ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن البذاذة من الإيمان ) .؟ وهل هناك تعارض بينه وبين قوله تعالى (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده )) .؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا كيف نفهم حديث ( إن البذاذة من الإيمان ) بما لا يتعارض مع قول الله تعالى (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق )) وكذلك بما لا يتعارض مع قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الله جميل بحب الجمال )
الشيخ : نعم . ما فيه تعارض لأن المقصود أن المسلم لا يعتاد حياة معينة من الرفاهية فالبذاذة من الإيمان أي أن لا تستنكر أن تتبذذ إذا صح التعبير أحيانا فتلبس ما تيسر لك تارة ثياب جميلة وتارة ثياب رثة حتى يتمكن المسلم من أن يساير حياته في حالة الضنك و حالة السعة, أي إذا وضعت في تفسيرك للحديث الذي سألت عنه ( البذاذة من الإيمان ) القيد الآتي تفهم الجمع بين النصوص البذاذة من الإيمان أحيانا هذا هو التوفيق وهذا الحديث حينذاك يتأيد بحديث آخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) واضح جدا أن هذا الحديث في الظاهر أشد تعارضا مع الآية التي ابتدأت السؤال بها (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا )) والحديث ( إن الله جميل يحب الجمال ) هو يقول ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) فنفهم أيضا هذا الحديث ( إياي والتنعم ... ) بمعنيين اثنين إياي والتنعم دائما نفسرها على ضوء حديث البذاذة من الإيمان إياي والتنعم التفسير الثاني أي المبالغة في التنعم لأن هذه المبالغة ليس مأمورا بها إنما مطلق التنعم هو مأمور به أما المبالغة في ذلك فلا . خلاصة الكلام أن حديث ( البذاذة من الإيمان ) ليس هو أول حديث يتعارض في الظاهر مع بعض النصوص الأخرى لأن هذا من باب تعارض المقيد مع المطلق والمخصص مع العام ونحو ذلك فإذا جمع بين النصوص خرجنا من مجموع النصوص بمعنى هذا المعنى وحده لا يمكن فهمه من نص منفرد عن النصوص الأخرى وهذا ما شاء الله في الكتاب والسنة الشيء الكثير من أقربها ما ذكرناه في جلسة قريبة (( حرمت عليكم الميتة )) فإذا أخذنا هذا النص وحده حرمنا ما هو حلال باتفاق علماء المسلمين وهو ميتة السمك والجراد أيضا لكن إذا ضمننا إلى هذا النص القرآني الحديث أو الأحاديث الواردة التي تنص بإباحة أكل السمك الميت خرجنا بتخصيص قوله تعالى (( حرمت عليكم الميتة )) إلا ميتة السمك والجراد وهكذا فإذا ( البذاذة من الإيمان ) أحيانا هذا هو الجواب والله أعلم .
الشيخ : نعم . ما فيه تعارض لأن المقصود أن المسلم لا يعتاد حياة معينة من الرفاهية فالبذاذة من الإيمان أي أن لا تستنكر أن تتبذذ إذا صح التعبير أحيانا فتلبس ما تيسر لك تارة ثياب جميلة وتارة ثياب رثة حتى يتمكن المسلم من أن يساير حياته في حالة الضنك و حالة السعة, أي إذا وضعت في تفسيرك للحديث الذي سألت عنه ( البذاذة من الإيمان ) القيد الآتي تفهم الجمع بين النصوص البذاذة من الإيمان أحيانا هذا هو التوفيق وهذا الحديث حينذاك يتأيد بحديث آخر وهو قوله عليه الصلاة والسلام ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) واضح جدا أن هذا الحديث في الظاهر أشد تعارضا مع الآية التي ابتدأت السؤال بها (( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا )) والحديث ( إن الله جميل يحب الجمال ) هو يقول ( إياي والتنعم فإن عباد الله ليسوا بالمتنعمين ) فنفهم أيضا هذا الحديث ( إياي والتنعم ... ) بمعنيين اثنين إياي والتنعم دائما نفسرها على ضوء حديث البذاذة من الإيمان إياي والتنعم التفسير الثاني أي المبالغة في التنعم لأن هذه المبالغة ليس مأمورا بها إنما مطلق التنعم هو مأمور به أما المبالغة في ذلك فلا . خلاصة الكلام أن حديث ( البذاذة من الإيمان ) ليس هو أول حديث يتعارض في الظاهر مع بعض النصوص الأخرى لأن هذا من باب تعارض المقيد مع المطلق والمخصص مع العام ونحو ذلك فإذا جمع بين النصوص خرجنا من مجموع النصوص بمعنى هذا المعنى وحده لا يمكن فهمه من نص منفرد عن النصوص الأخرى وهذا ما شاء الله في الكتاب والسنة الشيء الكثير من أقربها ما ذكرناه في جلسة قريبة (( حرمت عليكم الميتة )) فإذا أخذنا هذا النص وحده حرمنا ما هو حلال باتفاق علماء المسلمين وهو ميتة السمك والجراد أيضا لكن إذا ضمننا إلى هذا النص القرآني الحديث أو الأحاديث الواردة التي تنص بإباحة أكل السمك الميت خرجنا بتخصيص قوله تعالى (( حرمت عليكم الميتة )) إلا ميتة السمك والجراد وهكذا فإذا ( البذاذة من الإيمان ) أحيانا هذا هو الجواب والله أعلم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 798
- توقيت الفهرسة : 00:45:19