تتمة الكلام على مذهب السلف الصالح في إثبات الصفات .
A-
A=
A+
الشيخ : ... فهم يفسرون السميع البصير على تفسير السلف تماما ولا يفوضون, هذا المذهب الأول وهو الإيمان بكل آيات الصفات وأحاديث الصفات بمعانيها المعروفة لغة, مع تنزيه الله عز وجل فيها عن مشابهته للمخلوقات, الفهم اللغوي مع التنزيه.
مذهب الخلف تارة مع السلف بفهموا وينزهوا , وتارة يؤلوا بل يعطلون, فهما مذهبان, مذهب الفهم لآيات الصفات وأحاديث الصفات مع التنزيه, وفهم ثان تأويلها وعدم التسليم بمعانيها الظاهرة ولو كانت مقرونة بالتنزيه, مذهب لا من هؤلاء ولا من هؤلاء, مذهب المفوضة.
المفوضة لا يفهمون من آيات الصفات شيئا إطلاقا, ويقولون : الله أعلم بمراده؛ فهم خالفوا السلف وخالفوا الخلف, خالفوا السلف لأنهم يقولون ربنا كلمنا بلسان عربي مبين فنحن نفهم وهو السميع البصير, أن السميع هو غير البصير, وأن السمع له علاقة بسمع الأصوات, والبصر له علاقة برؤية الموجودات, هذا هو المعنى العربي, لكن سمعه ليس كسمعنا, وبصره ليس كبصرنا, قلنا إن الخلف التقوا مع السلف في بعض هذه الآيات كالآية المذكورة آنفا, لكن اختلفوا معهم في آيات أخرى, كإثبات اليدين لله عز وجل وإثبات العين أو العينين, وإثبات العلو والاستواء على العرش, فالسلف فسروا هذه المعاني على ضوء (( ليس كمثله شيء )) .
أما الخلف فأولوها فقالوا: الاستواء مثلا معناه الاستيلاء, قالوا في إثبات اليد (( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )) فأولوها, ما أثبتوا لله عز وجل اليدين اللتين تتناسبان مع عظمته وجلاله, فلا تشبهان ايدي البشر, الخلف هنا خالفوا السلف بإيمانهم بصفة السمع والبصر بالمعنى العربي مع التنزيه, هنا أولوا, أما المفوضة هم يقولون لا ندري لا ندري لا ندري, ولذلك فهؤلاء يعني إذا قالوا وهذا يوجد اليوم, ناس من الكتاب المعاصرين, خاصة من بعض الأحزاب الإسلامية يدعون أن التفويض هو مذهب السلف, وهذا كذب عليهم, السلف يعرفون شو معنى السميع البصير, يعرفون معنى (( الرحمن على العرش استوى )) لكنهم ينزهون, لأنهم يأخذون القرآن جملة وتفصيلا, لا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض, فالتفويض إذن لا يجوز نسبته إلى السلف, فهو كذب وافتراء عليهم.
ولذلك قلت لك كيف تستدل بالأثر المذكور عن مالك : " الاستواء معلوم " هذا دليل على أنهم كانوا لا يفوضون, كانوا يفسرون القرآن باللغة العربية, بل لا يفسرون لأن الأمر واضح, ولذلك قال له, ما قال له الاستواء والاستعلاء كما قلت أنت, لكنه قال الاستواء معلوم, عم تسأل عن الاستواء والاستواء معلوم وهو العلو, وهذا ما صرح به الإمام البخاري عن بعض السلف, (( ثم استوى على العرش )) أي استعلى, لكن مذهب مالك يتابع كلامه فيقول : " والكيف مجهول " إذا كان هناك تفويض فهنا التفويض, أي التفويض في الكيفية لا بالحقيقة, فكيفية الاستواء مجهول أما الاستواء نفسه فمعلوم, كالاستواء مثلا ليس هو النزول, هذا عربية, الاستواء ليس هو النزول بل هو ضد النزول, لأنه يأتي في معنى الصعود, (( ثم استوى إلى السماء )) أي صعد إليها, الاستواء هنا في آية (( ثم استوى على العرش )) معناه معروف لغة, لكن كيف استوى قال: " الكيف مجهول " فإذا أريد بالتفويض تفويض حقائق الصفات الإلهية هذا صحيح مسلم فيه تماما.
السائل : يعني هم يعنون الكلام عن كيف؟
الشيخ : كيف ما أحد تكلم من السلف في الكيف أبدا, أي نعم السؤال هنا عن الكيف, لذلك أجاب أن الاستواء معلوم والكيف مجهول؛ فإذن السلف يثبتون معاني آيات الصفات وأحاديث الصفات, لكن يفوضون كيفية هذه الصفات, وهذا هو المذهب الحق, وإلا لزم منه أمور, لا يتحملها إنسان مسلم أبدا من الضلال.
السائل : هل وارد أخبار أو آثار عن الصحابة أنهم كانوا يفهمون هذه الآيات, يعني لله يد ليست كيد المخلوقين, لانه اللغة العربية تحتمل كلمة اليد, تجد كأمور المعطلة أي أنها القدرة, أو يعني اليد جاي بالنسبة لنا كبشر فلله يد نحن نقول: لله يد ولكنها ليست كأيدي المخلوقات, يد يعني حقيقة ولكنها ليست كأيدي المخلوقات, من معاني اللغة العربية أيضا كلمة اليد تحتمل القدرة والغلبة , فلماذا نحن لا نقول إن هذا القول الثاني أيضا, ولو أنه في معنى الأسماء والصفات وإن كان هو يجب التعطيل صراحة, لأنه ليس لله يد, ولكنه الغلبة والقهر ... ؟
الشيخ : طيب لله يد؟
السائل : نعم.
الشيخ : تسلم لله الغلبة, لله القدرة, هذا مسلم به لدى الجميع, دعه جانبا, فهل لله يد؟ وقف حمار الشيخ عند العقبة!
السائل : أنا لا, المفهوم الذي, المنهج الذي أخذنا عليه انه ما تقول لله يد, الله أعلم بمراده هذا هو مذهبي اللي أفهمونا قبل شوية أنه التفويض كذا, أما إذا قلنا موضوع اليد هذه من من الصحابة فهم هذه الآية على أن اليد بمعنى أن لله يد؟
الشيخ : الموضوع ليس موضوع يد, اليد مثال الموضوع, موضوع الصفات.
السائل : الموضوع مفهوم, فهمنا من صفات الله عز وجل أن الصحابة ليسوا على وجه هذا التفصيل ...
الشيخ : لا إله إلا الله, سامحك الله سامحك الله.
السائل : ابن القيم تلميذه اللي فهمه الآية وقالوا بالتفصيل.
الشيخ : اسمح لي شوي, ألفت نظرك إلى شيء هذا القول مش قولك, هذا قول إمامك.
السائل : ...
الشيخ : شوف يا شيخ علي, الله يهدينا وإياكم أجمعين.
السائل : آمين.
الشيخ : العلم بدو طاقات معينة وقدرات, فإذا الإنسان في اليوم يقرأ بحثا وينساه غدا, هذا عبث لا يعتمد عليه عرفت؟ هذه الشبهات وهذه الأسئلة لا تتناهى, ومن الأساليب العلمية التي تقرب وجهتي النظر المختلفتين أن نأخذ النقاط المتفقين عليها, أنا أتيت آنفا بآية: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وقلت إن هذه الآية اتفق الخلف مع السلف في تفسيرها وعدم تأويلها, فأنت معي في هذا الكلام أم في مناقشة؟
السائل : ...
الشيخ : لا أقصد أن الخلف متفقون مع السلف ...
كان في مجلس أبي جعفر المنصور, لما دخل أبو جعفر المنصور قاموا كلهم إلا الرجل العالم الفاضل, بعض أهل المجلس في بقلبه ضغينة ضده, لفت نظر الخليفة أن كل الناس قاموا لك إلا هذا العالم, سأله : " لماذا كل الناس قاموا إلا أنت " , قال له: " يا أمير المؤمنين أجللتك - من الجلالة عظمتك - من أن تقع في مخالفة حديث جدك محمد صلى الله عليه وسلم " قال : " له ما هو " قال : " حدثني فلان حدثني فلان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) فأنا أجللتك أن تكون من هؤلاء " .
مذهب الخلف تارة مع السلف بفهموا وينزهوا , وتارة يؤلوا بل يعطلون, فهما مذهبان, مذهب الفهم لآيات الصفات وأحاديث الصفات مع التنزيه, وفهم ثان تأويلها وعدم التسليم بمعانيها الظاهرة ولو كانت مقرونة بالتنزيه, مذهب لا من هؤلاء ولا من هؤلاء, مذهب المفوضة.
المفوضة لا يفهمون من آيات الصفات شيئا إطلاقا, ويقولون : الله أعلم بمراده؛ فهم خالفوا السلف وخالفوا الخلف, خالفوا السلف لأنهم يقولون ربنا كلمنا بلسان عربي مبين فنحن نفهم وهو السميع البصير, أن السميع هو غير البصير, وأن السمع له علاقة بسمع الأصوات, والبصر له علاقة برؤية الموجودات, هذا هو المعنى العربي, لكن سمعه ليس كسمعنا, وبصره ليس كبصرنا, قلنا إن الخلف التقوا مع السلف في بعض هذه الآيات كالآية المذكورة آنفا, لكن اختلفوا معهم في آيات أخرى, كإثبات اليدين لله عز وجل وإثبات العين أو العينين, وإثبات العلو والاستواء على العرش, فالسلف فسروا هذه المعاني على ضوء (( ليس كمثله شيء )) .
أما الخلف فأولوها فقالوا: الاستواء مثلا معناه الاستيلاء, قالوا في إثبات اليد (( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ )) فأولوها, ما أثبتوا لله عز وجل اليدين اللتين تتناسبان مع عظمته وجلاله, فلا تشبهان ايدي البشر, الخلف هنا خالفوا السلف بإيمانهم بصفة السمع والبصر بالمعنى العربي مع التنزيه, هنا أولوا, أما المفوضة هم يقولون لا ندري لا ندري لا ندري, ولذلك فهؤلاء يعني إذا قالوا وهذا يوجد اليوم, ناس من الكتاب المعاصرين, خاصة من بعض الأحزاب الإسلامية يدعون أن التفويض هو مذهب السلف, وهذا كذب عليهم, السلف يعرفون شو معنى السميع البصير, يعرفون معنى (( الرحمن على العرش استوى )) لكنهم ينزهون, لأنهم يأخذون القرآن جملة وتفصيلا, لا يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض, فالتفويض إذن لا يجوز نسبته إلى السلف, فهو كذب وافتراء عليهم.
ولذلك قلت لك كيف تستدل بالأثر المذكور عن مالك : " الاستواء معلوم " هذا دليل على أنهم كانوا لا يفوضون, كانوا يفسرون القرآن باللغة العربية, بل لا يفسرون لأن الأمر واضح, ولذلك قال له, ما قال له الاستواء والاستعلاء كما قلت أنت, لكنه قال الاستواء معلوم, عم تسأل عن الاستواء والاستواء معلوم وهو العلو, وهذا ما صرح به الإمام البخاري عن بعض السلف, (( ثم استوى على العرش )) أي استعلى, لكن مذهب مالك يتابع كلامه فيقول : " والكيف مجهول " إذا كان هناك تفويض فهنا التفويض, أي التفويض في الكيفية لا بالحقيقة, فكيفية الاستواء مجهول أما الاستواء نفسه فمعلوم, كالاستواء مثلا ليس هو النزول, هذا عربية, الاستواء ليس هو النزول بل هو ضد النزول, لأنه يأتي في معنى الصعود, (( ثم استوى إلى السماء )) أي صعد إليها, الاستواء هنا في آية (( ثم استوى على العرش )) معناه معروف لغة, لكن كيف استوى قال: " الكيف مجهول " فإذا أريد بالتفويض تفويض حقائق الصفات الإلهية هذا صحيح مسلم فيه تماما.
السائل : يعني هم يعنون الكلام عن كيف؟
الشيخ : كيف ما أحد تكلم من السلف في الكيف أبدا, أي نعم السؤال هنا عن الكيف, لذلك أجاب أن الاستواء معلوم والكيف مجهول؛ فإذن السلف يثبتون معاني آيات الصفات وأحاديث الصفات, لكن يفوضون كيفية هذه الصفات, وهذا هو المذهب الحق, وإلا لزم منه أمور, لا يتحملها إنسان مسلم أبدا من الضلال.
السائل : هل وارد أخبار أو آثار عن الصحابة أنهم كانوا يفهمون هذه الآيات, يعني لله يد ليست كيد المخلوقين, لانه اللغة العربية تحتمل كلمة اليد, تجد كأمور المعطلة أي أنها القدرة, أو يعني اليد جاي بالنسبة لنا كبشر فلله يد نحن نقول: لله يد ولكنها ليست كأيدي المخلوقات, يد يعني حقيقة ولكنها ليست كأيدي المخلوقات, من معاني اللغة العربية أيضا كلمة اليد تحتمل القدرة والغلبة , فلماذا نحن لا نقول إن هذا القول الثاني أيضا, ولو أنه في معنى الأسماء والصفات وإن كان هو يجب التعطيل صراحة, لأنه ليس لله يد, ولكنه الغلبة والقهر ... ؟
الشيخ : طيب لله يد؟
السائل : نعم.
الشيخ : تسلم لله الغلبة, لله القدرة, هذا مسلم به لدى الجميع, دعه جانبا, فهل لله يد؟ وقف حمار الشيخ عند العقبة!
السائل : أنا لا, المفهوم الذي, المنهج الذي أخذنا عليه انه ما تقول لله يد, الله أعلم بمراده هذا هو مذهبي اللي أفهمونا قبل شوية أنه التفويض كذا, أما إذا قلنا موضوع اليد هذه من من الصحابة فهم هذه الآية على أن اليد بمعنى أن لله يد؟
الشيخ : الموضوع ليس موضوع يد, اليد مثال الموضوع, موضوع الصفات.
السائل : الموضوع مفهوم, فهمنا من صفات الله عز وجل أن الصحابة ليسوا على وجه هذا التفصيل ...
الشيخ : لا إله إلا الله, سامحك الله سامحك الله.
السائل : ابن القيم تلميذه اللي فهمه الآية وقالوا بالتفصيل.
الشيخ : اسمح لي شوي, ألفت نظرك إلى شيء هذا القول مش قولك, هذا قول إمامك.
السائل : ...
الشيخ : شوف يا شيخ علي, الله يهدينا وإياكم أجمعين.
السائل : آمين.
الشيخ : العلم بدو طاقات معينة وقدرات, فإذا الإنسان في اليوم يقرأ بحثا وينساه غدا, هذا عبث لا يعتمد عليه عرفت؟ هذه الشبهات وهذه الأسئلة لا تتناهى, ومن الأساليب العلمية التي تقرب وجهتي النظر المختلفتين أن نأخذ النقاط المتفقين عليها, أنا أتيت آنفا بآية: (( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير )) وقلت إن هذه الآية اتفق الخلف مع السلف في تفسيرها وعدم تأويلها, فأنت معي في هذا الكلام أم في مناقشة؟
السائل : ...
الشيخ : لا أقصد أن الخلف متفقون مع السلف ...
كان في مجلس أبي جعفر المنصور, لما دخل أبو جعفر المنصور قاموا كلهم إلا الرجل العالم الفاضل, بعض أهل المجلس في بقلبه ضغينة ضده, لفت نظر الخليفة أن كل الناس قاموا لك إلا هذا العالم, سأله : " لماذا كل الناس قاموا إلا أنت " , قال له: " يا أمير المؤمنين أجللتك - من الجلالة عظمتك - من أن تقع في مخالفة حديث جدك محمد صلى الله عليه وسلم " قال : " له ما هو " قال : " حدثني فلان حدثني فلان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار ) فأنا أجللتك أن تكون من هؤلاء " .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 148
- توقيت الفهرسة : 00:00:01
- نسخة مدققة إملائيًّا