هل حديث : ( لا تجتمع أمَّتي على ضلالة ) دليل على صحَّة الإجماع ؟
A-
A=
A+
السائل : الإجماع في حديث : ( لا تجتمع أمَّتي على ضلالة ) فشو التوفيق بين الرأيين ؟
الشيخ : إيش الرأيين ؟ ما هما ؟
السائل : أنُّو ليس الرأي العام ... أنُّو هل الحديث دلالة على الإجماع ؟
الشيخ : الحديث ليس له علاقة بالإجماع .
السائل : ما معنى هذا ؟
الشيخ : رح أبيِّن لك ، الإجماع شيء إيجابي ؛ أي : شيء ثبوتي ، الحديث لا يُثبت شيئًا وإنما ينفي ، قبل ما أشرح لك شو بينفي هو ظاهر بيكفي تعرف أنُّو ليس له علاقة بالإجماع ، الإجماع شيء ثبوتي ، والحديث ينفي شيئًا ، فهو يقول : ( لا تجتمع ) ... واحد على الرأي ، وافترضنا الواحد على الرأي ، والأمة قديش عددها ؟ عشرة ، تسعة على خلاف هذا الرأي ؛ هل اجتمعوا على ضلال ؟ لا ، سواء قلت تسعة على حقِّ وواحد على باطل ، أو عكست تمامًا ؛ قلت : التسعة على باطل ، وواحد على حقٍّ ؛ ما اجتمعت الأمة على ضلالة ، فإذًا الحديث ليس له علاقة بالإجماع الثابت ؛ يعني هلق نضرب مثال : أجمعت الأمة على أنه لا إله إلا الله ؛ هل تتصوَّرون واحد ينكر لا إله إلا الله ؟ لا ، فإذًا فالحديث في وادٍ والإجماع ثابت شرعًا في وادٍ آخر ، فمن الخطأ الفادح والجهل البالغ أنُّو نحشر هذا الحديث في إثبات ثبوت الإجماع ، لا ، هذا يبحث في ناحية غير هديك الناحية تمامًا .
السائل : هل الإجماع مُعترف به شرعًا ؟
الشيخ : إي ، هادا هون نستطيع أن نقول : الإجماع ثابت ، لكن أيُّ إجماع هذا ؟ لأنَّ الإجماع اختلفوا في تعريفه ؛ فمن قائل : الإجماع هو إجماع أمة محمَّد ، وهذا شملَ كلَّ فرد من أفراد المسلمين سواء كان عالمًا أو غير عالم أمي ، هذا هو الإجماع ، وهذا هو الصحيح ، ومن قائل : لا ، إيش دخل مَن ليس بعالم ؟ وإنما المقصود إجماع علماء الأمة ، ومن قائل : المقصود به إجماع الصحابة فقط ، ومن قائل : المقصود بالإجماع الذي هو حجَّة إجماع أهل المدينة ، ومن ومن إجماع أهل الكوفة ، حيث كان هناك أبو حنيفة .
بلا شك أنُّو هذه أقوال نراها متعارضة تمام التعارض ، وهذا التعارض دليل أن ذلك العلم ... يكون من الله ؛ لأن الله وصف كتابه الكريم بقوله : (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )) . شو بدك اختلاف أكثر في تعريف الإجماع بأربع خمس أقوال ؛ إذًا هذا الاختلاف ليس من الله ، لكن ما هو الصواب من هذه الأقوال ؟ ذكرنا نحن القول الأول الذي هو إجماع الأمة ؛ ليه ؟ هذا الإجماع هو الذي يسمِّيه بعض العلماء ومنهم ابن حزم هو الذي يُعلم من الدين بالضرورة ، فمثلًا هلق لا أحد من المسلمين يعيش في جوٍّ إسلامي في بلد إسلامي يعيش ويموت وهو لا يعلم أن الخمر حرام ، أن الربا حرام ؛ هذا إجماع ، ومعلوم من الدين بالضرورة ، لكن كثير ناس بعيشوا وبيموتوا وهنّ بيشربو الدخان وما بيعرفوا ... إي ما في إجماع ، إلى اليوم يوجد بعض الناس بيقولوا : تجري عليه الأحكام إيش ؟ الخمسة ، فشتَّان بين تحريم الخمر وبين تحريم الدخان ، الدخان لم تُجمِعِ الأمة على تحريمه ، وإن كنَّا نحن نرى التحريم بأدلة ، لكن الأمة أجمعت يقينًا على تحريم الخمر ؛ لأنه معلوم تحريمه من الضرورة في الدين ، وهذا هو المقصود في قول ربِّ العالمين : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) .
فسبيل المؤمنين اللي ساروا عليه جميعًا عالمهم وجاهلهم هذا هو الإجماع ، وغير هذا الإجماع لا يمكن تصوُّره أوَّلًا كواقع مستحيل ، وإذا تصوَّرنا وقوعه لا يمكن نقله ؛ لأنُّو كيف نتصوَّر الصحابة اللي قال في بعض الأقوال هو إجماع الصحابة ، وين اجتمعوا الصحابة ؟ درسوا مسألة من المسائل واتَّفقت أقوالهم كلها على قول واحد !! خيال هذا . ثم خيال ثاني ؛ لو فرضنا أنُّو اجتمعوا في مكان جميعًا ، وكيف يجتمعون ؟ هذا في مكة ، وذاك في المدينة ، وفي الطائف ، في نجران ، في اليمن ، وبسبب الفتوحات الإسلامية كمان اتَّسعت المسافات ... إلى آخره . مع ذلك نقول : والله اجتمعوا في مكان قد يكون - مثلًا - ... تعرفها ؟
السائل : ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : فهدول اجتمعوا في ذاك المكان ، مَن هو الذي حضر ذلك المكان ونقل إلينا ذلك الإجماع ؟ (( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ )) ! لكن ما عُلِمَ من الدين بالضرورة يعرفه كلُّ مسلم بحكم كونه مسلمًا ، مش بحكم صار في تلاقي وطُرحت المسألة ، وأُخِذَت الأصوات ، فكانت الأصوات كلها مجتمعة !
سائل آخر : ... .
الشيخ : الله أكبر ! فهذا الإجماع الذي يمكن أن يُقال فيه ما دون ذلك ما هو إلا خيال ، لكن هذا لا يعني أنَّ إذا وردَ إلينا بالأسانيد صحيحة أنُّو اثنين ثلاثة من الصحابة كانوا على رأي في مسألة ما ، ولم يأتِ في الكتاب ولا في السنة ما يُخالفها أو يُخالف هذا الرأي ، أو يخالف ما اتفقوا عليه ؛ لم يأتِ شيء من ذلك ، كلامنا لا يعني أن هذا الاتِّفاق ليس حجة ، لا ، هو حجة ، لكن لا نسمِّيه إجماعًا ونبني عليه أنُّو مَن أنكر الإجماع فقد كفر ، من خالف الإجماع فقد كفر ، لا ، ولذلك نحن الآن نلتزم ونقول : نحن سلفيون ؛ أي : نمشي على ما كان عليه السلف ، مش ضروري أنُّو نتخيَّل نحن إجماع - أيضًا - من تلك التخيُّلات ، لكن بيكفينا أنُّو يجي قول عن صحابة اثنين ثلاثة اتفقوا بدون خلاف ، فنحن نتمسَّك فيهم بقول هم أعلم منَّا بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العلم والفقه ، ثم هذا لا بد من تقييده كما قلنا أنها اتفاقهم هؤلاء الثلاثة لا يخالف كتابًا وسنة .
أعطينا شوية مية بالله .
السائل : ... يا أستاذ ... بالإجماع كانوا مجتمعين .
الشيخ : إيش الرأيين ؟ ما هما ؟
السائل : أنُّو ليس الرأي العام ... أنُّو هل الحديث دلالة على الإجماع ؟
الشيخ : الحديث ليس له علاقة بالإجماع .
السائل : ما معنى هذا ؟
الشيخ : رح أبيِّن لك ، الإجماع شيء إيجابي ؛ أي : شيء ثبوتي ، الحديث لا يُثبت شيئًا وإنما ينفي ، قبل ما أشرح لك شو بينفي هو ظاهر بيكفي تعرف أنُّو ليس له علاقة بالإجماع ، الإجماع شيء ثبوتي ، والحديث ينفي شيئًا ، فهو يقول : ( لا تجتمع ) ... واحد على الرأي ، وافترضنا الواحد على الرأي ، والأمة قديش عددها ؟ عشرة ، تسعة على خلاف هذا الرأي ؛ هل اجتمعوا على ضلال ؟ لا ، سواء قلت تسعة على حقِّ وواحد على باطل ، أو عكست تمامًا ؛ قلت : التسعة على باطل ، وواحد على حقٍّ ؛ ما اجتمعت الأمة على ضلالة ، فإذًا الحديث ليس له علاقة بالإجماع الثابت ؛ يعني هلق نضرب مثال : أجمعت الأمة على أنه لا إله إلا الله ؛ هل تتصوَّرون واحد ينكر لا إله إلا الله ؟ لا ، فإذًا فالحديث في وادٍ والإجماع ثابت شرعًا في وادٍ آخر ، فمن الخطأ الفادح والجهل البالغ أنُّو نحشر هذا الحديث في إثبات ثبوت الإجماع ، لا ، هذا يبحث في ناحية غير هديك الناحية تمامًا .
السائل : هل الإجماع مُعترف به شرعًا ؟
الشيخ : إي ، هادا هون نستطيع أن نقول : الإجماع ثابت ، لكن أيُّ إجماع هذا ؟ لأنَّ الإجماع اختلفوا في تعريفه ؛ فمن قائل : الإجماع هو إجماع أمة محمَّد ، وهذا شملَ كلَّ فرد من أفراد المسلمين سواء كان عالمًا أو غير عالم أمي ، هذا هو الإجماع ، وهذا هو الصحيح ، ومن قائل : لا ، إيش دخل مَن ليس بعالم ؟ وإنما المقصود إجماع علماء الأمة ، ومن قائل : المقصود به إجماع الصحابة فقط ، ومن قائل : المقصود بالإجماع الذي هو حجَّة إجماع أهل المدينة ، ومن ومن إجماع أهل الكوفة ، حيث كان هناك أبو حنيفة .
بلا شك أنُّو هذه أقوال نراها متعارضة تمام التعارض ، وهذا التعارض دليل أن ذلك العلم ... يكون من الله ؛ لأن الله وصف كتابه الكريم بقوله : (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )) . شو بدك اختلاف أكثر في تعريف الإجماع بأربع خمس أقوال ؛ إذًا هذا الاختلاف ليس من الله ، لكن ما هو الصواب من هذه الأقوال ؟ ذكرنا نحن القول الأول الذي هو إجماع الأمة ؛ ليه ؟ هذا الإجماع هو الذي يسمِّيه بعض العلماء ومنهم ابن حزم هو الذي يُعلم من الدين بالضرورة ، فمثلًا هلق لا أحد من المسلمين يعيش في جوٍّ إسلامي في بلد إسلامي يعيش ويموت وهو لا يعلم أن الخمر حرام ، أن الربا حرام ؛ هذا إجماع ، ومعلوم من الدين بالضرورة ، لكن كثير ناس بعيشوا وبيموتوا وهنّ بيشربو الدخان وما بيعرفوا ... إي ما في إجماع ، إلى اليوم يوجد بعض الناس بيقولوا : تجري عليه الأحكام إيش ؟ الخمسة ، فشتَّان بين تحريم الخمر وبين تحريم الدخان ، الدخان لم تُجمِعِ الأمة على تحريمه ، وإن كنَّا نحن نرى التحريم بأدلة ، لكن الأمة أجمعت يقينًا على تحريم الخمر ؛ لأنه معلوم تحريمه من الضرورة في الدين ، وهذا هو المقصود في قول ربِّ العالمين : (( وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ )) .
فسبيل المؤمنين اللي ساروا عليه جميعًا عالمهم وجاهلهم هذا هو الإجماع ، وغير هذا الإجماع لا يمكن تصوُّره أوَّلًا كواقع مستحيل ، وإذا تصوَّرنا وقوعه لا يمكن نقله ؛ لأنُّو كيف نتصوَّر الصحابة اللي قال في بعض الأقوال هو إجماع الصحابة ، وين اجتمعوا الصحابة ؟ درسوا مسألة من المسائل واتَّفقت أقوالهم كلها على قول واحد !! خيال هذا . ثم خيال ثاني ؛ لو فرضنا أنُّو اجتمعوا في مكان جميعًا ، وكيف يجتمعون ؟ هذا في مكة ، وذاك في المدينة ، وفي الطائف ، في نجران ، في اليمن ، وبسبب الفتوحات الإسلامية كمان اتَّسعت المسافات ... إلى آخره . مع ذلك نقول : والله اجتمعوا في مكان قد يكون - مثلًا - ... تعرفها ؟
السائل : ... .
سائل آخر : ... .
الشيخ : فهدول اجتمعوا في ذاك المكان ، مَن هو الذي حضر ذلك المكان ونقل إلينا ذلك الإجماع ؟ (( هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ )) ! لكن ما عُلِمَ من الدين بالضرورة يعرفه كلُّ مسلم بحكم كونه مسلمًا ، مش بحكم صار في تلاقي وطُرحت المسألة ، وأُخِذَت الأصوات ، فكانت الأصوات كلها مجتمعة !
سائل آخر : ... .
الشيخ : الله أكبر ! فهذا الإجماع الذي يمكن أن يُقال فيه ما دون ذلك ما هو إلا خيال ، لكن هذا لا يعني أنَّ إذا وردَ إلينا بالأسانيد صحيحة أنُّو اثنين ثلاثة من الصحابة كانوا على رأي في مسألة ما ، ولم يأتِ في الكتاب ولا في السنة ما يُخالفها أو يُخالف هذا الرأي ، أو يخالف ما اتفقوا عليه ؛ لم يأتِ شيء من ذلك ، كلامنا لا يعني أن هذا الاتِّفاق ليس حجة ، لا ، هو حجة ، لكن لا نسمِّيه إجماعًا ونبني عليه أنُّو مَن أنكر الإجماع فقد كفر ، من خالف الإجماع فقد كفر ، لا ، ولذلك نحن الآن نلتزم ونقول : نحن سلفيون ؛ أي : نمشي على ما كان عليه السلف ، مش ضروري أنُّو نتخيَّل نحن إجماع - أيضًا - من تلك التخيُّلات ، لكن بيكفينا أنُّو يجي قول عن صحابة اثنين ثلاثة اتفقوا بدون خلاف ، فنحن نتمسَّك فيهم بقول هم أعلم منَّا بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العلم والفقه ، ثم هذا لا بد من تقييده كما قلنا أنها اتفاقهم هؤلاء الثلاثة لا يخالف كتابًا وسنة .
أعطينا شوية مية بالله .
السائل : ... يا أستاذ ... بالإجماع كانوا مجتمعين .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 97
- توقيت الفهرسة : 00:30:30
- نسخة مدققة إملائيًّا