من المعلوم أن الزمن يتطور ويتغير وبتطوره تستجد أشياء وتحدث كالمعاملة مع البنوك والحكم بغير ما أنزل الله فما هو الموقف الصحيح السليم للمسلم.؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من المعلوم أن الزمن يتطور ويتغير وبتطوره تستجد أشياء وتحدث كالمعاملة مع البنوك والحكم بغير ما أنزل الله فما هو الموقف الصحيح السليم للمسلم.؟
A-
A=
A+
الشيخ : تفضل إيش عندك ؟

السائل : أحسنتم يا شيخ , شيخ سؤال عملي نوعًا ما النظرة السلفية لمشاكل العصر ، طبعًا نحن كما تعلم الزمن يتطور والناس تستجد عليهم مشاكل عديدة لم تكن على عهد السابقين , وعندما تأتي مشكلة ما ونسمع فيها حلول أو اجتهادات الفقهاء نرى دائمًا اجتهاد إخواننا السلفيين يكون من حيث التسهيل للناس ... .

الشيخ : من حيث إيش ؟

السائل : من حيث تسهيل الأمر على الناس ، تراهم في آخر اللستة , بمعنى آخر ... .

الشيخ : ما فهمت ، عفوًا ، اللفظة ما فهمتها من حيث إيش ؟

السائل : تيسير الأمر أو حل هذه المعضلة .

الشيخ : آه ، من حيث التيسير طيب .

السائل : ترى أن الحلول التي تطرح من مختلف الفقهاء ترى أن الحل السلفي ... .

الشيخ : فيه تشديد .

السائل : فيه تشديد , فإذا عرفنا وعلمنا أن مشاكل العصر الحالي لا يمكن أن تنتقل نقلةً نوعية مما هي فيها من مأزق إلى الكمال ، بمعنى إذا أردنا أن ننشئ بنك إسلامي ، لا يمكن أن نضعه مائة بالمائة على حسب الأصول الإسلامية في التعامل نظرًا لاشتباك القضية التجارية بالقوانين الربوية الأخرى ، فترى أن حلول إخواننا السلفيين دائمًا يأتي تقليدي ويريدون الإسلام مائة بالمائة ، مما يجعلهم في آخر المصاف من حيث الحل , وبالتالي لا يأخذ فيه كثير من الناس ويتهموا بالتشديد ، أفلا يعني هذا أنه عندما ننظر في هذه المسائل من حيث القياس والاجتهاد على أن نراعي هذه النقلة , ونراعي أهمية إعطاء الفرصة لهذه المؤسسة أو لهذه المشكلة بالحلول المطروحة المؤقتة إلى أن تثمر ؟

الشيخ : ما أدري إذا كان فهمي لما عرضته من البيان صوابًا أم خطأ ، بمعنى : يعني ولو بارتكاب ما حرم الله ، تريد أن تقول ؟

السائل : ليس بهذا المعنى بارتكاب ، لكن الأمور فيها اضطراريات كثيرة ، يعني تأتي إلى إنشاء بنك إسلامي ... .

الشيخ : لا ، لا , ما تعيد كلامك إذا سمحت ، إنما أنت تجيبني عن سؤالي .

السائل : طيب ، كيف حقيقة ارتكاب المحظور الإنسان لا يريد أن يرتكب ما فيها مسلم مجتهد .

الشيخ : معليش ، معليش أنت الآن لا تعمل محاضرة جواب على سؤال ، ولو بارتكاب المحرم تقول نعم ، تقول لا .

السائل : لا ، ليس بارتكاب المحظور .

الشيخ : إذًا ، إذًا أولئك الذين ييسيرون وهؤلاء الذين تصفهم بأنهم مشددون ما هو الخلاف بينهم ؟ هل أولئك الميسرون يعني طبعوا على التيسير ولو كان هذا التيسير مخالفًا للشرع ، وهؤلاء المشددون طبعوا بالتشديد ولو كان موافقًا للشرع ، أم القضية بالعكس ؟

السائل : لا أظن إخواننا الفقهاء ينظرون إليها بهذا المنظار وإنما هي قضية أنه أنت الآن في مشكلة في عدة حلول ، ما يمكن أن تنتقل نقله ... .

الشيخ : بارك الله فيك يا أستاذ عادل ، أنت تعيد كلامك ، أنا أوافق معك وأوقع على بياض لا يمكن النقل طفرة واحدة ؛ لأنه الإسلام ما جاء هكذا ، صحيح أم لا ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ولكن أنا أخشى من هذا الكلام لأني سمعته من غيرك وأرجو أن لا أسمعه منك ، ولذلك أتثبت بالسؤال ، أنه قد يرى بعضهم اليوم التدرج في تحريم الخمر ، كما وقع في العهد الأول ، وعلى ذلك فقس الأحكام الشرعية الأخرى ، أظنك أنت ما تعني هذا .

السائل : قطعا .

الشيخ : إذًا إذا كنت لا تعني هذا ما الذي تعنيه ؟ ما أدري أما أنا أفهم الموضوع كما يأتي أولئك الذين تظن أنت أو غيرك ييسرون على الناس بتعدي حدود الله ، باسم قاعدة عامة يطبقونها في غير موضعها : يسروا ولا تعسروا ، وأنا أضرب لك مثلاً بسيطًا جدًا في العبادات ، في العبادات ؛ لأنها مسألة واضحة , يمكن وزارات الأوقاف في العالم الإسلامي اليوم كلها متشابهة ، وإن كان بعضها أحسن من بعض ، بعضها أسوأ من بعض ، أنتم تعلمون مثلاً أن السنة في القراءة في صلاة الفجر إطالتها ، بخلاف بقية الصلوات على التفاوت المعروف في السنة بينها ، فإذا كان هناك إمام حريص إلى حدٍ ما على تطبيق السنة يقرأ بالناس في صلاة الفجر أقل من السنة ثلاثين آية ، رأسًا ترفع شكوى من بعض الكسالى - يرحمك الله - وينبغي أنت بالرغم أنك متوجه إليَّ بكليتك ، كما أنا متوجه إليك بكليتي أن تقول له يرحمك الله ، تدري لم ؟ لأن تشميت العاطس فرض عيني .

السائل : حق على كل من سمع .

الشيخ : أيوه - بارك الله فيك - فرض عيني ، وهذا من الأحكام المجهولة في هذا الزمان ، لكن إن لم تتجاوب معي فحسيبك الله - مش أنا يعني ، يضحك الشيخ رحمه الله - طيب .

الشاهد رجل من الكسالى الذين يصلون خلف الإمام الذي يقرأ دون السنة ، يقدم شكوى إلى الأوقاف بأن فلانا يطيل علينا ، ماذا يأتي الأمر من الأوقاف ؟ قال عليه الصلاة والسلام - يا مسلمون أنتم أئمة ، أنتم كذا -: ( من أم فليخفف , فإن وراءه المريض والكبير وذا الحاجة ) ونحو ذلك ، هذا لعب بالنصوص ، وكذلك يفعلون بالأحكام المالية تماما ، يأخذون بعض النصوص العامة ويتركون النصوص الخاصة الذي قاله عليه السلام : ( من أم فليخفف ) قال ذلك بمناسبة شكوى صدرت من أحدهم في إمام هو معاذ بن جبل ، لما افتتح في صلاة العشاء وليس في صلاة الفجر سورة البقرة ، وخلفه رجل شاب من الأنصار ، قطع الصلاة وصلى وحده وانصرف ، وأحس بذلك معاذ ، فأخذ ينال منه ، ويقول هذا منافق ، عذر معاذ أنه ترك صلاة الجماعة , الله أكبر ! صلاة واحدة صار منافقًا ! شوف كيف كانوا يزنون الأمور ، الآن ما يصلي بالمرة ما أحد يقول عنه منافق ، يصلي لكن ما أحد يشوفه في المسجد ، ما أحد يقول عنه منافق إلى آخره .

وصل إلى مسامع هذا الأنصاري سب معاذ له فشكاه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : يا رسول الله إننا أصحاب نواضح نعمل في النهار ، ثم نأتي لنصلي وراء معاذ فيطيل بنا في القراءة في الصلاة ، فأرسل وراءه ، فقال عليه السلام : ( أفتان أنت يا معاذ ! , أفتان أنت يا معاذ ! , أفتان يا معاذ ! بحسبك أن تقرأ بالشمس وضحاها ، والليل إذا يغشى ، ونحوها من السور ) هذا في صلاة العشاء ، ثم قال عليه السلام : ( من أم فليخفف ) فلو أن إمامًا في صلاة العشاء قرأ مثل ما الرسول خفف حيقول الجمهور طولت علينا ، وحيقدموا شكوى للوزارة , فتأتي الوزارة وتأخذ طرف الحديث : ( من أم فليخفف ) يعني على كيفهم بقى ، أما التخفيف المقيد بالسنة لا يقيمون لها وزنًا ، ليه ؟ لأن الهدف يسروا ولا تعسروا ، فاهم أنت عليَّ الآن ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، هذا مثال يقع تمامًا في المعاملات الربوية اليوم التي قامت عليها البنوك التي تسمى بالبنوك الإسلامية ، البنوك الإسلامية ظاهرة عصرية في الحقيقة ، وهي لم تتبدل تبدلاً جذريًا إلا باللافتة ، وكثير من الأحكام لا تلتقي إلا مع بعض بالأقوال الشاردة الخارجة ، ليس فقط عن الكتاب والسنة بل عن أقوال الأئمة ـ يرحمك الله ـ يقول بها بعض المقلدين للأئمة وهم ليسوا مجتهدين ، والإنسان حين يقال أنه ليس مجتهدًا ذلك يساوي في لغة العلماء الحقيقيين أنه جاهل ، الرجل العالم الذي يقال أنه عالم وليس بمجتهد أي لا يستقي الأحكام الذي هو أولا يتعبد الله بها ، وثانيًا يُعبد الناس بها ، وإنما من قيل وقال ، هذا يسمى في لغة العلماء بأنه جاهل . ولو كانت عمامته كالبرج ، وجبته كالخرج ، هذا ليس عالما ، هم يقولون في كتاب القضاء : ولا يجوز تقليد الجاهل ، قال في الشرح أي المقلد ، لا يجوز تقليد الجاهل ، أي القضاء .

الحلبي : يعني تنصيبه شيخنا ؟

الشيخ : أيوه ، التنصيب نعم ، القاضي يجب أن يكون مجتهدًا ولا يجوز أن يكون مقلدًا ؛ لأن المقلد جاهل وهذا صحيح ؛ لأن المقلد الله يرحم ابن رشد الأندلسي جاء بمثال رائع جدًا ، يقول : مثل المقلد ومثل المجتهد ، كمثل صانع الخفاف وبائع الخفاف ، مثل المجتهد ومثل المقلد كمثل صانع الخفاف وبائع الخفاف ، يأتي الرجل بقياس لرجل غريبة قد تكون مثلاً قصيرة وضخمة ، وفي واحد عم يتطلع في رجله هلأ- يضحك الشيخ رحمه الله - شايف ضخمه وقصيرة وغليظة يأتي عند بائع الخفاف يتطلع في هالأقيسة المتعددة المتنوعة ما يلاقي , فيقول له عفوًا ما في عندي من المقياس هذا ، لكن يروح عند صانع الخفاف فيأخذ القياس تمامًا يفصل بها يجده تمام ، هذا مثل المقلد وهذا مثل المجتهد .

المجتهد هو المتشبع بنصوص الكتاب والسنة التي أنزلها الله - عزَّ وجلّ - لتكون كما يتفاخر به خطباؤنا ووعاظنا ومرشدونا وهم لا يعلمون هذه الحقيقة علمًا واقعيًا ، يتبجحون أن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان وهذا صحيح ، لكن بسبب جهلهم لهذه الحقيقة صاروا الآن - وهنا الشاهد - يحورون ... . مع متطلبات الزمان ، ومن هنا يأتي اليُسر ، لم يأت اليسر لأن الجماعة درسوا الكتاب ودرسوا السنة ، وجدوا فيها أدلة تيسر لهم بعض المعاملات التي هم يضطرون التعامل بها اليوم ، فلذلك يا أخي ما ينبغي نحن أن نظن في ناسٍ نراهم فعلاً يتشددون لأنهم يطبقون أحكام الشريعة ؛ وأن لا نعجب بأناسٍ يسيرون لأنهم يسيرون ، يجب أن نعلم هؤلاء الذين يشددون هل هو اجتهاد من عندهم ؟ أم هو تمسك منهم بنصوص كتاب ربهم وسنة نبيهم ؟ إن كان هذا هو التمسك فهذا واجب كل مسلم ، كذلك أولئك الناس الذين يقال إنهم ييسرون ، هل ييسرون بأدلة يقدمونها إلى الناس من الكتاب والسنة ؟ ولا هذه آراء ؟

نحن نعرف من كتب الفقه عجائب من الأمور ، عجائب جدًا , وأنا كنت اجتمعت مع رئيس البنك الإسلامي ، شو اسمه ؟ له كتاب في هذا .؟

الحلبي : صالح كامل .؟

الشيخ : يلي أسس البنك الإسلامي ، يمكن ... له كتاب أنا شفته , الشاهد فعرفت منه كيف أقام البنك الإسلامي ، أقامه على التلفيق ، كلما وجد قولاً في مذهب من المذاهب ييسر معاملة ربوية هو تبنى هذا القول وجعله نظامًا وقاعدة ، وهو ما جاء بشيء فعلاً ما جاء بشيء ، والتاريخ العصري أو المعاصر يشهد أن أحد علماء الأزهر في زمن الخديبي تبع مصر قال له : ضع أي قانون تريده ، ونحن مستعدون أن نسند هذا القانون بنصوص شرعية من علمائنا ، وهذا صحيح ، ليه ؟

أضرب أنا الآن مثلا واقعي : هل هناك إذاعة من السعودية وأنت نازل لا تذيع ما هو متفق على تحريمه بين المذاهب الأربعة من الملاهي والأغاني ؟ الجواب : لا ، لا توجد هذه الإذاعة - مع الأسف الشديد - ألا يوجد من يفتِ بجواز هذه الأغاني اليوم ! يوجد من يفتِ ؛ ما عمدته في ذلك ؟ قريب منكم ولعله بعيد عنكم ، قريب منكم أخونا وصديقنا يوسف القرضاوي الذي أصدر فتوى بالنسبة لذاك البريطاني الذي أسلم وكان مغنيًا ، هل تذكر اسمه ؟

الحلبي : يوسف إسلام .

الشيخ : نعم ، يوسف إسلام ، لقد أفتاه بأن يستمر في مهنته ، لماذا ؟ قال : لأنه لا يوجد نص قاطع ، هكذا يقول ، لا يوجد نص قاطع في تحريم آلات الطرب ، ولذلك هو لا يرى حرجًا بأن يظل هذا المسلم البريطاني، يتعاطى مهنة الغناء، ويأكل ويعايش نفسه وأهله. هذه فتوى صدرت من هذا الرجل ومثل الشيء الكثير الكثير، إذا سألته عن الحجة قال يا أخي المسألة مختلف فيها، هذا ابن حزم مؤلف رسالة في إباحة الملاهي ؛ وهذا صحيح.

لقد قال أحد العلماء الأذكياء : أنا احترت في أمري إن كنت مثلا سلفي يقولوا عني مجسم. وإن قلت حنفي يقولوا يستحل المسكر .وإن قلت أنا ظاهري يستحل الغناء وإن قلت... إلى آخره.

يشير إلى أن كل مذهب فيه ما فيه، مما لا يجوز أن يتبناه المسلم خاصة العالم. فأصبح اليوم حل المشاكل في البنوك وغير البنوك. في الأحكام، فيما يسمونه الأحوال الشخصي. كلها تحل بطريقة إيش التلفيق يأخذ كلمة من هنا وكلمة من هنا وكلمة من هنا ، لا هو حنفي لا هو شافعي، لا هو مالكي ولا هو إيش حنبلي، لكن هو يمشي على الأربع. تفهم عليُّ ؟ يمشي على الأربع.

أما واحد يقول لك قال الله قال رسول الله هذا ما يصنعه غير هؤلاء المتشددون، فلا تعجبن لأن الإسلام مما جاء فيه : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، فطوبى للغرباء، قالوا : من هم يا رسول الله. قال : هم ناس قليلون صالحون بين ناسس كثيرين , من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم ) هذه صفة متحققة تماما اليوم على هؤلاء الغرباء , كذلك صفة أخرى ( من هم الغرباء يا رسول الله .؟ قال : هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) .

باختصار إذا أخذنا مبدأ التيسير هكذا على الإطلاق، فهو سبب للخروج من الإسلام باسم الإسلام , ولعلك توافقني بأن أشد هؤلاء المحدثين اليوم ممن يقال إنهم علماء. أشدهم تيسيرا هو محمد الغزالي فهل معنى ذلك أنه هو مصيب وعلى خير وعلى صواب؟

الجواب لا. لأن هذا لا يقيم للسنة وزنا، وقد كنا نرى منه تلاميح نوجس منها خيفة، لكن الآن كشف القناع. وأظهر ما كان يبطن. فهذا أشد هؤلاء المعاصرين اليوم تيسيرا، لكن على حساب النصوص التي تخالف التيسير الذي يزعمه هو، لذلك نحن ننصح كل مسلم أن لا يغتر بشيء اسمه تيسير وآخر اسمه تشديد , وإنما عليه أن يحاول أن يفهم الشريعة سواء كانت موافقة له لهواه أو مخالفة، هذا هو , وأنا يعجبني من الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه عن رافع بن خديج يقول في حديث المزارعة أن الرسول عليه السلام نهانا عن شيء كان لنا فيه مصلحة لكن طواعية الله منا أوفق لنا أو كما قال ؛ شايف .؟ هذا هو الإسلام , نهاهم عن المزارعة نوعية من المزارعة , كان لهم فيها مصالح ... .

مواضيع متعلقة