ما هو الكفر البواح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو الكفر البواح ؟
A-
A=
A+
السائل : جاء في حديث عبادة بن الصامت في الصحيح ( دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه، فكان فيما أخذ علينا أن بايعناه على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرةٍ علينا وألا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله فيه برهان ) ، فالسؤال المطروح وهو توضيح معنى الكفر البواح ؟

الشيخ : يعني كفر الصريح الذي ليس عند صاحبه حجة يقتنع بها في نفسه فضلاً عن أن يستطيع أن قنع بها غيره .

فالحجة هنا هي الحجة القاطعة البينة، أن يأتي بحجة على الكفر الذي نسميه نحن، أما إذا كان جاء بحجة هو مقتنع بها فلا يجوز الخروج عليه لأنه خالف معهودنا وخالف معلوماتنا.

وبهذا نعلل فتنة المأمون العباسي حيث خرج على العالم الإسلامي في خلافته بقوله بأن القرآن مخلوق، فهم ما خرجوا عليه فنجد العالم الإسلامي يومئذٍ وفيه العلماء الفطاحل من المحدثين والفقهاء والأئمة ما خرجوا عليهم وهم كانوا بلا شك يعني أقوى منا اليوم في الخروج عليهم، لكنهم لما كانوا يتبنون هذا الحكم وهو أنه لا يجوز للمسلمين أن يخرجوا على حكامهم وأمرائهم إلا إذا رأوا منهم كفرًا بواحًا، ما رأوا منهم الكفر البواح لأنه الكفر البواح يمكن أن نفهمه بما يعبر عنه بعض العلماء في بعض المناسبات بما كان معلومًا من الدين بالضرورة، يعني حكمٌ يشترك في معرفته الخاصة والعامة، العالم والجاهل، فإذا أعلن الحاكم يومًا ما استباحة أمر مقطوع تحريمه مثلاً من الدين بالضرورة حينئذٍ تسقط البيعة التي بيوع بها، لأنه ارتكب كفرًا بواحًا صريحًا، أما مسألة خلق القرآن صحيح أنها خطأ بلا شك، لكن وين الدليل؟ العلماء السلف الصحابة الأولون ما تكلموا في هذه القضية، لكن لما خرجت المعتزلة بهذه العقيدة الباطلة المنحرفة طبعًا على الأدلة الشرعية، وقالوا إن كلام الله مخلوق، اضطروا علماء السنة وبخاصة منهم علماء الحديث أن يقابلوا هذا القول بنقيده وهو الصواب، وأن يقولوا كلام الله هو صفة من صافته ولا يعقل أن يكون مخلوقًا لكن هذا أشبه شيء بما يسمى علم الكلام، ولنقول عبارة أخرى أشبه شيء بالفلسفة، من يفهم أن هذه الصفة هي صفة تبع للذات والذات قديمة فالصفات قديمة فليزم منه الكلام إذًا ما هو مخلوق لأنه هذا صفة للخالق وا وا، هذا أمور اجتهادية استنباطية وليست كل الأمور الاجتهادية الاستنباطية باطلة، ولا هي كلها صواب.

لكن يختلف الأمر بين ما هو منصوص وعليه وبين ما هو بطريق الاجتهاد والاستنباط، لذلك نجد العلماء يومئذٍ ما قابلوا دلالة المهدي بالخروج عليه، لأنه صحيح جاء بأمرٍ منكر لكن ما جاء كفرًا بواحًا، ولذلك لقوا ما لقوا من التعذيب والسجن وربما الموت والقتل وما خرجوا عليهم، وهنا الآن نحن بعد أن تبين لنا ما هو الكفر البواح وضربنا بعض الأمثلة، ما فائدة فهم هذا الحديث في هذا العصر حيث لا بيعة، أنا أعتقد أن الذين يثيرون هذا السؤال وأمثاله هم من الجماعة الخوارج المحدثين، هم يحملون الفكر الجديد الذي تبنته جماعة سموا بحق أو بباطل بجماعة الكفر والهجرة نعم .

السائل : التكفير والهجرة

الشيخ : التكفير والهجرة آه ، هؤلاء يريدون ... من كثير من حكام المسلمين، إذًا يجوز الخروج عليهم، نحن نقول لهم الأصل أنتم ما بايعتم، المسألة أهون مما يتصورن لكنها أخطر مما يزعمون، يعني من زاوية هي أهون ومن زاوية هي أخطر، في الأصل ليس هناك إمام بيوع حتى نسحب البيعة وقد رأينا إيش الكفر الكفر البواح، لا ما فيه ...

مواضيع متعلقة