ما حكم الاجتهاد في الدين ؟
A-
A=
A+
السائل : ... اختلاف المسلمين في يوم الصيام ؟
الشيخ : يوم الصيام ؟
أقول ما رأينا في الاجتهاد ؟ ثم اختلاف المسلمين في يوم الصيام ؟
الاجتهاد كالجهاد ماضيان إلى يوم القيامة ؛ لأن الاجتهاد ما معناه ؟ معناه إفراغ الجهد لفهم نصوص الكتاب والسنة ، فإذا قلنا كما قال كثير من المتأخرين بأن الاجتهاد قد أُغلِقَ بابه منذ القرن الرابع ، وأنه لا اجتهاد بعد القرن الرابع ؛ فمعنى ذلك أننا سَدَدْنا على العالم الإسلامي على طلاب العلم فيه ، بل وعلى علمائه ؛ سَدَدْنا عليهم طريقًا من الخير كبيرًا جدًّا ؛ ألا وهو الفقه في الدين ، وقد تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : ( مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهْه في الدين ) ، والفقه في الدين هو الفهم وليس هو النقل عن الغير كما جاء في " صحيح البخاري " من حديث أبي جحيفة أنه سَأَلَ عليًّا قال له : " هل خَصَّكم معشر أهل البيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء دون الناس ؟ " ؛ يعني من العلم كما هو شائع عند كثير من العامة وبعض الخاصة ؛ أن هناك كتابًا يسمَّى بـ " الجفر " وَضَعَه علي بن أبي طالب فيه أسرار وفيه أمور غيبية وما شابه ذلك ، فمثل هذا الكتاب لا أصل له ، ويبطله هذا الحديث : " هل خَصَّكم معشر أهل البيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء دون الناس ؟ قال : لا ، إلا فهمًا يؤتيه الله عبدًا في كتابه ، وإلا ما في قراب سيفي هذا " وأخرج بعض الوريقات من غمد السيف ، وقرأ فيه بعض الأحاديث التي كان تلقَّاها عن الرسول - عليه السلام - فيها بيان أن المدينة حرم كمكة ، وفيه بصورة خاصَّة : ( مَن أحدث فيها حدثًا أو آوى فيها محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا ) .
فالشاهد من هذا الحديث الصحيح هو أن عليًّا يقول : نحن - معشر أهل البيت - مع فضل انتسابنا للرسول - عليه السلام - ما خَصَّنا بعلم دون الناس ، اللهم إلا مَن يخصُّه الله - عز وجل - بفهم يؤتيه الله هذا العبد في كتابه .
فإذا قلنا : إن باب الاجتهاد أغلق معنى ذلك أنُّو باب الفهم عن الله ورسوله أغلق ، وهذا صدم لكل الآيات التي تأمر المسلمين بالتدبُّر وبالنظر والتفكر ، وخلاف لأحاديث كثيرة التي في بعضها - مثلًا - قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ؛ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا ) ، إيش معنى عالمًا ؟ يعني فقيهًا ، وإيش معنى فقيه ؟ يعني فهيم يعني بالكتاب والسنة ، ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ؛ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ؛ فسُئلوا ؛ فأفتوا بغير علمٍ ، فضلُّوا وأضلُّوا ) . وهذا في الواقع جَرَّ على العالم الإسلامي مصائب كثيرة جدًّا ؛ يعني سدّ باب الفهم عن الله وعن الرسول معناه العملي الواقعي أن العلماء فضلًا عمَّن دونهم لم يعودوا يدرسون القرآن دراسة تفهُّم ، لم يعودوا يدرسون السنة دراسة تفهُّم ، بل إن كثيرين منهم يقولون : نحن نقرأ الكتاب والسنة للبركة وليس للفهم ؛ لأن هم يقولون لأن أمثالنا لا يستطيعون فهم الكتاب والسنة ، فقد سدُّوا على أنفسهم بابًا من العلم كبيرًا ، فحُقَّ فيهم في جماهيرهم قوله - عليه الصلاة والسلام - في الحديث السابق : ( اتخذوا رؤوسًا جُهَّالًا فسُئلوا - هؤلاء الجُهَّال - فأفتوا بغير علمٍ ) ؛ أي : بغير فهم من الكتاب والسنة ، فضلُّوا في أنفسهم وأضلُّوا الآخرين السَّائلين .
فلا غرابة أن نسمع اليوم كثير من الفتاوى فيها مخالفة لصريح الكتاب والسنة ، ليه ؟ لم يبق هناك علم بالكتاب والسنة ، إما التقليد لِمَن قبلنا حذو القذة بالقذة دون عرض هذا التقليد على الكتاب والسنة ؛ حتى نكون كما جاء في الآية السابقة على بصيرة ، وإما انطلاق من التقليد إلى اجتهاد بدون قيد ولا شرط بدون استناد على الكتاب والسنة ، وإنما هكذا يرى .
فنحن اليوم - مثلًا - نعيش في فتاوى تُبيح الربا ؛ بزعم قليل الربا لا بأس به ، نعيش في زمن يُبيح فيه أمثال هؤلاء المتفقِّهة ما حرَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عشرات الأحاديث واتفق العلماء على تحريم ذلك على تفصيل بينهم ، مثل - مثلًا - الصور عملًا تصويرًا واقتناءً ، فعَمَّ هذا البلاء في بيوت المسلمين ، فلا يكاد بيت مسلم وإلا وفيه عديد من الصور ، وقد يكون بعضها من الصور الخليعة ، بل لاحظت بأن الصور بدأت تتسرَّب إلى بيوت الله إلى المساجد ، فربما يذكر بعضكم أنه يرى في المسجد ما نسمِّيه نحن عندنا بـ " التقويم " أو بـ " الروزنامة " المفكِّرة يعني اللي فيها - مثلًا - أوقات الصلاة ، خاصَّة إمساكية رمضان ، فتجد فيه هناك على ... في صورة ، قد تكون هذه الصورة لها نوع من القداسة في قلوب المسلمين كالكعبة مثلًا ، لكن الكعبة مصوَّر وحولها الطائفون ، نقلت الصور حتى في بيوت الله - عز وجل - ، كيف هذا ؟ من فلسفة أنُّو هذه صور فوتوغرافية وليست صور يدوية ، والصور اليدوية هي التي حرَّمها الله على لسان نبيِّه ، أما الصور الفوتوغرافية فهي من الأشياء التي حدثت في العصر الحاضر ، فلم يعنيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا قلَّة فهمٍ وقلة فقهٍ في الدين ، والسبب أنهم أغلقوا الفهم عن الله ورسوله فأخذوا علمهم فقط قال فلان : حرام ، قال فلان : حلال ؛ لماذا حرام ؟ لا ندري ، نحن ما عندنا علم ولا عندنا فقه ، ثم يُجابَهون بالواقع فتحدث أمور لا بد من استخراج أحكامها ، فلا يجدون أمامهم إلا نُقُول قديمة لا تساعدهم على التفقُّه الصحيح ، وهذا مثال قضية الصور ، المتكلِّمون أو الفقهاء السابقون بطبيعة الحال لم يتكلَّموا عن الصور الفوتوغرافية ؛ لأنها ... .
الشيخ : يوم الصيام ؟
أقول ما رأينا في الاجتهاد ؟ ثم اختلاف المسلمين في يوم الصيام ؟
الاجتهاد كالجهاد ماضيان إلى يوم القيامة ؛ لأن الاجتهاد ما معناه ؟ معناه إفراغ الجهد لفهم نصوص الكتاب والسنة ، فإذا قلنا كما قال كثير من المتأخرين بأن الاجتهاد قد أُغلِقَ بابه منذ القرن الرابع ، وأنه لا اجتهاد بعد القرن الرابع ؛ فمعنى ذلك أننا سَدَدْنا على العالم الإسلامي على طلاب العلم فيه ، بل وعلى علمائه ؛ سَدَدْنا عليهم طريقًا من الخير كبيرًا جدًّا ؛ ألا وهو الفقه في الدين ، وقد تعلمون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول : ( مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهْه في الدين ) ، والفقه في الدين هو الفهم وليس هو النقل عن الغير كما جاء في " صحيح البخاري " من حديث أبي جحيفة أنه سَأَلَ عليًّا قال له : " هل خَصَّكم معشر أهل البيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء دون الناس ؟ " ؛ يعني من العلم كما هو شائع عند كثير من العامة وبعض الخاصة ؛ أن هناك كتابًا يسمَّى بـ " الجفر " وَضَعَه علي بن أبي طالب فيه أسرار وفيه أمور غيبية وما شابه ذلك ، فمثل هذا الكتاب لا أصل له ، ويبطله هذا الحديث : " هل خَصَّكم معشر أهل البيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء دون الناس ؟ قال : لا ، إلا فهمًا يؤتيه الله عبدًا في كتابه ، وإلا ما في قراب سيفي هذا " وأخرج بعض الوريقات من غمد السيف ، وقرأ فيه بعض الأحاديث التي كان تلقَّاها عن الرسول - عليه السلام - فيها بيان أن المدينة حرم كمكة ، وفيه بصورة خاصَّة : ( مَن أحدث فيها حدثًا أو آوى فيها محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفًا ولا عدلًا ) .
فالشاهد من هذا الحديث الصحيح هو أن عليًّا يقول : نحن - معشر أهل البيت - مع فضل انتسابنا للرسول - عليه السلام - ما خَصَّنا بعلم دون الناس ، اللهم إلا مَن يخصُّه الله - عز وجل - بفهم يؤتيه الله هذا العبد في كتابه .
فإذا قلنا : إن باب الاجتهاد أغلق معنى ذلك أنُّو باب الفهم عن الله ورسوله أغلق ، وهذا صدم لكل الآيات التي تأمر المسلمين بالتدبُّر وبالنظر والتفكر ، وخلاف لأحاديث كثيرة التي في بعضها - مثلًا - قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ؛ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا ) ، إيش معنى عالمًا ؟ يعني فقيهًا ، وإيش معنى فقيه ؟ يعني فهيم يعني بالكتاب والسنة ، ( إن الله لا ينتزع العلم انتزاعًا من صدور العلماء ، ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء ؛ حتى إذا لم يُبْقِ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا ؛ فسُئلوا ؛ فأفتوا بغير علمٍ ، فضلُّوا وأضلُّوا ) . وهذا في الواقع جَرَّ على العالم الإسلامي مصائب كثيرة جدًّا ؛ يعني سدّ باب الفهم عن الله وعن الرسول معناه العملي الواقعي أن العلماء فضلًا عمَّن دونهم لم يعودوا يدرسون القرآن دراسة تفهُّم ، لم يعودوا يدرسون السنة دراسة تفهُّم ، بل إن كثيرين منهم يقولون : نحن نقرأ الكتاب والسنة للبركة وليس للفهم ؛ لأن هم يقولون لأن أمثالنا لا يستطيعون فهم الكتاب والسنة ، فقد سدُّوا على أنفسهم بابًا من العلم كبيرًا ، فحُقَّ فيهم في جماهيرهم قوله - عليه الصلاة والسلام - في الحديث السابق : ( اتخذوا رؤوسًا جُهَّالًا فسُئلوا - هؤلاء الجُهَّال - فأفتوا بغير علمٍ ) ؛ أي : بغير فهم من الكتاب والسنة ، فضلُّوا في أنفسهم وأضلُّوا الآخرين السَّائلين .
فلا غرابة أن نسمع اليوم كثير من الفتاوى فيها مخالفة لصريح الكتاب والسنة ، ليه ؟ لم يبق هناك علم بالكتاب والسنة ، إما التقليد لِمَن قبلنا حذو القذة بالقذة دون عرض هذا التقليد على الكتاب والسنة ؛ حتى نكون كما جاء في الآية السابقة على بصيرة ، وإما انطلاق من التقليد إلى اجتهاد بدون قيد ولا شرط بدون استناد على الكتاب والسنة ، وإنما هكذا يرى .
فنحن اليوم - مثلًا - نعيش في فتاوى تُبيح الربا ؛ بزعم قليل الربا لا بأس به ، نعيش في زمن يُبيح فيه أمثال هؤلاء المتفقِّهة ما حرَّمَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عشرات الأحاديث واتفق العلماء على تحريم ذلك على تفصيل بينهم ، مثل - مثلًا - الصور عملًا تصويرًا واقتناءً ، فعَمَّ هذا البلاء في بيوت المسلمين ، فلا يكاد بيت مسلم وإلا وفيه عديد من الصور ، وقد يكون بعضها من الصور الخليعة ، بل لاحظت بأن الصور بدأت تتسرَّب إلى بيوت الله إلى المساجد ، فربما يذكر بعضكم أنه يرى في المسجد ما نسمِّيه نحن عندنا بـ " التقويم " أو بـ " الروزنامة " المفكِّرة يعني اللي فيها - مثلًا - أوقات الصلاة ، خاصَّة إمساكية رمضان ، فتجد فيه هناك على ... في صورة ، قد تكون هذه الصورة لها نوع من القداسة في قلوب المسلمين كالكعبة مثلًا ، لكن الكعبة مصوَّر وحولها الطائفون ، نقلت الصور حتى في بيوت الله - عز وجل - ، كيف هذا ؟ من فلسفة أنُّو هذه صور فوتوغرافية وليست صور يدوية ، والصور اليدوية هي التي حرَّمها الله على لسان نبيِّه ، أما الصور الفوتوغرافية فهي من الأشياء التي حدثت في العصر الحاضر ، فلم يعنيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا قلَّة فهمٍ وقلة فقهٍ في الدين ، والسبب أنهم أغلقوا الفهم عن الله ورسوله فأخذوا علمهم فقط قال فلان : حرام ، قال فلان : حلال ؛ لماذا حرام ؟ لا ندري ، نحن ما عندنا علم ولا عندنا فقه ، ثم يُجابَهون بالواقع فتحدث أمور لا بد من استخراج أحكامها ، فلا يجدون أمامهم إلا نُقُول قديمة لا تساعدهم على التفقُّه الصحيح ، وهذا مثال قضية الصور ، المتكلِّمون أو الفقهاء السابقون بطبيعة الحال لم يتكلَّموا عن الصور الفوتوغرافية ؛ لأنها ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 281
- توقيت الفهرسة : 01:17:59
- نسخة مدققة إملائيًّا