هل هناك فرق في الشريعة بين إقامة الحجة وفهمها ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال آخر متعلق بالموضوع ككل, بس يعني... هل هناك فرق في الشريعة في مسألة الإنذار أو قيام الحجة بين قيام الحجة وفهمها حتى تكون سبب من أسباب حجة الله تبارك وتعالى على عباده .؟
الشيخ : هل تقصد فهمها أم إفهامها .؟
السائل : لا فهمها .
الشيخ : فهمها طبعا فيه فرق, فلو كان رجلا مجنونا أو كان رجلا أعجميا لا يفقه اللغة العربية أو أو احتمالات كثيرة ربما نضطر إلى أن نذكر شيئا منها أو لا, هل تكون الحجة قائمة.؟
السائل : لا طبعا لا شك .
الشيخ : طبعا لا, جوابي هذا على سؤالك هذا يذكرني بمناقشة جرت في مجلس لأول مرة حينما انتدبت للتدريس في الجامعة الإسلامية, وقبل أن تفتتح أبواب الدراسة اجتمعنا في مجلس في سهرة مع بعض أهل العلم والفضل, فأثير هذا الموضوع, فقال بعضهم بأن دعوة الإسلام الآن بلغت كل بلاد الدنيا, وأتبع كلامه بقوله : القرآن والحمد لله يذاع من كل البلاد الإسلامية إلى كل أقطار الدنيا, وأنا أجبت بما خلاصته, يا أستاذ أنت تقول القرآن وأنا أقول: معك كما قلت, لكن العرب كشعب أو كأمة فيهم الآن من لا يفهم القرآن, فكيف تريد من الأعاجم الألمان والبريطان والأمريكان أن يفهموا القرآن بلغة القرآن وغير مترجم إلى لغتهم على الأقل, كيف تقوم الحجة على هؤلاء بأن يسمعوا القرآن يتلى بلغة القرآن, هذا لا يعني أنه أقيمت الحجة عليهم, ولذلك فأنا أقول : لا بد من أن يفهم الذي بلغته الحجة, أن يفهمها, وأنا أضيف شيئا آخرو ليس كل من ينقل الحجة يحسن نقلها, قد يكون الذي نقلت إليه الحجة يفهمها لكن قد يكون الناقل لم يحسن نقلها ولذلك فقيام الحجة على شخص ما ليس من السهل نحن أن نقول أقيمت الحجة على فلان, ولذلك أنا كثير ما أعترض على بعض إخواننا المبتدئين في طلب العلم والسالكين معنا في هذا الدرب على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح, ومتحمسين فيقول أحدهم أنا البارحة اجتمعت مع الشيخ الفلاني أو الدكتور الفلاني وناقشته في مسألة الاستغاثة بغير الله أو التوسل أو ما شابه ذلك, وقلت هذا لا يجوز هذا حرام هذا شرك إلى آخره, وهو يصلي بنا إمام وأنا أقمت الحجة عليه, فهل تجوز صلاتي خلفه.؟
فأنا أقول : أنت كيف تتصور أنك أقمت الحجة عليه وأنت بعد لا تزال على التعبير السوري في الرقراق, يعني في الضحضاح, يعني في أول العلم, فما ينبغي أن نتصور أن كل طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على المسلم الضال فضلا عن الكافر المشرك, لكن كل إنسان مكلف أن يبلغ ما يستطيع, أما هل قامت الحجة عليه أو لم تقم, هذا علمه عند ربي, ولذلك أنا ما أتصور أن كل شخص أفهم الحجة وبالتالي قامت عليه الحجة, ولكننا نقول: من علم الله عزّ وجل منه أنه قامت الحجة عليه وتبينت له وجحدها, فهو الذي يحكم عليه بالنار يوم القيامة, ولذلك كما تعلمون جميعا أن الكفر مشتق من معنى التغطية, فيعني حينما نقول فلان كافر يعني تبين له الحق ثم حاد عنه, ولذلك قال تعالى: (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) فأي كافر بلغته حجة الله عزّ وجل وفهمها جيدا ثم جحد فهذا الذي يعذب, ولذلك ربنا عزّ وجل وصف بعض أهل الكتاب بقوله ويعني نبيه عليه السلام: (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) فهم يعرفون أن محمدا عليه السلام رسول وصادق ومبعوث إلى الناس كافة وليس إلى العرب كما قالت بعض الطوائف من اليهود, لا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم, لكن مع ذلك تعصبوا لمن كانوا ينتظرونه يبعث منهم وفيهم, هذا هو الذي أعتقده بالنسبة لسؤالك المذكور آنفا.
الشيخ : هل تقصد فهمها أم إفهامها .؟
السائل : لا فهمها .
الشيخ : فهمها طبعا فيه فرق, فلو كان رجلا مجنونا أو كان رجلا أعجميا لا يفقه اللغة العربية أو أو احتمالات كثيرة ربما نضطر إلى أن نذكر شيئا منها أو لا, هل تكون الحجة قائمة.؟
السائل : لا طبعا لا شك .
الشيخ : طبعا لا, جوابي هذا على سؤالك هذا يذكرني بمناقشة جرت في مجلس لأول مرة حينما انتدبت للتدريس في الجامعة الإسلامية, وقبل أن تفتتح أبواب الدراسة اجتمعنا في مجلس في سهرة مع بعض أهل العلم والفضل, فأثير هذا الموضوع, فقال بعضهم بأن دعوة الإسلام الآن بلغت كل بلاد الدنيا, وأتبع كلامه بقوله : القرآن والحمد لله يذاع من كل البلاد الإسلامية إلى كل أقطار الدنيا, وأنا أجبت بما خلاصته, يا أستاذ أنت تقول القرآن وأنا أقول: معك كما قلت, لكن العرب كشعب أو كأمة فيهم الآن من لا يفهم القرآن, فكيف تريد من الأعاجم الألمان والبريطان والأمريكان أن يفهموا القرآن بلغة القرآن وغير مترجم إلى لغتهم على الأقل, كيف تقوم الحجة على هؤلاء بأن يسمعوا القرآن يتلى بلغة القرآن, هذا لا يعني أنه أقيمت الحجة عليهم, ولذلك فأنا أقول : لا بد من أن يفهم الذي بلغته الحجة, أن يفهمها, وأنا أضيف شيئا آخرو ليس كل من ينقل الحجة يحسن نقلها, قد يكون الذي نقلت إليه الحجة يفهمها لكن قد يكون الناقل لم يحسن نقلها ولذلك فقيام الحجة على شخص ما ليس من السهل نحن أن نقول أقيمت الحجة على فلان, ولذلك أنا كثير ما أعترض على بعض إخواننا المبتدئين في طلب العلم والسالكين معنا في هذا الدرب على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح, ومتحمسين فيقول أحدهم أنا البارحة اجتمعت مع الشيخ الفلاني أو الدكتور الفلاني وناقشته في مسألة الاستغاثة بغير الله أو التوسل أو ما شابه ذلك, وقلت هذا لا يجوز هذا حرام هذا شرك إلى آخره, وهو يصلي بنا إمام وأنا أقمت الحجة عليه, فهل تجوز صلاتي خلفه.؟
فأنا أقول : أنت كيف تتصور أنك أقمت الحجة عليه وأنت بعد لا تزال على التعبير السوري في الرقراق, يعني في الضحضاح, يعني في أول العلم, فما ينبغي أن نتصور أن كل طالب علم يستطيع أن يقيم الحجة على المسلم الضال فضلا عن الكافر المشرك, لكن كل إنسان مكلف أن يبلغ ما يستطيع, أما هل قامت الحجة عليه أو لم تقم, هذا علمه عند ربي, ولذلك أنا ما أتصور أن كل شخص أفهم الحجة وبالتالي قامت عليه الحجة, ولكننا نقول: من علم الله عزّ وجل منه أنه قامت الحجة عليه وتبينت له وجحدها, فهو الذي يحكم عليه بالنار يوم القيامة, ولذلك كما تعلمون جميعا أن الكفر مشتق من معنى التغطية, فيعني حينما نقول فلان كافر يعني تبين له الحق ثم حاد عنه, ولذلك قال تعالى: (( وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )) فأي كافر بلغته حجة الله عزّ وجل وفهمها جيدا ثم جحد فهذا الذي يعذب, ولذلك ربنا عزّ وجل وصف بعض أهل الكتاب بقوله ويعني نبيه عليه السلام: (( يعرفونه كما يعرفون أبناءهم )) فهم يعرفون أن محمدا عليه السلام رسول وصادق ومبعوث إلى الناس كافة وليس إلى العرب كما قالت بعض الطوائف من اليهود, لا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم, لكن مع ذلك تعصبوا لمن كانوا ينتظرونه يبعث منهم وفيهم, هذا هو الذي أعتقده بالنسبة لسؤالك المذكور آنفا.
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 616
- توقيت الفهرسة : 00:24:02
- نسخة مدققة إملائيًّا