بيان علو الله تعالى على خلقه والرد على المخالفين في ذلك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان علو الله تعالى على خلقه والرد على المخالفين في ذلك .
A-
A=
A+
الشيخ : خذوا مثلا عقيدة أو الإيمان بعلو الله عز وجل على خلقه أنا أعرف بالتجربة أن كثيرا من إخواننا الموحدين السلفيين يعتقدون معنا بأن الله عز وجل على العرش استوى دون تأويل ودون تكييف ولكنهم حينما يأتيهم معتزلي عصري أو جمهي عصري أو ماتريدي أو أشعري عصري فيلقي إليه شبهة قائمة على ظاهر آية لم يفهم معناها لا الموسوِس ولا الموسوَس إليه فيحار في عقيدته ويضل عنها بعيدا لماذا ؟ لأنه لم يتلق للعقيدة من كل الجوانب التي تعرض لبيانها كتاب ربنا وحديث نبينا حينما يقول المعتزلي المعاصر الله عز وجل يقول: (( أأمنتم من في السماء )) وأنتم تقولون إن الله في السّماء وهذا معناه أنكم جعلتم معبودكم في ظرف هو السماء المخلوقة ما أريد أن أخوض طويلا في هذه القضية لأن المقصود هو التذكير فقط وإلا فالبحث في هذه الجزئية يحتاج إلى جلسة خاصة أريد من المثال أن عقيدة التوحيد بكل لوازمها ومتطلباتها ليست واضحة في أذهان الذين آمنوا بالعقيدة السلفية لا أعني الآخرين الذين اتبعوا الجهمية أو المعتزلة أو الماتردية أو الأشاعرة في مثل هذه المسألة فأنا أرمي بهذا المثال إلى أن المسألة ليست باليسر الذي يصوره اليوم بعض إخواننا الدعاة الذين يلتقون معنا في الدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح أن الأمر ليس بهذه السهولة التي يدعيها بعضهم والسبب في هذا ما سبق بيانه مني من الفرق بين جاهلية المشركين الأولين حينما يدعون أن يقولوا لا إله إلا الله فيأبون لأنهم يفهمون معنى هذه الكلمة الطيبة وبين المسلمين المعاصرين اليوم حينما يقولون هذه الكلمة لكنهم يأبون معناه الصحيح هذا الفرق الجوهري هو الآن متحقق في مثل هذه العقيدة عقيدة علو الله عز وجل على مخلوقاته كلها فهذا يحتاج إلى بيان ولا يكفي أن يعتقد المسلم فقط معنى (( الرحمن على العرش استوى )) ومعنى ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) دون أن يعرف أن " في " هنا ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) ؛ في هذه الظرفية في هي كـ (في) في قوله تعالى: (( أأمنتم من في السماء )) أي من على المساء حتى إذا جاء ذلك المعتزلي أو الأشعري ووسوس إليه وقال له: أنتم تجعلون ربكم في ظرف في السماء فيكون الجواب عنده لا لا منافاة بين قوله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) وبين قوله: (( أأمنتم من في المساء )) لأن في هنا بمعنى على هناك والدليل كثير وكثير جدا منها هذا الحديث المتداول على ألسنة الناس هو بمجموع طرقه والحمد لله حديث صحيح ( ارحموا من في الأرض ) لا يعني الحشرات والديدان التي هي في الأرض وإنما من على الأرض من الإنسان والحيوان ( يرحمكم من في السماء ) أي من على المساء ، فمثل هذا التفصيل لابد أن يكون المستجيبون لدعوة الحق على بينة من الأمر ويقرِّب هذا أن تتذكروا حديث الجارية وهي راعية غنم كما تعلمون حينما سألها الرسول صلى الله عليه وآله سلم وأنتم إن شاء الله ذاكرون الحديث وإنما نذكر الشاهد منه ( قال لها أين الله؟ قالت في السماء ) لو سألت اليوم كبار شيوخ الأزهر أين الله ؟ لقالوا لك في كل مكان بينما جارية تحسن الجواب وهي جارية راعية غنم ما هو السبب لأنها كانت تعيش في جو بتعبيرنا العصري جو سلفي أي جو سني بالتعبير العام لأنها تخرجت كما يقولون أيضا اليوم من مدرسة الرسول صلى الله عليه وآله سلم ، هذه المدرسة لم تكن خاصة في بعض الرجال ولا في بعض النساء وإنما كانت تنتقل من ناس إلى ناس فتعم السّكان جميعهم من رجال ونساء ولذلك عرفت الجارية وهي راعية غنم العقيدة الصحيحة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله سلم في الكتاب وفي السنة اليوم لا يوجد شيء من هذا من هذا البيان وهذا الوضوح بحيث أنك لو سألت ما أقول راعية غنم بل لو سألت راعي أمة وجماعة قد يحار في الجواب كما يحار الكثيرون اليوم .

مواضيع متعلقة