كيف الجمع بين حديث ( لا عدوى ولا طيرة ) وبين أحاديث تدل على أن الطيرة ثابتة مع ما أطبق عليه الأطباء من ثبوت العدوى.؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه يقول: ( لا عدوى و لا طيرة ) كما بين في الحديث أن ... و يقول أنه ليس هناك عدوى و كثير من الأطباء و من شاكلهم يقولون أن العدوى ثابتة كالطب و غيره فنود منكم أن توجهوا هذا الحديث هل هو على معناه بحيث أنه ينفي العدوى من أساسها أم لا ؟
الشيخ : لا الحديث لا ينفي و دعنا و الأطباء لأنه في ما جاء عن الرسول عليه السلام من إثبات العدوى ما يغنينا عن آراء الأطباء حديث ( لا عدوى ... ) في الحقيقة إذا فهم فهما صحيحا دقيقا فيه نفي عدوى و فيه إثبات عدوى و المثبت في الحديث غير المنفي فيه و المثبت في الحديث يلتقي مع أحاديث أثبتت العدوى وبالتالي ما يقوله الأطباء في بعض الأمراض المعدية لا ينافي حينذاك الحديث بيان ذلك لما قال الرسول عليه السلام: ( لا عدوى و لاطيرة و لا هامة و لا صفر ) فهم أحد الحاضرين من الأعراب البدو أن قوله عليه السلام: ( لا عدوى ... ) هو نفي للعدوى على الإطلاق و هذا فهم يعني توارثه بعض أهل العلم فنفوا العدوى إطلاقا بناء على الطرف الأول من الحديث لكنّنا إذا تابعنا رواية الحديث ووجدنا ذلك الرجل البدوي الأعرابي فهم نفس الفهم ( لا عدوى ... ) أي مطلقا بناء على هذا الفهم ورد عليه إشكال فطرحه على الرسول عليه السلام فجاءه الجواب بما يثبت العدوى ذلك الرجل قال: " يا رسول الله إنّنا نرى الجمل الأجرب يدخل بين الجمال السليمة فيعديها " ما قال له الرسول عليه السلام هذا خطأ و هذا وهم و هذا من عقائد الجاهلية لكنه قال مقرا له و ملفتا نظره إلى ما يسمّى ببعض التعابير إلى مسبب الأسباب و هو الله عزّ وجلّ قال له: ( فمن أعدى الأول ؟ ) إذا هنا عدوى لكن يا أعرابي يا بدوي ارجع إلى الوراء هذا الجمل الذي رأيته دخل ... الأول الذي خلق الله فيه العدوى فإذا الرسول عليه السلام الحقيقة بهذا الحديث يبطل عادة جاهلية و يبطل أيضا عدوى طبية في هذا الزمان لأن الأطباء خاصة الكفار منهم حينما يثبتون العدوى لا يربطونها بإرادة الله و مشيئته لا . يعني هم يجعلون الأسباب هي كل شيء أما هذه الأسباب قد تتخلف و قد تتأخر بمشيئة الله عزّ وجلّ خالق الأسباب و المسببات فهذا ما لا يفكرون فيه إذا الأطباء اليوم خاصة الكفار منهم وقعوا في نفس الوهم الذي كان وقع فيه أهل الجاهلية الأولى من هنا قال عليه السلام لإبطال هذا الوهم: ( لا عدوى ... ) فلما عارض هذا النفي ما كان قائما في ذهن العرب في الجاهلية و أورد ما يشاهده بعينه ما قال له الرسول لا أنت واهم , أنت مخطئ لكنّه لفت نظره إلى أنّ هذه العدوى التي تراها هي بخلق الله و تقديره و ليس أنّ هذا الجمل الحيوان المصاب بداء الجرب مثلا هو بقدرته و بإرادته و مشيئته يعدي الجمال السليمة لا ليس الأمر كذلك إذا فالحديث هذا كما قلنا آنفا ينفي عدوى و يثبت عدوى , ينفي عدوى الجاهلية و يثبت العدوى الشرعية من هنا جاءت أحاديث تؤكد هذا المعنى الثاني أي هناك عدوى بإرادة الله و مشيئته و ذلك لا ينافي أن يتحاشاها المسلم أخذا بالأسباب كما جاء في صحيح مسلم أن رجلا مجذوما جاء ليبايع الرسول عليه السلام فقال له: ( ارجع فإنا قد بايعناك ) و أبى أن يصافحه كما كان يصافح الناس الآخرين هذا من باب الأخذ بالأسباب لكن العدوى هي بمشيئة الله و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين .
أبو ليلى : جزاك الله خيرا شيخنا .
الشيخ : وإياكم .
أبو ليلى : الله يعطيك العافية .
الشيخ : عفاكم الله .
الشيخ : لا الحديث لا ينفي و دعنا و الأطباء لأنه في ما جاء عن الرسول عليه السلام من إثبات العدوى ما يغنينا عن آراء الأطباء حديث ( لا عدوى ... ) في الحقيقة إذا فهم فهما صحيحا دقيقا فيه نفي عدوى و فيه إثبات عدوى و المثبت في الحديث غير المنفي فيه و المثبت في الحديث يلتقي مع أحاديث أثبتت العدوى وبالتالي ما يقوله الأطباء في بعض الأمراض المعدية لا ينافي حينذاك الحديث بيان ذلك لما قال الرسول عليه السلام: ( لا عدوى و لاطيرة و لا هامة و لا صفر ) فهم أحد الحاضرين من الأعراب البدو أن قوله عليه السلام: ( لا عدوى ... ) هو نفي للعدوى على الإطلاق و هذا فهم يعني توارثه بعض أهل العلم فنفوا العدوى إطلاقا بناء على الطرف الأول من الحديث لكنّنا إذا تابعنا رواية الحديث ووجدنا ذلك الرجل البدوي الأعرابي فهم نفس الفهم ( لا عدوى ... ) أي مطلقا بناء على هذا الفهم ورد عليه إشكال فطرحه على الرسول عليه السلام فجاءه الجواب بما يثبت العدوى ذلك الرجل قال: " يا رسول الله إنّنا نرى الجمل الأجرب يدخل بين الجمال السليمة فيعديها " ما قال له الرسول عليه السلام هذا خطأ و هذا وهم و هذا من عقائد الجاهلية لكنه قال مقرا له و ملفتا نظره إلى ما يسمّى ببعض التعابير إلى مسبب الأسباب و هو الله عزّ وجلّ قال له: ( فمن أعدى الأول ؟ ) إذا هنا عدوى لكن يا أعرابي يا بدوي ارجع إلى الوراء هذا الجمل الذي رأيته دخل ... الأول الذي خلق الله فيه العدوى فإذا الرسول عليه السلام الحقيقة بهذا الحديث يبطل عادة جاهلية و يبطل أيضا عدوى طبية في هذا الزمان لأن الأطباء خاصة الكفار منهم حينما يثبتون العدوى لا يربطونها بإرادة الله و مشيئته لا . يعني هم يجعلون الأسباب هي كل شيء أما هذه الأسباب قد تتخلف و قد تتأخر بمشيئة الله عزّ وجلّ خالق الأسباب و المسببات فهذا ما لا يفكرون فيه إذا الأطباء اليوم خاصة الكفار منهم وقعوا في نفس الوهم الذي كان وقع فيه أهل الجاهلية الأولى من هنا قال عليه السلام لإبطال هذا الوهم: ( لا عدوى ... ) فلما عارض هذا النفي ما كان قائما في ذهن العرب في الجاهلية و أورد ما يشاهده بعينه ما قال له الرسول لا أنت واهم , أنت مخطئ لكنّه لفت نظره إلى أنّ هذه العدوى التي تراها هي بخلق الله و تقديره و ليس أنّ هذا الجمل الحيوان المصاب بداء الجرب مثلا هو بقدرته و بإرادته و مشيئته يعدي الجمال السليمة لا ليس الأمر كذلك إذا فالحديث هذا كما قلنا آنفا ينفي عدوى و يثبت عدوى , ينفي عدوى الجاهلية و يثبت العدوى الشرعية من هنا جاءت أحاديث تؤكد هذا المعنى الثاني أي هناك عدوى بإرادة الله و مشيئته و ذلك لا ينافي أن يتحاشاها المسلم أخذا بالأسباب كما جاء في صحيح مسلم أن رجلا مجذوما جاء ليبايع الرسول عليه السلام فقال له: ( ارجع فإنا قد بايعناك ) و أبى أن يصافحه كما كان يصافح الناس الآخرين هذا من باب الأخذ بالأسباب لكن العدوى هي بمشيئة الله و بهذا القدر كفاية و الحمد لله رب العالمين .
أبو ليلى : جزاك الله خيرا شيخنا .
الشيخ : وإياكم .
أبو ليلى : الله يعطيك العافية .
الشيخ : عفاكم الله .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 622
- توقيت الفهرسة : 00:44:55
- نسخة مدققة إملائيًّا