ما الحكم الشرعي فيمن ارتكب ذنبا وليس هناك من يقيم عليه الحد ان كان قد تاب ويريد التطهير.؟
A-
A=
A+
السائل : يقول السائل هنا أحد الناس ارتكب جريمة الزنا أو السرقة أو أي جريمة أخرى ولم يطبق عليه الحكم الشرعي من الكتاب والسنة لعدم وجود من يطبق هذه الأحكام في هذه الأيام فما هو الحكم الشرعي عليه في هذه الأيام علما بأنه أولا غير تائب عن ذنبه ولا يزال على حاله اثنين تاب عن ذنبه ؟
الشيخ : الذي لم يتب ولم يرتدع عن ذنبه لا يسأل مثل هذا السؤال لأنّ هذا المصر على توبته لا يحرص على أن يطهره الحاكم المسلم إنما يصح أن يصدر مثل هذا السؤال من شخص ندم على ما صدر منه من حد أو من ذنب يستحق الحد, هذا ممكن أن يصور منه أن يسأل مثل هذا السؤال فإذا كان هناك فعلا من واقع محرما من هذا الشباب المبتلى في هذا الزمان وأراد أن يلقى الله عز وجل وهو طاهر من ذنبه فالأمر بالنسبة إليه سهل جدا جدا ولو كان لا يوجد مع الأسف اليوم من يقيم الحدود الشرعية في هذه الدول الإسلامية .
إقامة الحدود الشرعية هي رحمة من الله عزّ وجل ولا شك ولا ريب كما قال عز وجل: (( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب )) ذلك لأن الحد إذا ما أقيم على المحدود كان ذلك طهرة له وتزكية له وتوبة له, هذا بالنسبة إليه وبالنسبة للمجتمع الذي تورط فيه ووقع منه ذلك الذنب وحدّ من أجله يكون أيضا عبرة لغيره ممن قد يصاب بمثل ذنبه ولهذا قال: (( في القصاص حياة )) أي حياة الأمة حياة الشعب ولو أنه مات لكن حياته في الآخرة خير له ما دام أنه طهّر من ذنبه بإقامة الحد عليه أما ولا يوجد اليوم من يقيم الحدّ فقد جعل الله عزّ وجل لمثل هذا الإنسان طريقا سهلا سمحا وذلك أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى بل إن الشارع الحكيم يرغب ممن يصاب بمثل هذه المعصية أن لا يعرض نفسه لمن يقيم الحد عليه أي لو كان هناك حاكم مسلم يقيم شريعة الله وحدود الله على من يستحقها ثم وقع أحد أفراد الشعب في حد من حدود الله فالإسلام يأمره بأن يستر على نفسه وأن لا يكشف عن ذنبه لذاك الحاكم الذي يريد أن يطهره منه ولعلكم تعلمون قصة ماعز الذي زنى بتلك المرأة الغامدية حيث جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب منه إقامة الحد بقوله: يا رسول الله طهّرني جاءه من الجهة اليمنى فانحرف عنه عليه السلام إلى الجهة اليسرى, واضح جدا كأنه يقول بلسان الحال غيب وجهك عني ولا تسمعني كلمتك هذه لكن الرجل يريد أن يطّهّر فجاءه إلى الجهة الأخرى يا رسول الله طهرني أيضا صرف وجهه عنه هكذا ثلاث مرات فجاءه إلى الجهة الأولى يا رسول الله طهّرني عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ماعزا هذا جاد في ما يطلبه من إقامة الحد عليه فقال صلى الله عليه وأله وسلم: ( استنكهوه استنكهوه ) إيش معناه هذا اللفظ يعني شمو رائحته رائحة فمه لعله رجل شربان وسكران فهو يهذي بما لا يدري, استنكهوه رائحة فمه رائحة فم نظيف من الخمر فأخبروه فأمر عليه الصلاة والسلام برجمه بالحجارة فرجموه حتى مات فتكلم بعض الذين رجموه بكلمة فيها غمز وطعن في ماعز بأنه وقع في الزنا فقال عليه السلام: ( لقد تاب توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم ) فنحن نرى في هذه القصة وهي في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد في أول الأمر أن يصرف الأمر أن لا يفضح نفسه أمام الناس ولو بطلب إقامة الحد عليه وعرفتم النتيجة ولذلك جاء في بعض الأحاديث ما معناه ( من ابتلي بشيء من هذه القاذورات أن يستتر فليستتر ... ) فالله عز وجل ستير يحب الستر والجملة معترضة أرى بعض إخواننا الحاضرين يتثاءب ويفتح فمه فالسّنة بهذه المناسبة أن يضع يده على فمه قال: ( لأن الشيطان يدخل من فمه ) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) ( فليكظم ما استطاع ) يعني يجاهد نفسه ما يخلي الشيطان يتغلب عليك ويفتح فاه, فإذا غلبه الشيطان ولا بد فليضع فمه, هذا أدب من آداب الإسلام فيما يتعلق بالتثاؤب وبعض الناس يغفلون أحيانا لا يكتفي بأن يفتح فمه كالجورب بل ويضيف إلى ذلك صوتا فيقول الرسول عليه السلام هذا الصوت إنما يضحك الشيطان عليه ولذلك فليكظم ما استطاع, لا غلبه وفتح فاه فإذا يضع يده هذه موعظة بالنسبة لهذه المناسبة .
الشاهد من ابتلي بشيء من هذه القاذورات أن يستتر فليستتر, لا يفضح نفسه ولا يقل خاصة في هذا الزمان لا يقل لأحد المشايخ أو الأصدقاء أو الإخوان أنا فعلت كذا وكذا وأنا أريد من يقيم الحد علي لا الجواب سهل جدا تب إلى الله عز وجل توبة نصوحا, ما هي شروط التوبة النصوحة ؟ أولا أن تندم على ما فات وأن تعزم على أن لا تعود وثالثا على أن تكثر من الأعمال الصالحة إذن لا حاجة بالمسلم أن يفضح نفسه بزعم أنه يريد أن يطهَّر بإقامة الحد لا التوبة تمحو الحوبة, التوبة النصوح تقوم مقام الحد لكن شروطها كما ذكرت لكم آنفا أن يندم على ما حصل منه إن كان زنا إن كان سرقة إن كان شرب خمر إن كان غيبة إن كان نميمة أي شيء كان يندم على ما فات ويعزم على أن لا يعود ويكثر من الأعمال الصالحة ذلك قوله تعالى الصريح في القرآن الكريم حينما ذكر عباد الرحمن قال تعالى في أوصافهم: (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )) إذن كل من ارتكب ذنبا يستحق عليه شرعا جدا ولا حدود اليوم مع الأسف فما عليه غير أن يعود إلى الله نادما على ما فعل عازما على أن لا يعود مكثرا من الأعمال الصالحة هذا معنى قوله تعالى: (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات )) نعم .
الشيخ : الذي لم يتب ولم يرتدع عن ذنبه لا يسأل مثل هذا السؤال لأنّ هذا المصر على توبته لا يحرص على أن يطهره الحاكم المسلم إنما يصح أن يصدر مثل هذا السؤال من شخص ندم على ما صدر منه من حد أو من ذنب يستحق الحد, هذا ممكن أن يصور منه أن يسأل مثل هذا السؤال فإذا كان هناك فعلا من واقع محرما من هذا الشباب المبتلى في هذا الزمان وأراد أن يلقى الله عز وجل وهو طاهر من ذنبه فالأمر بالنسبة إليه سهل جدا جدا ولو كان لا يوجد مع الأسف اليوم من يقيم الحدود الشرعية في هذه الدول الإسلامية .
إقامة الحدود الشرعية هي رحمة من الله عزّ وجل ولا شك ولا ريب كما قال عز وجل: (( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب )) ذلك لأن الحد إذا ما أقيم على المحدود كان ذلك طهرة له وتزكية له وتوبة له, هذا بالنسبة إليه وبالنسبة للمجتمع الذي تورط فيه ووقع منه ذلك الذنب وحدّ من أجله يكون أيضا عبرة لغيره ممن قد يصاب بمثل ذنبه ولهذا قال: (( في القصاص حياة )) أي حياة الأمة حياة الشعب ولو أنه مات لكن حياته في الآخرة خير له ما دام أنه طهّر من ذنبه بإقامة الحد عليه أما ولا يوجد اليوم من يقيم الحدّ فقد جعل الله عزّ وجل لمثل هذا الإنسان طريقا سهلا سمحا وذلك أن يتوب إلى الله تبارك وتعالى بل إن الشارع الحكيم يرغب ممن يصاب بمثل هذه المعصية أن لا يعرض نفسه لمن يقيم الحد عليه أي لو كان هناك حاكم مسلم يقيم شريعة الله وحدود الله على من يستحقها ثم وقع أحد أفراد الشعب في حد من حدود الله فالإسلام يأمره بأن يستر على نفسه وأن لا يكشف عن ذنبه لذاك الحاكم الذي يريد أن يطهره منه ولعلكم تعلمون قصة ماعز الذي زنى بتلك المرأة الغامدية حيث جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم يطلب منه إقامة الحد بقوله: يا رسول الله طهّرني جاءه من الجهة اليمنى فانحرف عنه عليه السلام إلى الجهة اليسرى, واضح جدا كأنه يقول بلسان الحال غيب وجهك عني ولا تسمعني كلمتك هذه لكن الرجل يريد أن يطّهّر فجاءه إلى الجهة الأخرى يا رسول الله طهرني أيضا صرف وجهه عنه هكذا ثلاث مرات فجاءه إلى الجهة الأولى يا رسول الله طهّرني عرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأن ماعزا هذا جاد في ما يطلبه من إقامة الحد عليه فقال صلى الله عليه وأله وسلم: ( استنكهوه استنكهوه ) إيش معناه هذا اللفظ يعني شمو رائحته رائحة فمه لعله رجل شربان وسكران فهو يهذي بما لا يدري, استنكهوه رائحة فمه رائحة فم نظيف من الخمر فأخبروه فأمر عليه الصلاة والسلام برجمه بالحجارة فرجموه حتى مات فتكلم بعض الذين رجموه بكلمة فيها غمز وطعن في ماعز بأنه وقع في الزنا فقال عليه السلام: ( لقد تاب توبة لو قسمت على أهل المدينة لوسعتهم ) فنحن نرى في هذه القصة وهي في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أراد في أول الأمر أن يصرف الأمر أن لا يفضح نفسه أمام الناس ولو بطلب إقامة الحد عليه وعرفتم النتيجة ولذلك جاء في بعض الأحاديث ما معناه ( من ابتلي بشيء من هذه القاذورات أن يستتر فليستتر ... ) فالله عز وجل ستير يحب الستر والجملة معترضة أرى بعض إخواننا الحاضرين يتثاءب ويفتح فمه فالسّنة بهذه المناسبة أن يضع يده على فمه قال: ( لأن الشيطان يدخل من فمه ) ولذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ( إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع ) ( فليكظم ما استطاع ) يعني يجاهد نفسه ما يخلي الشيطان يتغلب عليك ويفتح فاه, فإذا غلبه الشيطان ولا بد فليضع فمه, هذا أدب من آداب الإسلام فيما يتعلق بالتثاؤب وبعض الناس يغفلون أحيانا لا يكتفي بأن يفتح فمه كالجورب بل ويضيف إلى ذلك صوتا فيقول الرسول عليه السلام هذا الصوت إنما يضحك الشيطان عليه ولذلك فليكظم ما استطاع, لا غلبه وفتح فاه فإذا يضع يده هذه موعظة بالنسبة لهذه المناسبة .
الشاهد من ابتلي بشيء من هذه القاذورات أن يستتر فليستتر, لا يفضح نفسه ولا يقل خاصة في هذا الزمان لا يقل لأحد المشايخ أو الأصدقاء أو الإخوان أنا فعلت كذا وكذا وأنا أريد من يقيم الحد علي لا الجواب سهل جدا تب إلى الله عز وجل توبة نصوحا, ما هي شروط التوبة النصوحة ؟ أولا أن تندم على ما فات وأن تعزم على أن لا تعود وثالثا على أن تكثر من الأعمال الصالحة إذن لا حاجة بالمسلم أن يفضح نفسه بزعم أنه يريد أن يطهَّر بإقامة الحد لا التوبة تمحو الحوبة, التوبة النصوح تقوم مقام الحد لكن شروطها كما ذكرت لكم آنفا أن يندم على ما حصل منه إن كان زنا إن كان سرقة إن كان شرب خمر إن كان غيبة إن كان نميمة أي شيء كان يندم على ما فات ويعزم على أن لا يعود ويكثر من الأعمال الصالحة ذلك قوله تعالى الصريح في القرآن الكريم حينما ذكر عباد الرحمن قال تعالى في أوصافهم: (( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما )) إذن كل من ارتكب ذنبا يستحق عليه شرعا جدا ولا حدود اليوم مع الأسف فما عليه غير أن يعود إلى الله نادما على ما فعل عازما على أن لا يعود مكثرا من الأعمال الصالحة هذا معنى قوله تعالى: (( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات )) نعم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 716
- توقيت الفهرسة : 00:30:10
- نسخة مدققة إملائيًّا