هل أحاديث النهي عن الذَّهب المحلق منسوخة أم شاذَّة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل أحاديث النهي عن الذَّهب المحلق منسوخة أم شاذَّة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : الآن لما ذكرت أنت ابن باز فهمت أنا سؤالك مش سؤال عام ، سؤالك مثل ما قال لك أبو عبد الله حول الذهب المحلَّق ، فأنت غمغمتها - بنقول نحن - ضيَّعتها .

السائل : بس أنا مقتنع بالـ ... .

الشيخ : اصبر الله يهديك ؛ قلت بصورة عامة ، عم أفكر بصورة عامة شو في صورة عامة ؟ ناسخ ومنسوخ ما في شي ، فلما أنت ذكرت ابن باز عرفت أنَّ البحث في الذهب المحلق مش بصورة عامة .

السائل : يا شيخ ... .

الشيخ : اسمع ، فالآن أنا أقول لك في الأحاديث المتعلقة بالذهب المحلَّق ما في منسوخة ، ما في شاذَّة ، لكن مع الأسف لما بيعيش الشخص لو كان عالمًا فاضلًا في جوّ أوَّلًا علمي رتيب يعني روتين معيَّن ، دراسة معيَّنة ، والحياة العملية هاللي هو عايشها تتجاوب مع الحياة العلمية فمن الصَّعب أنُّو يجري دراسة حرَّة تخليه يغيِّر من أفكاره وبعدين يُغيِّر من حياته الاجتماعية ؛ فابن باز كغيره من أهل العلم عاشوا في المذهب الحنبلي مع المذاهب الأخرى في هذه المسألة بالذات كلها تقول بإباحة كلِّ الذهب للنساء ؛ فلما طلع على الناس كتاب = -- هذه من إيش ؟ من ... هذه -- = لما طلع على الناس كتاب " آداب الزفاف " فُوجِئوا بفقه جديد يمكن ما طرق سمعهم في حياتهم كلها ، وإن كان طرق سمعهم فما علَّق ، فات من هون طلع من هون ؛ لأنُّو هاللي دارسينه كما جاء في الحديث : ( هذان حرامٌ على ذكور أمَّتي حِلٌّ لإناثها ) .

السائل : بس ، واكتفوا بها .

الشيخ : قعدوا بقى يفكروا شو المَخْلص من هالأحاديث اللي جابها الألباني ؟ هذه الأحاديث موقف بعض العلماء المتعصِّبين يختلف عن موقف آخر ؛ بعضهم مثل " إسماعيل الأنصاري " بيركب كلَّ صعبٍ وذَلول في سبيل الكشف عن علَّة لتضعيف هذه الأحاديث ، ولا سبيل إليها من الناحية العلمية ، والشَّيخ ابن باز بيمر سريعًا حول هذه الأحاديث بكلمة : " شاذَّة " ، أحاديث كبير كثير شاذَّة في علم الحديث له تعريف خاص ، أنا اليوم خرَّجت حديث في " السلسلة الصحيحة " أعطيته رقم ( 2687 ) أظن نصُّه : ( صيام ثلاثة أيام من كلِّ شهرٍ صيام الدهر صامه وأفطره ) . حديث صحيح . شو معناه ؟ ثلاثة أيام من كلِّ شهر ثلاثين حسنة ؛ فكأنه صام شهر ثلاثين يوم ؛ لكن النكتة هو صام وأفطر ، فهو جمع في صيام الثلاثة أيام صيام الدهر شرعًا من حيث الأجر ، لكنه أفطر من حيث الواقع ؛ لأنُّو أكثر الشهر مفطر ، صام منه إيش ؟ ثلاثة أيام .

السائل : يعني له أجر الصائم في إفطاره ؟

الشيخ : آ .

الشاهد : ابن حبان روى هذا الحديث بإسناده صحيح ، بعدين ساق نفس الحديث بنفس السند عن شيخ واحد اسمه يحيى بن سعيد القطان بنفس سند الشَّيخ الأول اللي روى اللفظ الأول ، لكن يحيى بن سعيد القطان شو قال ؟ هناك قال : ( صامه ) الدهر ، ما قلنا ؟ ( صامه وأفطره ) هذا شو قال ؟ : ( صامه وقامه ) ، هنا اختلف المعنى ، هذا لو صح أُعطِيَ أجر الصيام والقيام ، شو بيقول ابن حبان ؟ بيقول وكيع اللي رواه باللفظ الأول ويحيى بن سعيد القطان اللي رواه باللفظ الآخر كلاهما ثقتان حافظان ، وبيسكت ، نحن بقى شو بنفهم من الكلام ؟ أنُّو اللفظين ثابتين ، أنا توجَّهت بقى للتحقيق في هالموضوع لأنُّو لأول نظرة أستبعد كلام ابن حبان أنُّو يكون باللفظين هدول يكونوا صحيحين في حديث واحد ومن طريق واحد ، بس تحت اثنين اختلفوا ، واحد : ( صامه وأفطره ) ، والثاني : ( صامه وقامه ) ، انطلقت أبحث فوجدت خمسة من الحفَّاظ مع وكيع اللي روى اللفظ الأول منهم نفس يحيى بن سعيد القطان اللي رواه ابن حبان عنه باللفظ الآخر ، فمعناه : صار عندنا ست ثقات ؛ أحدهم يحيى بن سعيد القطان رواه بالرواية الأولى خلاف الرواية الأخرى اللي رواها ابن حبان ، تكلمت أنا طويلًا هنا في " السلسلة " الآن يُقال عن الرواية الثانية تبع : ( أفطره وقامه ) شاذَّة ؛ ليه ؟ لأنُّو واحد خالف خمسة من الثقات ، بل هذا الواحد نفسه اثنين اختلفوا عليه ؛ واحد رواه باللفظ الثاني وواحد رواه باللفظ الأول ؛ فإذًا نأخذ رواية هذا اللي يوافق رواية الخمسة أولى من أخذ هديك الرواية ، فأنا حطيت بقى بالنسبة للفظ الأول : " صحيح " ، بالنسبة للفظ الثاني : " شاذ " .

السائل : ( صامه وقامه ) شاذّ ؟

الشيخ : أيوا ؛ ( صامه وأفطره ) محفوظ صحيح . هذا مثال للحديث الشاذ ، الشَّيخ ابن باز - الله يحفظه - بيلقيها هيك كلمة سهلة أنُّو هذا حديث شاذ ، شو حديث شاذ ؟! أوَّلًا فيه عندنا عدة أحاديث في تحريم خاتم الذهب ، أو اللي منسميه نحن الذهب المحلَّق على النساء ، أنو حديث شاذ منها ؟ ثانيًا : وين الشذوذ ؟ الشذوذ في ذهنه بس هو ، مش في العلم اللي هو علم مصطلح الحديث ، علم مصطلح الحديث بدو يتتبَّع الرواة كما ضربنا المثال سابقًا ؛ فلان عن فلان واحد ، فلان عن فلان اثنين ، ثلاثة ، أربعة ، خمسة كلهم ( صامه وأفطره ) ، وواحد شذَّ قال : ( صامه وقامه ) ؛ فهذا شاذ .

لا يوجد في أحاديث الذهب المحلَّق حديث شاذ ، لكن يوجد حديث : ( هذان حرامان على ذكور أمتي حِلٌّ لإناثها ) ، هذا يُبيح الذهب كله ، لكن حديث : ( من أحبَّ أن يطوِّقَ حبيبَه بسوارٍ من نار فليسوِّرْه بسوار من ذهب ) إلى آخره ؛ لأنُّو هذا الحديث خالف الحديث الأول عم يسميه هو شاذ ، هذا لا يجوز تسميته شاذًّا لا في علم مصطللح الحديث ولا في علم أصول الفقه ، وإنما يسمَّى الحديث الأول : ( حِلٌّ لإناثها ) عام ، وهذا حديث خاصٌّ ، هذه النقطة اللي بيدندن حولها الشَّيخ ابن باز لما بيقول : أحاديث منسوخة أو شاذَّة ما بيصح أن يُنسخ النَّصُّ الخاص بالنَّصِّ العام .

مواضيع متعلقة