بيان علو الله على خلقه .
A-
A=
A+
الشيخ : ... مختصر العلو للعلي الغفار فقد ذكر فيه الآيات التي تثبت لله عز وجل صفة أنه على المخلوقات كلها وأنه ليس في مكان والأحاديث الكثيرة والكثيرة الطيبة التي جاءت تتجاوب مع النصوص القرآنية بأن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها ثم الآثار السلفية من الصحابة والتابعين وأتباعهم إلى زمن الإمام الذهبي إلى ما بعد القرن السابع من الهجرة عشرات إن لم نقل مئات العلماء الذين يبطلون هذه الضلالة وهي قولهم: إن الله في كل مكان ويثبتون أن الله عزّ وجل فوق المخلوقات كلها ومن أوضح الأدلة التي اتفق علماء الحديث على تصحيحه وخلاصة هذا الحديث أن رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسمه معاوية بن الحكم السُلمي كان له جارية ترعى غنما له في أحد فسطا الذئب يوما على الغنم فغضب السيد ، سيد الجارية فصفعها صفعة في خدها وندم على ما فعل فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: " يا رسول الله إن عليّ عتق رقبة وعندي جارية " يسأله هل يجزي عنه أن يعتقها ويكون كفارة ما عليه من عتق قال: ( هاتها ) فلما جاء بها قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( أين الله ؟ ) قالت: في السماء قال لها: ( من أنا ؟ ) قالت: أنت رسول الله قال لسيدها: ( اعتقها فإنها مؤمنة ) اعتبر رسول الله شهادة الجارية بأن الله في السماء أنها ليست تشهد فقط بلسانها أن لا إله إلا الله بل هي تؤمن بأنه واحد في ذاته واحد في عبادته واحد في صفاته لأنها تؤمن بقول ربها في القرآن الكريم: (( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور * أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا فستعلمون كيف نذير )) هذا هو الجواب في بيان بطلان قول كثير من الناس حديثا وقديما: إن الله عز وجل في كل مكان فإياكم أن تقعوا في هذه الضلالة لأننا نسمعها نكون في مجلس فكأنه يذكر الله ويقول: " الله موجود في كل الوجود " ألا تسمعون هذه الكلمة ؟ هذا هو معناه " الله موجود في كل الوجود " هناك وجودان أحدهما واجب الوجود وهو الله كان ولا شيء معه كما سمعتم ، الوجود الثاني هو الوجود الممكن وهو المخلوق فنحن لنا وجود ولله عز وجل الوجود الأزلي لا أول له ولا آخر فإذًا فالله موجود في كل الوجود يعني ومن الوجود هذا الذي نحن فيه الآن هذا معنى تلك الضلالة " الله موجود في كل مكان " فإياكم أن تقولوها صريحة الله موجود في كل مكان أو الله موجود في كل وجود لا, هذا ضلال ما بعده ضلال لأنه ينافي ما ذكرناه مما جاء في القرآن والسنة والآثار السلفية أن الله عز وجل فوق المخلوقات كلها .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 742
- توقيت الفهرسة : 00:00:52
- نسخة مدققة إملائيًّا