من طلاب العلم، حينما أقرأ قول الله تبارك وتعالى في المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار ثم نقرأ قوله عليه الصلاة والسلام: ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان ) فهل يكون هذا المنافق في الدرك الأسفل من النار ؟ الآية تقول في المنافقين أنهم في الدرك الأسفل من النار والرسول يقول: ( آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب ) فهذا الذي إذا حدث كذب هل يكون في الدرك الأسفل من النار ؟ استحضروا التقسيم الثالث هذا عفوا السابق، استحضروا معي التقسيم السابق هذا الذي يستحل الكذب أو الخيانة أو ما شابه ذلك من المعاصي التي ذكرت في هذا الحديث أو في غيرها، استحل ذلك بقلبه فهو في جهنم ومع المنافقين، لا استحله عمليا إذن كيف الرسول عليه السلام في هذا الحديث جعل آية المنافق ثلاثا ؟ هذا كمثل كثير من الآيات أنه عَمِلَ عَمَلَ المنافقين هذا الذي يقول أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ذلك يستلزم أن يحرم ما حرم الله ورسوله فإذا هو استحل ما حرم الله ورسوله فيكون قد خالف فعله قلبه، قد خالف فعله اعتقاده لكن هنا المخالفة من نوعية تختلف عن مخالفة ظاهر المنافق الكافر لباطنه، المنافق الذي هو في الدرك الأسفل من النار يضمر الكفر ويظهر الإسلام، يضمر الكفر ويضمر الإسلام، المنافق آه يضمر الكفر ويظهر الإسلام، أما هذا الذي قال فيه الرسول عليه السلام: ( آية المنافق ثلاث ) هو يضمر الإيمان ويظهر عملا خلاف ما أمره الإسلام فالتقى مع المنافق في هذه الصورة ليس في الحقيقة، الفرق كبير جدا المنافق الكافر هو كافر بقلبه مسلم في ظاهره هذا المنافق الذي من علاماته إذا حدث كذب هو مؤمن في قلبه لكنه يخالف في عمله حكم دينه الذي عمل به آمن به ولذلك قال عليه السلام: ( آية المنافق ثلاث ) إلى آخره، إذن النفاق أيضا ينقسم إلى قسمين نفاق يخلد صاحبه في النار ونفاق لا يخلد صاحبه في النار، النفاق الذي يخلد صاحبه في النار هو الذي يبطن الكفر ويظهر الإسلام، النفاق الذي لا يخلد هو الذي يبطن الإيمان ويظهر عملا يخالف فيه الإسلام، لذلك قال عليه السلام: ( آية المنافق ثلاث ) إلى آخره، فهذه الدقائق ينبغي أن نكون على معرفة بها حتى ما نقع في إفراط أو تفريط، حتى ما نكفر مسلما بذنب فنقع في مخالفة السلف الصالح جميعا وأهل السنة، ولا نتساهل أيضا نقول معليش فنقع في الإرجاء الذين كانوا يقولون لا يضر مع الإيمان معصية ولا ينفع مع الشرك حسنة، نحن نقول لا ينفع مع الشرك حسنة لكن نقول يضر في الإيمان المعصية والإيمان كما تعلمون جميعا يقبل الزيادة والنقص وزيادته بالطاعة ونقصانه بالمعصية، إذن النفاق كالكفر كالفسق كالظلم لا يمكن أن يساق مساقا واحدا وإنما حسب ما قام في الإنسان، فهذا المثال الذي ذكرته يا أبا أنس هذا قد يرد على الأستاذ أبو مالك أو على غيره لكن ينبغي أن ننظر إلى رده هل هو رد يصرح بأنه ينكر شرع الله؟ فيكون مرتدا عن دينه.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 672
- توقيت الفهرسة : 00:24:30
- نسخة مدققة إملائيًّا