مسألة في الفرق بين مخالفة المشركين وعدم التشبه بهم .
A-
A=
A+
الحلبي : ... هو شيخنا يبدو طبعا من أجل البحث العلمي نستفيد أخونا وليد يعنى مقتنع برأي للشيخ ابن العثيمين أن مثل هذه القضايا عرفية يعنى ينظر فيها للبيئة التي الناس يكونون فيها أو ما يتعارفون عليها يعنى حتى مثل الثوب هذا أو القميص الى نلبسه أو مثل العمامة -الغترة اللي يسمونها- أو شيء من هذا . من باب الفائدة يعنى لو
الشيخ : لعلك سمعت بحثا حول حض الرسول صلى الله عليه وسلم على مخالفة المشركين ، وأن مخالفة المشركين هي غير التشبه بالكفار؟
السائل : نعم
الشيخ : أقول لعلك سمعت أو درست أو قرأت أو أي شيء قلته فمقبول منك . يعنى هناك قضيتان القضية الاولى : أعتقد أنه لا تخفى على مسلم وبخاصة إذا كان عنده شيء من الثقافة الشرعية ألا وهي التشبه الكفار، هذه مسألة معروفة لديكم أليس كذلك ؟
السائل : بلى
الشيخ : لكن فيه مسألة أخرى وهى مسألة مخالفة المشركين . فعندك فكرة عنها ؟
السائل : مخالفة المشركين؟؟
الشيخ : ايه . يعني في عاداتهم في تقاليدهم حتى فى ما ليس لهم خيرة في ذوات أنفسهم عندك فكرة؟
السائل : والله عندي شيء من الفكرة.
الشيخ : يقنعنا منك القليل منها فهاتها.
السائل : والله يعنى فيما يبدو وفيما مر علي من قراءتي لكتاب شيخ الاسلام اقتضاء الصراط المستقيم وغيره فيما يتعلق بالملبس أن ما اعتاده المشركون في اللبس وتعارفوا عليه في لبسه - فيعنى- استعمال المسلم في ملبسه - يعني- ليماثل في ملبسه ملبس المشركين فهذا يدخل فى باب التشبه لعله .
الشيخ : يقولوا عنها بالتعبير السوري " شكلتها " أي علقتها إذا قلت لعله -يضحك-
سائل آخر : الشيخ فصل البحث بين التفريق.. أنت الآن ذكرت التشبه ختمت كلامك بالتشبه كلامك والشيخ كان استفساره عن المخالفة
الشيخ : لا هو بدأ حديثه بالمخالفة ثم انتهى بالتشبه .
السائل : لعلك تقصد بالمخالفة الترك وبالتشبه الفعل يعني؟؟
الشيخ : أقصد بالمخالفة ايش قلت ؟
السائل : بالمخالفة الترك الترك
الشيخ : الترك؟؟ لا أقصد الفعل ،الفعل الذى يخالف فعلهم . أنا أردت من سؤالي وإلا مؤاخذة هو توفير الوقت عسى وقد قلنا آنفا أننا سنبقى هنا نصف ساعة فاردت أن أصل معك إلى موضوع العادة الجارية اليوم في بعض البلاد الاسلامية من الانطلاق في الطرقات والدخول في الصلاة حسرا . أردت أن الفت النظر أنه هذه عادة غير إسلامية وإنما هي عادة اجنبية ، وحينئذ فإن قيل بأنه لا تشبه في ذلك فأقل ما يقال إن علينا أن نقصد مخالفة الكفار فيما هم من عاداتهم . والذي يعني يحسم الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) وكلنا يعلم أن الشيب ليس من الأفعال الاختيارية التي للإنسان قدرة و اختيار ألا يشيب ، سنة الله في خلقه (( ولن تجد لسنة الله تبديلا )) . فكما يشيب المسلم يشيب الكافر هذه حقيقة مشاهدة ،مع ذلك الرسول صلى الله عليه واله وسلم من اهتمامه بتكوين شخصية المسلم نهاهم فيما إذا شاب مثلي أن يصبغ شيبه مخالفة لليهود. هنا لا يقال أنا تشبهت هذا الشيخ المسلم تشبه بذلك الشيخ الكافر ما يقال هذا، لأنه ليس من فعله ولا من فعلي، ولكن هنا يأتي موضوع المخالفة والرسول صلى الله عليه واله وسلم يأمرنا بأن نخالف الكفار في شيبهم الذى هو ليس من صنعهم . واضح ؟ فالآن إذا كان هناك عادة للكفار ونحن الان نضع بين يديك مثلا عمليا لعلك تقتنع أولا به ، ثم تقتدي بنا فيه ، فأنت ترى الآن أغلبنا يضع الساعة في يمناه والعادة أن توضع في اليسرى ..عادة من هذه؟؟
السائل : عادة من أوجد الساعة.
الشيخ : من الذي أوجد هذه الساعة ؟
السائل : الظاهر اهل الكفر
سائل آخر : الظاهر والباطن
الشيخ : لا بس شوف التحفظ يقول الظاهر -يضحك- هذه المشكلة . والحقيقة يا أستاذ ؟. هذا هو الظاهر والحقيقة ؟؟
السائل : وهي الحقيقة إن شاء الله .
الشيخ : -يضحك- إن شاء الله لا هذه بنفسرها إن شاء الله مثلما قال ابن تيمية الله يرحمه: تحقيقا لا تعليقا أليس كذلك ؟
السائل : بلى
الشيخ : إذن هذه الساعة نعني الساعة اليدوية ولا نتكلم عن الساعة الجدارية التي أهدها وبالتعبير السورى " اسق الله " أهداها هارون الرشيد إلى "شارلمان" ما نتكلم عن الساعة الجدارية وإنما نتكلم عن الساعة اليدوية هذه أوجدها الكفار واعتادوا أن يضعوها في شمائلهم ، فنحن الان نتقرب الى الله بان نضعها في إيماننا. لماذا ؟
لأننا نقول إذا كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يأمرنا أن نخالف الكفار في شيء ليس من صنعنا أفلا نخالفهم في شيء هو من صنعنا .اه ، كل يوم نتوضأ مرتين ثلاثة وبنحطها ايش بأيدنا اليسرى ؟ هذا من صنعنا ولكن نخالفهم لأننا نستطيع أن نفعل هكذا ونتقرب إلى الله بذلك زلفى . وعلى ذلك فقس بارك الله فيك .
السائل : ونحن إن شاء الله نتقرب من الآن .
الشيخ : جزاك الله خير هذا هو الظن بك .
سائل آخر : ... .
السائل : لا والذي يجعلني اطمئن كثيرا بجعلها باليمنى أنه الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شأنه كله.
الشيخ : هذا شيء آخر ، نعم.
السائل : هذا مما يزيد الاطمئنان
الشيخ : .. هو كذلك .لكن نحن طرقنا هذا الموضوع كمثال للمخالفة .
السائل : وأنت نبهتنا عليه
الشيخ : إي جزاك الله خير ، وأنت ترى أهل العلم وطلاب العلم وأهل الجهل من المسلمين جميعا لا ينتبهون لهذه النقطة وهي من فضائل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله .
ولذلك لم يكن من عادة المسلمين إطلاقا أن يمشوا ما اقول أحدهم إنما اقول هم أن يمشوا كجماعة في الطرقات حسرا إنما حدث هذا بعد أن استعمر الكفار بعض البلاد الاسلامية . والذي يعرف البلاد الاسلامية وقدر له أن يطوف فيها يجد الفرق بين شعب استعمر وبين شعب لم يستعمر . الآن أنت عشت في البلاد السعودية ، البلاد السعودية ما قبل بضع سنين ما كنت ترى حاسرا، بينما الحسر في البلاد السورية وهنا وفي مصر مكتسح الشباب.
السائل : هو المتعارف عليه
الشيخ: نعم؟
السائل: هو المتعارف عليه
الشيخ : لا . هو المتعارف عليه لو قيدت كلامك اليوم لوقفنا معك .
السائل : أقصد اليوم
الشيخ : أي . بس نحن بصدد إنه هذا العرف من أين جاءنا ؟
السائل : مستورد
الشيخ : من استعمار الكفار بارك الله فيك ، وهنا الشاهد. البلاد السعودية ولا تؤاخذني لأن الكلام بيجر كلام البلاد السعودية قبل استعمارها اليوم ما كان يعرف فيها هذه العادة إلا بعد أن خالط السعوديون بسبب ان فتحت أمامهم الاذونات للسفر الى بلاد الغرب وأمريكا -وبعضهم من أجل أن يتعلم بعض العلوم - بحسن نية أو بغيرها - مش مهم - ، بدأ الحسر ينتشر في البلاد السعودية . عندنا نحن في دمشق أنا رأيت ظاهرتين اثنتين غير الحسر . نحن في سوريا استعمرنا استعمارا مع الأسف مديدا طويلا من فرنسا ، ولابد قرأتم أو سمعتم ،كانت الموضة في الشباب حلق اللحية والشارب لأن هذه عادة الفرنسين فلما ذهب الفرنسيون وجاءوا البريطانيون ، البريطانيون يربون شواربهم ويحلقون لحاهم فصارت الظاهرة هذه بين الشباب منتشرة .
الجنود في العهد الفرنسي كانوا يحلقون لهم بدون نظام ، فلما جاء البريطان -ويرحمك الله- صاروا يحلقوا جنودهم حلاقة إنجليزية وهي يحلقون لهم هيك ويخلوا قليلا هنا اشبه ما يكون بايش ؟
السائل : بالقزع.
الشيخ : بالقزع. البلاد هذه تأثرت بالتيارات الغربية من قريب ومن بعيد ويختلف ذلك بسيطرة الاستعمار مباشرة أو بطريقة غير مباشرة لذلك فالحسر هذه عادة اجنبية المسلمون من قبل كأمة كشعب لا يعرفون الحسر بل قد ذكر الفقهاء المتأخرون في كتبهم أن من كان يمشي في الطريق حاسرا فشهادته مردودة ، كانوا يعتبرونه مخلا بالمروءة ، فضلا عمن- ولا مؤاخذة لأن الأرض يمكن مسكونة - فضلا عمن يكون حليق اللحية فهذا ساقط ايش ؟ الشهادة فالقصد: يجب نحن أن نلاحظ قاعدة قصد مخالفة الكفار وليس فقط عدم التشبه بهم ولذلك فالشيء إلى ذكره أخونا ابو الحارث - وهذا على مسؤليته أنا ما أدرى - أن فيه بعض المشايخ يقولوا أن هذه العادات الأمر فيها أمر واسع، أنا أقول بقوله هذا ولكن بقيد أن تكون عادة نابعة من نفس المسلمين أما أن تكون عادة مستوردة من الكفار وسببها هو استعمار الكفار الاستعمار الوطني أو الفكري فهذا يأتي هنا هذه القاعدة الهامة ألا وهي " خالفوا المشركين " وكنت أنا جمعت الأحاديث التي جاءت في هذا الباب لدعم شرط من شروط حجاب المرأة المسلمة الذى هو أن لا يشبه لباس الكفار ،حجاب المرأة المسلمة يجب ألا يشبه لباس الكفار . وجمعت يومئذ نحو أربعين حديثا فيها تحذير الرسول صلى الله عليه واله وسلم عن موافقة المشركين والحض على مخالفتهم من ذلك قوله في بعض مناسك الحج : ( هدينا خالف هدى المشركين ) هذا يمكن من الإفاضة من عرفات أو مزدلفة - نسيت الآن . ( هدينا خالف هدى المشركين ) إذن هذه نظام حياة المسلم في الأمور العادية ( هدينا خالف هدى المشركين ) . لذلك ما أرغب لمسلم وبخاصة إذا كان من إخواننا طلاب العلم أن يتأثر بالأجواء التي يعيش فيها ،لأنه نخشى أن لا يقف في هذا عند حد ولو بشيء من التآويل التي وقع فيها بعض من يشار اليهم بالبنان أنهم من أهل العلم في بعض البلاد الاسلامية. مثلا حلق اللحية مثلا قد وجد عندنا في دمشق وفي مصر ومشايخ الأزهر يمكن تعرفون أكثرهم - يحلقون لحاهم ، وجد فيهم من قال إن هذه عادة .
الشيخ : لعلك سمعت بحثا حول حض الرسول صلى الله عليه وسلم على مخالفة المشركين ، وأن مخالفة المشركين هي غير التشبه بالكفار؟
السائل : نعم
الشيخ : أقول لعلك سمعت أو درست أو قرأت أو أي شيء قلته فمقبول منك . يعنى هناك قضيتان القضية الاولى : أعتقد أنه لا تخفى على مسلم وبخاصة إذا كان عنده شيء من الثقافة الشرعية ألا وهي التشبه الكفار، هذه مسألة معروفة لديكم أليس كذلك ؟
السائل : بلى
الشيخ : لكن فيه مسألة أخرى وهى مسألة مخالفة المشركين . فعندك فكرة عنها ؟
السائل : مخالفة المشركين؟؟
الشيخ : ايه . يعني في عاداتهم في تقاليدهم حتى فى ما ليس لهم خيرة في ذوات أنفسهم عندك فكرة؟
السائل : والله عندي شيء من الفكرة.
الشيخ : يقنعنا منك القليل منها فهاتها.
السائل : والله يعنى فيما يبدو وفيما مر علي من قراءتي لكتاب شيخ الاسلام اقتضاء الصراط المستقيم وغيره فيما يتعلق بالملبس أن ما اعتاده المشركون في اللبس وتعارفوا عليه في لبسه - فيعنى- استعمال المسلم في ملبسه - يعني- ليماثل في ملبسه ملبس المشركين فهذا يدخل فى باب التشبه لعله .
الشيخ : يقولوا عنها بالتعبير السوري " شكلتها " أي علقتها إذا قلت لعله -يضحك-
سائل آخر : الشيخ فصل البحث بين التفريق.. أنت الآن ذكرت التشبه ختمت كلامك بالتشبه كلامك والشيخ كان استفساره عن المخالفة
الشيخ : لا هو بدأ حديثه بالمخالفة ثم انتهى بالتشبه .
السائل : لعلك تقصد بالمخالفة الترك وبالتشبه الفعل يعني؟؟
الشيخ : أقصد بالمخالفة ايش قلت ؟
السائل : بالمخالفة الترك الترك
الشيخ : الترك؟؟ لا أقصد الفعل ،الفعل الذى يخالف فعلهم . أنا أردت من سؤالي وإلا مؤاخذة هو توفير الوقت عسى وقد قلنا آنفا أننا سنبقى هنا نصف ساعة فاردت أن أصل معك إلى موضوع العادة الجارية اليوم في بعض البلاد الاسلامية من الانطلاق في الطرقات والدخول في الصلاة حسرا . أردت أن الفت النظر أنه هذه عادة غير إسلامية وإنما هي عادة اجنبية ، وحينئذ فإن قيل بأنه لا تشبه في ذلك فأقل ما يقال إن علينا أن نقصد مخالفة الكفار فيما هم من عاداتهم . والذي يعني يحسم الموضوع قوله صلى الله عليه وسلم: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) وكلنا يعلم أن الشيب ليس من الأفعال الاختيارية التي للإنسان قدرة و اختيار ألا يشيب ، سنة الله في خلقه (( ولن تجد لسنة الله تبديلا )) . فكما يشيب المسلم يشيب الكافر هذه حقيقة مشاهدة ،مع ذلك الرسول صلى الله عليه واله وسلم من اهتمامه بتكوين شخصية المسلم نهاهم فيما إذا شاب مثلي أن يصبغ شيبه مخالفة لليهود. هنا لا يقال أنا تشبهت هذا الشيخ المسلم تشبه بذلك الشيخ الكافر ما يقال هذا، لأنه ليس من فعله ولا من فعلي، ولكن هنا يأتي موضوع المخالفة والرسول صلى الله عليه واله وسلم يأمرنا بأن نخالف الكفار في شيبهم الذى هو ليس من صنعهم . واضح ؟ فالآن إذا كان هناك عادة للكفار ونحن الان نضع بين يديك مثلا عمليا لعلك تقتنع أولا به ، ثم تقتدي بنا فيه ، فأنت ترى الآن أغلبنا يضع الساعة في يمناه والعادة أن توضع في اليسرى ..عادة من هذه؟؟
السائل : عادة من أوجد الساعة.
الشيخ : من الذي أوجد هذه الساعة ؟
السائل : الظاهر اهل الكفر
سائل آخر : الظاهر والباطن
الشيخ : لا بس شوف التحفظ يقول الظاهر -يضحك- هذه المشكلة . والحقيقة يا أستاذ ؟. هذا هو الظاهر والحقيقة ؟؟
السائل : وهي الحقيقة إن شاء الله .
الشيخ : -يضحك- إن شاء الله لا هذه بنفسرها إن شاء الله مثلما قال ابن تيمية الله يرحمه: تحقيقا لا تعليقا أليس كذلك ؟
السائل : بلى
الشيخ : إذن هذه الساعة نعني الساعة اليدوية ولا نتكلم عن الساعة الجدارية التي أهدها وبالتعبير السورى " اسق الله " أهداها هارون الرشيد إلى "شارلمان" ما نتكلم عن الساعة الجدارية وإنما نتكلم عن الساعة اليدوية هذه أوجدها الكفار واعتادوا أن يضعوها في شمائلهم ، فنحن الان نتقرب الى الله بان نضعها في إيماننا. لماذا ؟
لأننا نقول إذا كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يأمرنا أن نخالف الكفار في شيء ليس من صنعنا أفلا نخالفهم في شيء هو من صنعنا .اه ، كل يوم نتوضأ مرتين ثلاثة وبنحطها ايش بأيدنا اليسرى ؟ هذا من صنعنا ولكن نخالفهم لأننا نستطيع أن نفعل هكذا ونتقرب إلى الله بذلك زلفى . وعلى ذلك فقس بارك الله فيك .
السائل : ونحن إن شاء الله نتقرب من الآن .
الشيخ : جزاك الله خير هذا هو الظن بك .
سائل آخر : ... .
السائل : لا والذي يجعلني اطمئن كثيرا بجعلها باليمنى أنه الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شأنه كله.
الشيخ : هذا شيء آخر ، نعم.
السائل : هذا مما يزيد الاطمئنان
الشيخ : .. هو كذلك .لكن نحن طرقنا هذا الموضوع كمثال للمخالفة .
السائل : وأنت نبهتنا عليه
الشيخ : إي جزاك الله خير ، وأنت ترى أهل العلم وطلاب العلم وأهل الجهل من المسلمين جميعا لا ينتبهون لهذه النقطة وهي من فضائل شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله .
ولذلك لم يكن من عادة المسلمين إطلاقا أن يمشوا ما اقول أحدهم إنما اقول هم أن يمشوا كجماعة في الطرقات حسرا إنما حدث هذا بعد أن استعمر الكفار بعض البلاد الاسلامية . والذي يعرف البلاد الاسلامية وقدر له أن يطوف فيها يجد الفرق بين شعب استعمر وبين شعب لم يستعمر . الآن أنت عشت في البلاد السعودية ، البلاد السعودية ما قبل بضع سنين ما كنت ترى حاسرا، بينما الحسر في البلاد السورية وهنا وفي مصر مكتسح الشباب.
السائل : هو المتعارف عليه
الشيخ: نعم؟
السائل: هو المتعارف عليه
الشيخ : لا . هو المتعارف عليه لو قيدت كلامك اليوم لوقفنا معك .
السائل : أقصد اليوم
الشيخ : أي . بس نحن بصدد إنه هذا العرف من أين جاءنا ؟
السائل : مستورد
الشيخ : من استعمار الكفار بارك الله فيك ، وهنا الشاهد. البلاد السعودية ولا تؤاخذني لأن الكلام بيجر كلام البلاد السعودية قبل استعمارها اليوم ما كان يعرف فيها هذه العادة إلا بعد أن خالط السعوديون بسبب ان فتحت أمامهم الاذونات للسفر الى بلاد الغرب وأمريكا -وبعضهم من أجل أن يتعلم بعض العلوم - بحسن نية أو بغيرها - مش مهم - ، بدأ الحسر ينتشر في البلاد السعودية . عندنا نحن في دمشق أنا رأيت ظاهرتين اثنتين غير الحسر . نحن في سوريا استعمرنا استعمارا مع الأسف مديدا طويلا من فرنسا ، ولابد قرأتم أو سمعتم ،كانت الموضة في الشباب حلق اللحية والشارب لأن هذه عادة الفرنسين فلما ذهب الفرنسيون وجاءوا البريطانيون ، البريطانيون يربون شواربهم ويحلقون لحاهم فصارت الظاهرة هذه بين الشباب منتشرة .
الجنود في العهد الفرنسي كانوا يحلقون لهم بدون نظام ، فلما جاء البريطان -ويرحمك الله- صاروا يحلقوا جنودهم حلاقة إنجليزية وهي يحلقون لهم هيك ويخلوا قليلا هنا اشبه ما يكون بايش ؟
السائل : بالقزع.
الشيخ : بالقزع. البلاد هذه تأثرت بالتيارات الغربية من قريب ومن بعيد ويختلف ذلك بسيطرة الاستعمار مباشرة أو بطريقة غير مباشرة لذلك فالحسر هذه عادة اجنبية المسلمون من قبل كأمة كشعب لا يعرفون الحسر بل قد ذكر الفقهاء المتأخرون في كتبهم أن من كان يمشي في الطريق حاسرا فشهادته مردودة ، كانوا يعتبرونه مخلا بالمروءة ، فضلا عمن- ولا مؤاخذة لأن الأرض يمكن مسكونة - فضلا عمن يكون حليق اللحية فهذا ساقط ايش ؟ الشهادة فالقصد: يجب نحن أن نلاحظ قاعدة قصد مخالفة الكفار وليس فقط عدم التشبه بهم ولذلك فالشيء إلى ذكره أخونا ابو الحارث - وهذا على مسؤليته أنا ما أدرى - أن فيه بعض المشايخ يقولوا أن هذه العادات الأمر فيها أمر واسع، أنا أقول بقوله هذا ولكن بقيد أن تكون عادة نابعة من نفس المسلمين أما أن تكون عادة مستوردة من الكفار وسببها هو استعمار الكفار الاستعمار الوطني أو الفكري فهذا يأتي هنا هذه القاعدة الهامة ألا وهي " خالفوا المشركين " وكنت أنا جمعت الأحاديث التي جاءت في هذا الباب لدعم شرط من شروط حجاب المرأة المسلمة الذى هو أن لا يشبه لباس الكفار ،حجاب المرأة المسلمة يجب ألا يشبه لباس الكفار . وجمعت يومئذ نحو أربعين حديثا فيها تحذير الرسول صلى الله عليه واله وسلم عن موافقة المشركين والحض على مخالفتهم من ذلك قوله في بعض مناسك الحج : ( هدينا خالف هدى المشركين ) هذا يمكن من الإفاضة من عرفات أو مزدلفة - نسيت الآن . ( هدينا خالف هدى المشركين ) إذن هذه نظام حياة المسلم في الأمور العادية ( هدينا خالف هدى المشركين ) . لذلك ما أرغب لمسلم وبخاصة إذا كان من إخواننا طلاب العلم أن يتأثر بالأجواء التي يعيش فيها ،لأنه نخشى أن لا يقف في هذا عند حد ولو بشيء من التآويل التي وقع فيها بعض من يشار اليهم بالبنان أنهم من أهل العلم في بعض البلاد الاسلامية. مثلا حلق اللحية مثلا قد وجد عندنا في دمشق وفي مصر ومشايخ الأزهر يمكن تعرفون أكثرهم - يحلقون لحاهم ، وجد فيهم من قال إن هذه عادة .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 341
- توقيت الفهرسة : 00:27:34
- نسخة مدققة إملائيًّا