ما حكم الدخان ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الدخان ؟
A-
A=
A+
السائل : أتعبناك يا شيخ , السؤال الأخير .

الشيخ : تفضل , ما هي بشارة هذي .

السائل : نحن نعلم أن الحلال والحرام هو من الله عزّ وجل , ما أحله الله في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وما حرمه الله في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فهو حرام , فما حكم الدخان هنا والدليل على ذلك , بارك الله فيك ؟

الشيخ : على الخبير سقطت , نحن لا نشك من عشرات السنين وليس بعد ما أُذيع في الإذاعات المسموعة والمرئية كما يقولون اليوم عن أضرار الدخان وأنه من الأسباب القوية لمرض الخبيث السرطان , فقد كان معلوما منذ القديم بأن شرب الدخان يضر بالأبدان ولكن لم يكن عند بعضهم هذا الضرر مقطوعا بالنسبة لكل الذين يدمنون شرب الدخان فكان يُظن إن يمكن البعض يتضرر والبعض لا يتضرر لكن الآن أصبح حقيقة طبية لا مراء فيها ولا جدال أن الدخان بالمادّة التي فيه وهي المعروفة بنيكوتين فهي مادة مضرة جدا بالبدن , ولذلك فالدخان حرام عندنا من جهات ممكن أن تحصر بثلاث جهات الجهة الأولى وهي الواضحة التي لا إشكال فيها رائحته الكريهة التي تؤذي المؤمنين المعافين من شرب الدخان , ولا بد قبل إتمام الكلام هذا من لفت النظر أنْ لا أحد سواء كان من المدمنين لشرب الدخان أو من الأطباء الذين يدرسون هذا الدخان دراسة طبية , لا أحد منهم يستطيع أن يقول بأن الدخان من حيث هو دخان مفيد في الصحة لا أحد يقول هذا إطلاقا , فإذًا إذْ خلا من أي فائدة وتطبّع بطابع الرائحة الخبيثة واقترن مع هذه الرائحة الخبيثة الإيذاء فمن هذه الناحية يحرم استعمال الدخان والآن أنا أتكلم فقط من ناحية الرائحة وليس من ناحية الضرر الصحي البدني لأننا نعلم من السنة الصحيحة أن الإيذاء لا يجوز إسلاميا حتى بأطيب الكلام حتى بتلاوة القرآن , وهذا صريح في حديث سنن أبي داود والإمام أحمد مسند أحمد وموطأ مالك من حديث أبي سعيد الخدري ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سمع بعض أهل المسجد يرفعون أصواتهم بتلاوة القرآن فقال: يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذوا المؤمنين ) فتؤذوا المؤمنين , إذًا نهاهم عن أن يؤذوا برفع صوتهم بتلاوة كلام الله فتؤذوا المؤمنين من هؤلاء المؤمنين؟ هم الذين يشاركون هؤلاء الجاهرين بتلاوة قرآن بالجلوس في المسجد وكل واحد بقا إلو غاية في جلوسه , إما أن يذكر الله سرّا وذلك أفضل الذكر وإما أن يدرس مع بعض إخوانه فقه علم حديث إلى آخره فيشوش عليه أولئك الجاهرون بالقرآن فيتأذّون بالجهر فنهاهم الرسول عليه السلام عن مثل هذا الإيذاء , فإذا كان الشرع الحكيم نهى عن مثل هذا الإيذاء وما ألطفه من إيذاء بإسماعهم لكلام الله عزّ وجل مع ذلك ما دام اقترن به إيذاء لم يجز أن ترفع صوتك بكلام الله عزّ وجل القرآن , هذا شيء لطيف جدا يمكن للمسلم المتجرد عن الهوى أولا وعن العصبية العلمية ثانيا أن يقنع بأن الدخان هذا لو لم يكن فيه إلا إيذاء من حوله من الجالسين ولا أقول من المصلين لأننا حينما نقوم في الصف ويأتينا رجل شرّيب دخان نكاد نقطع الصلاة من رائحته الكريهة فهو يؤذينا ونحن نصلي ونحن نناجي ربنا عز وجل في الصلاة هذا أشد إيذاءً من إيذاء أولئك برفع الصوت بالقرآن .

مواضيع متعلقة