كيف نرد على من يقول أن مذهب السلف هو التفويض في المعنى ويستدل على ذلك بروايات عن الأئمة المتقدمين كالإمام أحمد في قوله: " أمروها كما جاءت بلا تفسير "
A-
A=
A+
السائل : شيخنا طبعا أنا أحببت أن أسأل هذا السؤال لعلاقته بالأسئلة السابقة وهي كثيرا ما يزعم أن مذهب السلف هو مذهب هو التفويض في الصفات ويستندون لذلك ببعض أقوال لأهل العلم
الشيخ : لأهل مين ؟
السائل : للأئمة كالإمام أحمد كقوله: " أمروها كما جاءت بلا تفسير " شيخنا لو توجهوا هذه الأقوال خاصة و أنها ثابتة عن الإمام أحمد وغيره نرجوا منكم بيان هذه المسألة وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : سبق أن تكلمنا عن هذه المسألة وجوابا عنها نقول إن السلف كما جاء في كتب أئمة الحديث وكما جاء في بعض كتب الأشاعرة كالحافظ ابن حجر العسقلاني فهو من حيث الأصول والعقيدة هو أشعري على علمه وفضله فهو قد ذكر في أكثر من موضع واحد من كتابه العظيم المسمى بفتح الباري أن عقيدة السلف فهم الآيات على ظاهرها دون تأويل و دون تشبيه فقول الإمام أحمد: " أمروها كما جاءت " أي افهموها كما جاءت دون أن تتعمقوا في محاولة معرفة الكيفية والذين يقولون مذهب السلف هو التفويض .
أولا يلزمهم أمران اثنان وكما يقال أحلاهما مر يلزمهم أن الآيات التي وصف الله عز وجل نفسه بها فضلا عن الأحاديث الكثيرة التي وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه فيها كل هذه النصوص معناها على مذهب التفويض أننا لا نفهم هذه النصوص بل ولا ندري لماذا ربنا عز وجل أنزلها في كتابه ولا ندري لماذا نبيه وصف ربه بهذه الصفات والواجب علينا أن لا نفهم هذه الصفات المذكورة في القرآن والسنة علما أن الله عز وجل نعى على قوم أنهم لا يهتمون بفهم القرآن الكريم حينما قال رب العالمين: (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) بلا شك أن أعظم شيء يتعلق بهذا الإسلام هو معرفة الرب الذي شرع هذا الدين وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام فحينما يقال في آيات الصفات وفي أحاديث الصفات لا نفهم منها شيئا إذًا هم لم يعتبروا بمثل قوله في الآية السابقة (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) ، ويشملهم أيضا (( أم لهم قلوب لا يفقهون بها )) (( وما يعقلها إلا العالمون )) والآيات كلها إنما أنزلت لتعقل وتفهم عن الله عز وجل فإن كانت متعلقة بالعقيدة تبناها عقيدة , وإن كانت متعلقة بالأحكام تبناها وعمل بها . إذن إذا كانت الآيات المتعلقة بصفة الله عز وجل لا تفهم فإذن نحن لا ندري عن ربنا شيئا إلا أن له وجودا وعلى هذا هناك صفات مجمع بين العلماء حتى على علماء الخلف مثلا (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، هل نفهم من السميع أن نفوض فنقول لا ندري ما هو أو ما هي صفة السمع البصير لا ندري ما هي صفة البصير والقدير والحكيم والعليم إلى آخره معنى ذلك التفويض المزعوم أننا لا نفهم شيئا من هذه الصفات إذًا آمنا برب موجود لكن لا نعرف له صفة من الصفات وحينئذ كفرنا برب العباد حينما أنكرنا الصفات بزعم التفويض هذا هو الذي يرد أولا على أولئك المفوضة زعموا الشيء الثاني إذا قال الإمام أحمد أو غيره: " أمروها كما جاءت " ترى قبل الإمام أحمد إمام دار الهجرة وهو الإمام مالك رحمه الله تعالى هل كان على هذا المذهب حينما جاءه ذاك السائل فقال له يا مالك يا مالك: (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ قال: الاستواء معلوم فالاستواء معلوم لا يعني الاستواء مفوض معناه لا قال: الاستواء معلوم وهو العلو لكن الكيف مجهول وهذا هو مذهب السلف ولذلك كان تمام كلام الإمام مالك رحمه الله أن قال: " أخرجوا الرجل فإنه مبتدع " لم يكن هذا الرجل السائل مبتدعا لأنه سأل عن معنى خفي عليه من قوله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) وإنما أُخرج وبُدّع لأنه سأل عن كيفية الاستواء فكان قول الإمام مالك هذا هو الذي يمثل منهج السلف الصالح والمتبعين له بإحسان إلى يوم الدين و هو أن معاني آيات الصفات وأحاديث الصفات مفهومة لغة لكن كيفيانها مجهولة تماما فلا يعرف كيفية الذات إلا صاحب الذات ولا يعرف كيفية الصفات إلا الذات نفسها لكن الاستواء معلوم والسمع معلوم والبصر معلوم والعلم معلوم و و إلى آخره ولذلك فأنا أعتقد أن تفسير كلمة الإمام أحمد " أمروها كما جاءت " هو بأنها تعني عدم فهم الآيات وأن نقول الله أعلم بمراده كما يزعم الخلف هذا هو أصل التعطيل المؤدي إلى جحد الخالق سبحانه وتعالى ولذلك فأنا يعجبني كلمة الإمام شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله وأكررها على مسامعكم لتحفظوها لأن فيها جماع هذه المسألة في كلمتين اثنتين يقول رحمه الله: " المشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما " فالله إذا قال إنسان ليس فوق وليس تحت وليس يمين وليس يسار وليس وليس داخل العالم ولا خارجه كما يقول بعض المبتدعة الضالين في هذا البلد خاصة يزعمون بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه هذا وصف للمعدوم الذي لا وجود له لو قيل لإنسان ما العدم شيء ماذا تتصورون يكون الجواب؟ هل هو شيء؟ لا شيء ! العدم لا شيء إذا قيل هذا العدم الذي لا شيء هل هو داخل العالم أو خارجه هل يصح هذا الوصف ؟
الحضور : لا يصح .
الشيخ : لا يصح , طيب فإذا كان هناك شيء له وجوده وله كيانه فهل يقال إنه ليس داخل العالم وليس خارج العالم كذلك لا يقال ! إذا من هنا قال ابن تيمية رحمه الله: " والمعطل يعبد عدما " أي شيئا لا وجود له وقد قلنا في بعض المناسبات الكثيرة أن حديث عمران بن حصين رضي الله عنه المروي في صحيح البخاري أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن العرش وعما خلق الله بعد العرش قال وعما كان قبل العرش فقال عليه الصلاة والسلام: ( كان الله ولا شيء معه ) (ولا شيء معه) أي لا مخلوقات أي هو كان ولا مخلوق ثم خلق العرش ثم خلق السموات والأرض فإذا حينما خلق السموات والأرض كان الموجود بإيجاد الله إياه لا شك ولا ريب أن الله والحالة هذه ليس في المخلوقات أما أن يقال إنه ليس خارج المخلوقات فهذا جحد لوجود الله عز وجل لأنه كان ولا مخلوقات ولا عرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض إلى آخره لذلك نحن نقول: عاقبة التأويل هو التعطيل لهذا يقول ابن تيمية المجسم يعبد صنما وهذا حرام لا شك لأن الله يقول: (( ليس كمثله شيء )) والمعطل يعبد عدما أي شيئا لا وجود له فآمنوا بالله ورسوله على أساس من الفهم للآيات على الأسلوب العربي الذي كان عليه سلفنا الصالح أولا مع الاحتفاظ بأن حقائق هذه الصفات وهذه الأسماء لا يعرفها إلا الله تبارك وتعالى .
السائل : شيخنا لو سمحت بارك الله فيك كمان إثبات أن الإمام أحمد رضي الله عنه ورحمه الله تعالى يعرف ويفهم معنى (( الرحمن على العرش استوى )) عندما أثبت أن الله عزو جل فوق السماء بذاته قيل له: يا إمام ماذا تقول في قول الله تعالى: (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ... )) قال: بعلمه إلى آخر الآيات فهذا أيضا يدل على أن الإمام أحمد يفهم ويعرف معنى قول الله تبارك و تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) .
الشيخ : يا سيدي أن يقال إن السلف ما فسروا هذا جحد لحقيقة تشبه جحد البدهيات من الأمور .
الشيخ : لأهل مين ؟
السائل : للأئمة كالإمام أحمد كقوله: " أمروها كما جاءت بلا تفسير " شيخنا لو توجهوا هذه الأقوال خاصة و أنها ثابتة عن الإمام أحمد وغيره نرجوا منكم بيان هذه المسألة وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : سبق أن تكلمنا عن هذه المسألة وجوابا عنها نقول إن السلف كما جاء في كتب أئمة الحديث وكما جاء في بعض كتب الأشاعرة كالحافظ ابن حجر العسقلاني فهو من حيث الأصول والعقيدة هو أشعري على علمه وفضله فهو قد ذكر في أكثر من موضع واحد من كتابه العظيم المسمى بفتح الباري أن عقيدة السلف فهم الآيات على ظاهرها دون تأويل و دون تشبيه فقول الإمام أحمد: " أمروها كما جاءت " أي افهموها كما جاءت دون أن تتعمقوا في محاولة معرفة الكيفية والذين يقولون مذهب السلف هو التفويض .
أولا يلزمهم أمران اثنان وكما يقال أحلاهما مر يلزمهم أن الآيات التي وصف الله عز وجل نفسه بها فضلا عن الأحاديث الكثيرة التي وصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم ربه فيها كل هذه النصوص معناها على مذهب التفويض أننا لا نفهم هذه النصوص بل ولا ندري لماذا ربنا عز وجل أنزلها في كتابه ولا ندري لماذا نبيه وصف ربه بهذه الصفات والواجب علينا أن لا نفهم هذه الصفات المذكورة في القرآن والسنة علما أن الله عز وجل نعى على قوم أنهم لا يهتمون بفهم القرآن الكريم حينما قال رب العالمين: (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) بلا شك أن أعظم شيء يتعلق بهذا الإسلام هو معرفة الرب الذي شرع هذا الدين وعلى لسان نبيه عليه الصلاة والسلام فحينما يقال في آيات الصفات وفي أحاديث الصفات لا نفهم منها شيئا إذًا هم لم يعتبروا بمثل قوله في الآية السابقة (( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) ، ويشملهم أيضا (( أم لهم قلوب لا يفقهون بها )) (( وما يعقلها إلا العالمون )) والآيات كلها إنما أنزلت لتعقل وتفهم عن الله عز وجل فإن كانت متعلقة بالعقيدة تبناها عقيدة , وإن كانت متعلقة بالأحكام تبناها وعمل بها . إذن إذا كانت الآيات المتعلقة بصفة الله عز وجل لا تفهم فإذن نحن لا ندري عن ربنا شيئا إلا أن له وجودا وعلى هذا هناك صفات مجمع بين العلماء حتى على علماء الخلف مثلا (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) ، هل نفهم من السميع أن نفوض فنقول لا ندري ما هو أو ما هي صفة السمع البصير لا ندري ما هي صفة البصير والقدير والحكيم والعليم إلى آخره معنى ذلك التفويض المزعوم أننا لا نفهم شيئا من هذه الصفات إذًا آمنا برب موجود لكن لا نعرف له صفة من الصفات وحينئذ كفرنا برب العباد حينما أنكرنا الصفات بزعم التفويض هذا هو الذي يرد أولا على أولئك المفوضة زعموا الشيء الثاني إذا قال الإمام أحمد أو غيره: " أمروها كما جاءت " ترى قبل الإمام أحمد إمام دار الهجرة وهو الإمام مالك رحمه الله تعالى هل كان على هذا المذهب حينما جاءه ذاك السائل فقال له يا مالك يا مالك: (( الرحمن على العرش استوى )) كيف استوى؟ قال: الاستواء معلوم فالاستواء معلوم لا يعني الاستواء مفوض معناه لا قال: الاستواء معلوم وهو العلو لكن الكيف مجهول وهذا هو مذهب السلف ولذلك كان تمام كلام الإمام مالك رحمه الله أن قال: " أخرجوا الرجل فإنه مبتدع " لم يكن هذا الرجل السائل مبتدعا لأنه سأل عن معنى خفي عليه من قوله تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) وإنما أُخرج وبُدّع لأنه سأل عن كيفية الاستواء فكان قول الإمام مالك هذا هو الذي يمثل منهج السلف الصالح والمتبعين له بإحسان إلى يوم الدين و هو أن معاني آيات الصفات وأحاديث الصفات مفهومة لغة لكن كيفيانها مجهولة تماما فلا يعرف كيفية الذات إلا صاحب الذات ولا يعرف كيفية الصفات إلا الذات نفسها لكن الاستواء معلوم والسمع معلوم والبصر معلوم والعلم معلوم و و إلى آخره ولذلك فأنا أعتقد أن تفسير كلمة الإمام أحمد " أمروها كما جاءت " هو بأنها تعني عدم فهم الآيات وأن نقول الله أعلم بمراده كما يزعم الخلف هذا هو أصل التعطيل المؤدي إلى جحد الخالق سبحانه وتعالى ولذلك فأنا يعجبني كلمة الإمام شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله وأكررها على مسامعكم لتحفظوها لأن فيها جماع هذه المسألة في كلمتين اثنتين يقول رحمه الله: " المشبه يعبد صنما والمعطل يعبد عدما " فالله إذا قال إنسان ليس فوق وليس تحت وليس يمين وليس يسار وليس وليس داخل العالم ولا خارجه كما يقول بعض المبتدعة الضالين في هذا البلد خاصة يزعمون بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه هذا وصف للمعدوم الذي لا وجود له لو قيل لإنسان ما العدم شيء ماذا تتصورون يكون الجواب؟ هل هو شيء؟ لا شيء ! العدم لا شيء إذا قيل هذا العدم الذي لا شيء هل هو داخل العالم أو خارجه هل يصح هذا الوصف ؟
الحضور : لا يصح .
الشيخ : لا يصح , طيب فإذا كان هناك شيء له وجوده وله كيانه فهل يقال إنه ليس داخل العالم وليس خارج العالم كذلك لا يقال ! إذا من هنا قال ابن تيمية رحمه الله: " والمعطل يعبد عدما " أي شيئا لا وجود له وقد قلنا في بعض المناسبات الكثيرة أن حديث عمران بن حصين رضي الله عنه المروي في صحيح البخاري أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن العرش وعما خلق الله بعد العرش قال وعما كان قبل العرش فقال عليه الصلاة والسلام: ( كان الله ولا شيء معه ) (ولا شيء معه) أي لا مخلوقات أي هو كان ولا مخلوق ثم خلق العرش ثم خلق السموات والأرض فإذا حينما خلق السموات والأرض كان الموجود بإيجاد الله إياه لا شك ولا ريب أن الله والحالة هذه ليس في المخلوقات أما أن يقال إنه ليس خارج المخلوقات فهذا جحد لوجود الله عز وجل لأنه كان ولا مخلوقات ولا عرش ولا كرسي ولا سماء ولا أرض إلى آخره لذلك نحن نقول: عاقبة التأويل هو التعطيل لهذا يقول ابن تيمية المجسم يعبد صنما وهذا حرام لا شك لأن الله يقول: (( ليس كمثله شيء )) والمعطل يعبد عدما أي شيئا لا وجود له فآمنوا بالله ورسوله على أساس من الفهم للآيات على الأسلوب العربي الذي كان عليه سلفنا الصالح أولا مع الاحتفاظ بأن حقائق هذه الصفات وهذه الأسماء لا يعرفها إلا الله تبارك وتعالى .
السائل : شيخنا لو سمحت بارك الله فيك كمان إثبات أن الإمام أحمد رضي الله عنه ورحمه الله تعالى يعرف ويفهم معنى (( الرحمن على العرش استوى )) عندما أثبت أن الله عزو جل فوق السماء بذاته قيل له: يا إمام ماذا تقول في قول الله تعالى: (( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ... )) قال: بعلمه إلى آخر الآيات فهذا أيضا يدل على أن الإمام أحمد يفهم ويعرف معنى قول الله تبارك و تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )) .
الشيخ : يا سيدي أن يقال إن السلف ما فسروا هذا جحد لحقيقة تشبه جحد البدهيات من الأمور .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 738
- توقيت الفهرسة : 00:19:45
- نسخة مدققة إملائيًّا