ما هو حكم التعليم والتعلم في المدارس المختلطة ؟ فإن كان حراماً فما حكم من مَالهُ من ذلك ؟ هل عدم وجود مدارس غير مختلطة يعد عذراً شرعياً لدخولها ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو حكم التعليم والتعلم في المدارس المختلطة ؟ فإن كان حراماً فما حكم من مَالهُ من ذلك ؟ هل عدم وجود مدارس غير مختلطة يعد عذراً شرعياً لدخولها ؟
A-
A=
A+
الحلبي : ما هو حكم التعليم والتعلم في المدارس المختلطة فإن كان يحرم فما حكم من ماله من أجرة التعليم في هذه المدارس وهل عدم وجود مدارس غير مختلطة يعد عذرا شرعيا لدخولها ؟

الشيخ : الجواب قال عليه السلام : ( إن الله إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) قد يتساءل ما علاقة الحديث بالسؤال ؟ العلاقة واضحة ، قوله عليه السلام : ( إذا حرم أكل شيء حرم ثمنه ) ذلك لأن بيعه يؤدي إلى أكله فمن باب سد الذريعة لما حرم أكله حرم بيعه ؛ ولذلك من الأمثلة على معنى هذا الحديث ، الحديث المشهور ( لعن الله في الخمرة عشرة أولهم شاربها ثم ساقيها ثم مستقيها ثم عاصرها ثم معتصرها ... ) ؛ إلى آخره لما لعن التسعة ؟ لكي لا يكون الأول وهو الشارب ؛ فإذا هناك ارتباط بين الغاية وبين الوسيلة ، فإذا كان الاختلاط بين الجنسين محرما وهو كذلك فأي شيء يترتب عليه فهو محرم وبخاصة إذا كان هذا الشيء المترتب على هذا الاختلاط المحرم هو ليس في نفسه فرض عين وإنما هو فرض كفاية ؛ ومن العجيب تساهل بعض الناس اليوم من الذين يريدون تسليك وتمشية الواقع بين المسلمين ولو كان مخالفا للشريعة باسم العلم ، نقول العلم علمان علم نافع وعلم ضار ولا شك أن العلم النافع لا يمكن أن يكون نافعا إلا أن يكون في حد ذاته مطابقا للشريعة ، فالعلم لا يكون مرغوبا ولا مقبولا في الشرع إلا إذا كان وفق الشرع وليس مخالفا له ، والموافقة يجب أن تكون من حيث هو علم ومن حيث الأسلوب الذي يوصل به إلى ذلك العلم ؛ فإن اختل أحد الشرطين كان غير مشروع ؛ فإذا قلت آنفا أنا أتعجب من أناس يتساهلون ويفتون بإباحة الاختلاط في الجامعات في سبيل طلب العلم فأنا أقول هذا العلم أولا ليس فرض عين ، ليس هو علم شرعي ، وثانيا إذا كان علما شرعيا لنفترض مثلا في بعض الجامعات كلية الشريعة لكن لا نريد أن نغتر بالأسماء واللافتات بل يجب أن ندخل في مضمون هذا العنوان ، كلية الشريعة ماذا تفعل ؟ المفروض أنها تعلم الشريعة حقا المقصود من هذا العلم هو العمل كما سبق الإشارة إلى ذلك آنفا ؛ فإذا كان العلم الشرعي نفسه يعلّم بطريقة الاختلاط فهذا ليس علما شرعيا ، كلنا يعلم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حض المسلمين بعامة على أن يؤدوا الصلوات الخمس في المساجد ولا شك أن النساء يدخلن في هذا النص العام أي صلاة الجماعة كما قال عليه الصلاة والسلام : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس ـ وفي رواية أخرى ـ بسبع وعشرين درجة )، فهل يدخل هذا لأول مرة تسمعه فيما أعتقد فهل يدخل في هذا الحديث النساء ؟ الذي يتبادر إلى أذهان كثير من الناس من قوله عليه السلام : ( وبيوتهن خير لهن ) أن النساء إذا صلين في المساجد ليس لهن تلك الفضيلة التي أطلقها الرسول عليه السلام في الحديث الأول ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة ) لمن ؟ للرجال أم للرجال وللنساء ؟ نقول نعم للرجال وللنساء ولكن مع ذلك بيوتهن خير لهن ، فإذا صلت المرأة في المسجد طبعا هنا تأتي الشروط وهي أن تكون متجلببة بالجلباب الشرعي غير متعطرة ولا متطيبة إلى آخره فهي إذا صلت في المسجد فلها مثل أجر الرجال ؛ لكن إن أرادت أجرا أكثر فلتصل في بيتها لقوله عليه السلام: ( وبيوتهن خير لهن )، هذا بيحل مشكلة تتعلق وقد ذكرناها أكثر من مرة ، النساء حينما يحججن أو يعتمرن فيزاحمن الرجال في المسجدين ، في الحرمين الشريفين في مكة وفي المدينة ؛ ما الذي يحملهم على ذلك ؟ جهلهم بالمعنى السابق ، ظنهم أن صلاته في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي خير لهن من الصلاة في منازلهن وبيوتهن التي نزلن فيها ؛ الأمر ليس كذلك إذا كانت الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة فالمرأة إذا صلت في بيتها فصلاتها بمئة ألف زائد واحد أو أكثر ، كذلك إذا صلت المرأة في المسجد النبوي فصلاتها بألف لكن إذا صلت في بيتها فريضة فصلاتها في بيتها بألف زائد واحد وأكثر على ما يشاء الله ؛ إذا كان هذا في المساجد وهي كما نعلم من الأحاديث صحيحة لما سئل عليه السلام عن خير البقاع وشر البقاع ماذا أجاب ؟ ( خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق ) إذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحض النساء على الصلاة في البيوت بقوله : ( وبيوتهن خير لهن ) .

مواضيع متعلقة