إذا ذكر عالمان أدلَّتهما من الكتاب والسنة ؛ فكيف لي أن أميِّز بين الأقوال ؟
A-
A=
A+
السائل : الاثنين منهم يعني أتوا بأدلة من الكتاب ومن السنة ، يعني كل منهم أتى بدليله ؛ فكيف لي أن أميِّز ؟
الشيخ : لأ ليس لك ، لا تتمكَّن أنت ، لكن أنت حينذاك تعمل اجتهادات خاصَّة تتناسب مع نفسك ، نفسك أنت أدرى بها ؛ قد تكون أمِّيًّا مطلقًا ، قد تكون طالب علم ثانوي ، قد تكون مُرشَّح إلى نيل الشهادة التي يسمُّونها - مثلًا - الماجستير والدكتوراة ، وما شابه ذلك إلى آخره ، فالناس هنا طبقات ، لكن المُرشَّح للحصول على شهادة دكتوراه ؛ ليس معناه أنه فقيه ، وليس معناه أنه محدِّث ، لكن عنده من الثقافة العامة ما يتمكَّن من أن يفهمَ على العالم حجَّته ، لا يستوي هذا مع ذاك العامي ، فإذا كان العامي وقف أمام الصورة التي أنت فرضتَها ؛ فهنا هو ماذا يفعل ؟ يجتهد بقدر ما يستطيع ، ما هو الاجتهاد ؟ هنا الاجتهاد ليس في العلم ، وإنما أن ينظر - مثلًا - : أحد العالمين تقي صالح معروف مشهود له بذلك ، العالم الثاني لا يدري عنه شيئًا ، هذا ما يحتاج إلى علم بالكتاب والسنة ، فالنفس حينئذٍ تطمئن لاتباع قول العالم التقي الصالح المعروف عنده بهذا الصلاح وبهذا التقوى ، هذه صورة ، قد يكونان - مثلًا - مستويين في الاشتهار بين الملأ بأنهما صالحان تقيَّان ورعان و و إلى آخره ، لكن أحدهما قد شاخَ في العلم ، والآخر نشأ في العلم ؛ فتطمئنُّ نفسه إلى اتباع الأول دون الآخر ، وهكذا .
فلا يحتاج الأمر - كما قلت أنا آنفًا - أن يجتهد هو لتطمئنَّ نفسه ، ولا يكون إمَّعة ، لا يحتاج الأمر إلى كثير من العلم الشرعي ، وإنما يتطلَّب كلُّ مَن سأل سؤالًا فجاءه الجواب متناقضًا من عالمين جليلين إلى آخره ، فهو يعمل هذه المُراجحة بحيث تطمئنُّ نفسه أن يأخذَ بقول أحدهما ؛ فحينئذٍ يكون قد عمل الواجب ، فأنت تُلاحظ الآن في هذه الصورة التي أنت فرضتَها وأنا أجيبُ عنها بأنه لا يحتاج أن يكون عالمًا ، ولا طالب علم ، وإنما من عامة المسلمين ، هكذا كان أصحاب الرسول - عليه السلام - ، كانوا - مثلًا - إذا جاءهم الفتوى عن أحدهم تبنَّوها ، لا يتعصَّبون للثاني الذي تعوَّد أن يسأله دائمًا وأبدًا ، لكن لم تكن وسائل العلم يومئذٍ ميسَّرة بحيث أنه يُعرض العلم على عامة البشر بصورة لا يمكن الوصول إليها إلَّا بسنين طويلة ، ولذلك وقعت هذه المشكلة في العصر الحاضر ، قديمًا كان يتطلَّب الأمر ليصلَ قول العالم الثاني إلى مَن استفتى الأول زمن طويل ، الآن في لحظة واحدة تسمع في المشرق من يقول كذا ، وتسمع في المغرب من يقول كذا ؛ فيقع التعارض ، فالحل بالنسبة لعامة المسلمين هو هذه الملاحظة الشخصيَّة التي ذكرتها آنفًا .
الشيخ : لأ ليس لك ، لا تتمكَّن أنت ، لكن أنت حينذاك تعمل اجتهادات خاصَّة تتناسب مع نفسك ، نفسك أنت أدرى بها ؛ قد تكون أمِّيًّا مطلقًا ، قد تكون طالب علم ثانوي ، قد تكون مُرشَّح إلى نيل الشهادة التي يسمُّونها - مثلًا - الماجستير والدكتوراة ، وما شابه ذلك إلى آخره ، فالناس هنا طبقات ، لكن المُرشَّح للحصول على شهادة دكتوراه ؛ ليس معناه أنه فقيه ، وليس معناه أنه محدِّث ، لكن عنده من الثقافة العامة ما يتمكَّن من أن يفهمَ على العالم حجَّته ، لا يستوي هذا مع ذاك العامي ، فإذا كان العامي وقف أمام الصورة التي أنت فرضتَها ؛ فهنا هو ماذا يفعل ؟ يجتهد بقدر ما يستطيع ، ما هو الاجتهاد ؟ هنا الاجتهاد ليس في العلم ، وإنما أن ينظر - مثلًا - : أحد العالمين تقي صالح معروف مشهود له بذلك ، العالم الثاني لا يدري عنه شيئًا ، هذا ما يحتاج إلى علم بالكتاب والسنة ، فالنفس حينئذٍ تطمئن لاتباع قول العالم التقي الصالح المعروف عنده بهذا الصلاح وبهذا التقوى ، هذه صورة ، قد يكونان - مثلًا - مستويين في الاشتهار بين الملأ بأنهما صالحان تقيَّان ورعان و و إلى آخره ، لكن أحدهما قد شاخَ في العلم ، والآخر نشأ في العلم ؛ فتطمئنُّ نفسه إلى اتباع الأول دون الآخر ، وهكذا .
فلا يحتاج الأمر - كما قلت أنا آنفًا - أن يجتهد هو لتطمئنَّ نفسه ، ولا يكون إمَّعة ، لا يحتاج الأمر إلى كثير من العلم الشرعي ، وإنما يتطلَّب كلُّ مَن سأل سؤالًا فجاءه الجواب متناقضًا من عالمين جليلين إلى آخره ، فهو يعمل هذه المُراجحة بحيث تطمئنُّ نفسه أن يأخذَ بقول أحدهما ؛ فحينئذٍ يكون قد عمل الواجب ، فأنت تُلاحظ الآن في هذه الصورة التي أنت فرضتَها وأنا أجيبُ عنها بأنه لا يحتاج أن يكون عالمًا ، ولا طالب علم ، وإنما من عامة المسلمين ، هكذا كان أصحاب الرسول - عليه السلام - ، كانوا - مثلًا - إذا جاءهم الفتوى عن أحدهم تبنَّوها ، لا يتعصَّبون للثاني الذي تعوَّد أن يسأله دائمًا وأبدًا ، لكن لم تكن وسائل العلم يومئذٍ ميسَّرة بحيث أنه يُعرض العلم على عامة البشر بصورة لا يمكن الوصول إليها إلَّا بسنين طويلة ، ولذلك وقعت هذه المشكلة في العصر الحاضر ، قديمًا كان يتطلَّب الأمر ليصلَ قول العالم الثاني إلى مَن استفتى الأول زمن طويل ، الآن في لحظة واحدة تسمع في المشرق من يقول كذا ، وتسمع في المغرب من يقول كذا ؛ فيقع التعارض ، فالحل بالنسبة لعامة المسلمين هو هذه الملاحظة الشخصيَّة التي ذكرتها آنفًا .