كلمة على حديث ( لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) .
A-
A=
A+
الشيخ : أما الحديث الثاني فهو قوله عليه السلام و هذا أيضا مهم جدا و له علاقة بمسألة أهل الفترة و هذه لها طبعا مجالس عديدة سبقت و هو قوله عليه السلام: ( ما من رجل في هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار ) إذا هؤلاء الذين لم يسمعوا بالرسول عليه السلام و ماتوا كفارا ماتوا مشركين لا يعذبون على شركهم و على ضلالهم بل أقول أكثر من ذلك تفقها في قوله عليه السلام: ( يسمع بي ) يسمع بي يعني بحقيقتي لأننا إن تصورنا أن بعض الأروبيين كالبريطان و الألمان و أمثالهم ممن تأثروا بدعوة القاديانيين و آمنوا بأن هناك أنبياء بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم و أن أحدهم بعث في قاديان و هو الذي كان معروفا في نشأته الأولى بميرزا غلام أحمد القادياني ثم حرف إسمه فجعله أحمد لغاية في نفسه معروفة الشاهد هؤلاء الألمان و البريطان الذين ضللوا باسم دعوة الإسلام أن الإسلام يقرر مجيء أنبياء بعد الرسول عليه الصلاة و أن هذا أحدهم ميرزى غلام أحمد القديان و أن الإسلام ينكر خلقا إسمه الجن و له المواصفات المعروفة في الكتاب و السنة إلى آخره هؤلاء بلا شك أنهم ضلوا لكنهم هل سمعوا به عليه السلام حقا؟ الجواب لا إذا هذا الحديث يعطينا أولا من لم تبلغهم الدعوة مطلقا فهم ليسوا معذبين لهم معاملة معروفة في عرصات يوم القيامة ثانيا إذا بلغتهم دعوة الإسلام محرفة مغيرة مبدلة فآمنوا بها أيضا لا يآخذون عليها إذا التفريق بين الأصول و الفروع هذا انحراف عن الكتاب و عن السنة لذلك أقول أن هذا الأخ الصالح إن شاء الله يجب أن يصلح علمه على الأقل في فتواه الجائرة لأن كون الرجل العالم الفاضل منحرفا في قضية ما من العقائد كالأسماء و الصفات و نحو ذلك مما وقع فيه بعض الأشاعرة و بعض الماتوردية فيمكن أن يكون ذلك باجتهاد منهم و ليس بسوء قصد منهم فلا يجوز إطلاق هذا القول إلا مقيدا من علم الحق ثم انحرف عنه فهو كذا و كذا ثم لا يفرق بين من انحرف في مسألة الأسماء و الصفات أو ما يتعلق بالعقيدة و بين من انحرف في حكم شرعي مثلا من عرف أن الحق مثلا أن خروج الدم لا ينقض الوضوء و يظل يصر مكابرا للأدلة و على ذلك فقس و ما أكثر المسائل الفرعية التي اختلف فيها العلماء و التي بعضها قد يكون أثرها في المجتمع إفسادا أكثر بكثير من بعض المسائل التي هي تتعلق فقط بالعقيدة ترى من أنكر كبعض الأحزاب القائمة اليوم على الأرض الإسلامية أنكر عذاب القبر ترى هذا ضرره أكثر أما ذلك الرأي الفقهي الذي يقول إن المرأة إن الفتاة المسلمة إذا بلغت سن الرشد فيجوز لها أن تزوج نفسها بنفسها دون إذن وليها خلافا للحديث أي الرأيين أشد إفسادا في المجتمع آلأول الذي أنكر عذاب القبر أم هذا الذي أنكر شرط إذن الولي لا شك أن هذا أكثر فسادا لكن هذا اسمه فروع و ذاك أصول (( إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم و أبائكم ما أنزل الله بها من سلطان )) و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 635
- توقيت الفهرسة : 00:40:35
- نسخة مدققة إملائيًّا