ما حكم التدريس في مدارس فيها اختلاط ؟
A-
A=
A+
السائل : يتفرع عن هذا السؤال سؤال آخر في مجال التدريس فأغلب جل المدارس في الجزائر مختلطة والكثير من شباب المسلمين أو أغلب يعملون في مجال التدريس ؟
الشيخ : نحن لا نجيز الاختلاط في أي وجه من الوجوه ولا يجوز حين ذاك التدريس.
السائل : فما العمل؟ فإنه لو عمل في مؤسسة حكومية الأمر أشد وأمر اختلاط أكثر من المدارس، وأيضًا علمًا بأن كانت هناك ثمرة طيبة من الإخوان بدعوة مثل هؤلاء الشباب في المدارس؟
الشيخ : أنت لما تسألني تقول: ما العمل؟ عمل من ؟
السائل : عملنا نحن ماذا نفعل ؟
الشيخ : يعني مثلاً كأنك تعني أن هناك بعض الشباب الملتزمين وأنهم مبتلون بهذا التدريس ؟
السائل : أي نعم .
الشيخ : طيب هل في الإسلام شيء اسمه الغاية تبرر الوسيلة؟
السائل : طبعا لا ما في شيء.
الشيخ : بس يمكن عند الذين يعملون العمل السياسي في شيء من هذا، فحينئذٍ نحن ما نقول أنه ما دام ما يوجد من يدرس التدريس على وجه الشرع تمامًا فنحن لازم نتسامح وهذا مصيبة لا تقف عند مسألة التدريس في المجتمع المختلط هذا، أو ربما تسمعون كما نسمع أن هناك طالبات في كليات الطب يتعلمن الطب، ومع العلم أن هذا التعلم أخطر من هذا التعلم الذي جاء السؤال فيه لأنه فيه اختلاط أكثر، فقد يصل الأمر أحيانًا كما نشاهد في بعض المستشفيات أن تقف الفتاة بجنب الفتى، وأن يلتقي الرأسان معًا في فحص مريض ما أو جرثومةٍ ما أو أو... إلخ.
حتى لا يكاد الناظر من قريب أو من بعيد أن يقول: لم يبق إلا التماس، وهو حاصل، مع ذلك يوجد في بعض الدعاة الإسلاميين من يجيز أن تطلب الفتاة المسلمة مثل هذا العلم لأنه سيقول: من يعالج نساءنا؟
هذا سؤال وارد بطبيعة الحال، فهو يقول: أحسن ما يتولى معلاجة نسائنا الرجال إذًا فلنعلم بناتنا الطبابة ونحو ذلك .
هنا نقول كما قلنا بعض الشيء فيما يتعلق بالعمل السياسي نحن لا ننكر بأنه يجب أن يكون هناك نساء متعلمات كل علمٍ هن بحاجة إليه، هذا لا بد منه لأن هذا فرض كفاية.
لكن البحث هل هذا الأمر الواجب من التعلم للعلوم المفروضة كفائيًا يباح شرعًا بأي سبيلٍ كان، أي سواءٌ كان هذا السبيل موافقًا للشرع أو مخالفًا، مثلاً من جملة المخالف للشريعة هو هذا الاختلاط، قد يقول كثيرون ونعلم هذا واقعيًا نعم وهذا مما جاءت الإشارة إليه في الرسالة السابقة أنه يجب أن نغض النظر عن ارتكاب بعض المحرمات حتى يتحقق الغاية من الذي يبتغيه المجتمع الإسلامي.
فالمجتمع الإسلامي يريد طبيبات ولا سبيل الآن إلى إيجاد طبيبات إلا بهذا الطريق غير المشروع، وهو الاختلاط مثلاً.
نحن نقول: لا يجوز هذا لكننا في الوقت الذي نقول هذا، نحن نعرف واقع الأئمة الإسلامية في كل زمان، حتى في الزمن الأطهر الأنور أن المسلمين والمسلمات ما كانوا جميعًا سواء في تقوى الله عز وجل.
هذا التفاوت موجود وبخاصة في الزمن الحالي لأن هؤلاء الناس حينما يقولون يجب تعلم هذه العلم ونحوه بأي سبيلٍ كان، ويسمعون أن معارضهم يقولون إذًا سيبقى الأمر بيد الكفار، حتى قال بعضهم فيما يتعلق بالصياغة وبيع الذهب اللي قائم على تعامل ربوي مكشوف، قالوا: هذا لا بد منه أيضًا سيبقى الأمر في يد النصارى كما هو يعني متوارث في كثير من البلاد الإسلامية، نحن نقول: كما هو الواقع أن الكفار الذين لا يحرمون ولا يحللون هم الذين يقومون ببعض الأعمال التي هي محرمة عندنا، هذا بطبيعة الحال مثاله الصياغة، لكن ليس مثال الطبابة المتعلقة بالنساء، لكني أقول شيئًا آخر: النساء اليوم سيسمعن قولين متباينين، يجوز للفتاة المسلمة أن تطلب علم الطب في هذه الجامعات المختلطة، القول الثاني لا يجوز لما فيه من اختلاط وهذا حرام وفيه تعريض لشخص المختلط للفساد.
كل من القولين سيوجد له أتباعه ولا شك ولا ريب، حينئذٍ نعرف نحنا بالتجربة بالواقع الملموس أن القول الأول الذي نحن نقطع بمخالفته للشريعة سيتبناه طائفة من النساء ويتعلمن علم الطب، كما تتعلم الكافرات اللاتي لا يحرمنه .
فإذا حصل هذا وهو حاصل كما هو واقع حينئذٍ سيأتي دور الفتيات المسلمات الملتزمات فبديل أن يتعلمن تحت أيدي شباب ورجال يصرن يتعلمن على أيدي هؤلاء النسوة المسلمات.
فإذًا المحظور الذي يتوهمونه هو وهم وليس حقيقة، وبهذه الطريقة نحن نجمع بين الابتعاد عن المفسدة في ذوات أنفسنا ويقوم غيرنا بذلك الواجب الذي لا يجب علينا أصالةً لأنه فرض كفائي ولا يجوز بالتالي لنا أن ندخل أنفسنا في مواضع الفتة أو التهمة.
هذه هو رأيي في هذه المسألة المتفرعة من المسألة الأولى.
السائل : يعني يفهم من هذا أنه من واجب الشباب المسلم اليوم أن يتركوا التدريس ؟
الشيخ : أي نعم، يتركوا التدريس مش مطلقًا التدريس المختلط.
السائل : يعني هو معلم أستاذ ؟
الشيخ : أعلم معلم، بس حتى لا يسجل .
السائل : ملاحظةهنا
الشيخ: تفضل
السائل: في الصحوة الإسلامية في الجزائر كان قسم كبير منها قائم على هؤلاء الإخوة الذين يدرسون بالمدرسة أنا أعرف إخوة يدرسوا ويصلح الله على أيديهم بأن يدخل الإسلام بالتزامه من الطلاب والطلبات فإذا ترك هؤلاء الإخوة التدريس الآن في هذا الوقت الحرج من سيقوم بالتدريس مثلاً ؟
الشيخ : وهذا الذي أشرت إليه آنفًا، يا أخي، المسلم لا يجب أن يكون كبش الفداء إلا في الحق، أنا قلت في بعض الجوابات حول مسألة الطبيبات أنا عندي بنت عندي أخت، ما أجعلها كبش الفداء لأن لا بد للمجتمع الإسلامي أن يكون فيه طبيبات هذه حقيقة لا بد منها، صح ولا ؟
لكن أنا لا أجعل أختي ولا ابنتي كبش الفداء، أي في تحقيق ذلك الفرض الكفائي أنا لا أفادي بابنتي أو بأختي ووضعها في المواضع التي قد تفتتن في دينها في عرضها... إلخ.
فمجال الأمر وأن يقوم به غير ابنتي وغير أختي وغير بنتك وغير أختك واسع و واسع جدًا، فلماذا نحن نفسح المجال للصالحين والصالحات أن يعرضوا أنفسهم من أجل مصلحة غيرهم مع وجود من يحقق هذه المصلحة كما شرحت آنفًا من أولئك الناس إما الذين لا يبالون بالحلال والحرام، أو الذين يقولون فتاوى منحرفة كما أشرنا آنفًا أو ينطلقون بناءً على هذه الفتاوى، كما يقول العامة في بعض المسائل " نحن نحطها في رقبة الشيخ " .
تسمعون هذا الكلام، آه ، نحطها في رقبة الشيخ، لكن نحن لا يجب أن نكون كهؤلاء العامة.
السائل : إذا ما اتقينا الله عز وجل المدرس يدرس مختلط ويحاول أن يعمل على تقوى الله.
الشيخ : المشكلة يا أستاذ هل هو ضامن نفسه لما يلج هذا المولج أنه لا يفتتن في دينه.
السائل : هي قائمة ... ؟
الشيخ : أي لكنها قائمة وأنت خارج التدريس غير قيامها وأنت في التدريس هذه المشكلة، لو أنه فرضنا أنت بقول لإخواننا اللي أجلس معهم والله أنا وبلغت الآن الرابع والسبعين من العمر أخشى على نفسي من فتنة النساء، فما بال غيري أنا من الشباب، القضية هي مخاطرة .
الشيخ : نحن لا نجيز الاختلاط في أي وجه من الوجوه ولا يجوز حين ذاك التدريس.
السائل : فما العمل؟ فإنه لو عمل في مؤسسة حكومية الأمر أشد وأمر اختلاط أكثر من المدارس، وأيضًا علمًا بأن كانت هناك ثمرة طيبة من الإخوان بدعوة مثل هؤلاء الشباب في المدارس؟
الشيخ : أنت لما تسألني تقول: ما العمل؟ عمل من ؟
السائل : عملنا نحن ماذا نفعل ؟
الشيخ : يعني مثلاً كأنك تعني أن هناك بعض الشباب الملتزمين وأنهم مبتلون بهذا التدريس ؟
السائل : أي نعم .
الشيخ : طيب هل في الإسلام شيء اسمه الغاية تبرر الوسيلة؟
السائل : طبعا لا ما في شيء.
الشيخ : بس يمكن عند الذين يعملون العمل السياسي في شيء من هذا، فحينئذٍ نحن ما نقول أنه ما دام ما يوجد من يدرس التدريس على وجه الشرع تمامًا فنحن لازم نتسامح وهذا مصيبة لا تقف عند مسألة التدريس في المجتمع المختلط هذا، أو ربما تسمعون كما نسمع أن هناك طالبات في كليات الطب يتعلمن الطب، ومع العلم أن هذا التعلم أخطر من هذا التعلم الذي جاء السؤال فيه لأنه فيه اختلاط أكثر، فقد يصل الأمر أحيانًا كما نشاهد في بعض المستشفيات أن تقف الفتاة بجنب الفتى، وأن يلتقي الرأسان معًا في فحص مريض ما أو جرثومةٍ ما أو أو... إلخ.
حتى لا يكاد الناظر من قريب أو من بعيد أن يقول: لم يبق إلا التماس، وهو حاصل، مع ذلك يوجد في بعض الدعاة الإسلاميين من يجيز أن تطلب الفتاة المسلمة مثل هذا العلم لأنه سيقول: من يعالج نساءنا؟
هذا سؤال وارد بطبيعة الحال، فهو يقول: أحسن ما يتولى معلاجة نسائنا الرجال إذًا فلنعلم بناتنا الطبابة ونحو ذلك .
هنا نقول كما قلنا بعض الشيء فيما يتعلق بالعمل السياسي نحن لا ننكر بأنه يجب أن يكون هناك نساء متعلمات كل علمٍ هن بحاجة إليه، هذا لا بد منه لأن هذا فرض كفاية.
لكن البحث هل هذا الأمر الواجب من التعلم للعلوم المفروضة كفائيًا يباح شرعًا بأي سبيلٍ كان، أي سواءٌ كان هذا السبيل موافقًا للشرع أو مخالفًا، مثلاً من جملة المخالف للشريعة هو هذا الاختلاط، قد يقول كثيرون ونعلم هذا واقعيًا نعم وهذا مما جاءت الإشارة إليه في الرسالة السابقة أنه يجب أن نغض النظر عن ارتكاب بعض المحرمات حتى يتحقق الغاية من الذي يبتغيه المجتمع الإسلامي.
فالمجتمع الإسلامي يريد طبيبات ولا سبيل الآن إلى إيجاد طبيبات إلا بهذا الطريق غير المشروع، وهو الاختلاط مثلاً.
نحن نقول: لا يجوز هذا لكننا في الوقت الذي نقول هذا، نحن نعرف واقع الأئمة الإسلامية في كل زمان، حتى في الزمن الأطهر الأنور أن المسلمين والمسلمات ما كانوا جميعًا سواء في تقوى الله عز وجل.
هذا التفاوت موجود وبخاصة في الزمن الحالي لأن هؤلاء الناس حينما يقولون يجب تعلم هذه العلم ونحوه بأي سبيلٍ كان، ويسمعون أن معارضهم يقولون إذًا سيبقى الأمر بيد الكفار، حتى قال بعضهم فيما يتعلق بالصياغة وبيع الذهب اللي قائم على تعامل ربوي مكشوف، قالوا: هذا لا بد منه أيضًا سيبقى الأمر في يد النصارى كما هو يعني متوارث في كثير من البلاد الإسلامية، نحن نقول: كما هو الواقع أن الكفار الذين لا يحرمون ولا يحللون هم الذين يقومون ببعض الأعمال التي هي محرمة عندنا، هذا بطبيعة الحال مثاله الصياغة، لكن ليس مثال الطبابة المتعلقة بالنساء، لكني أقول شيئًا آخر: النساء اليوم سيسمعن قولين متباينين، يجوز للفتاة المسلمة أن تطلب علم الطب في هذه الجامعات المختلطة، القول الثاني لا يجوز لما فيه من اختلاط وهذا حرام وفيه تعريض لشخص المختلط للفساد.
كل من القولين سيوجد له أتباعه ولا شك ولا ريب، حينئذٍ نعرف نحنا بالتجربة بالواقع الملموس أن القول الأول الذي نحن نقطع بمخالفته للشريعة سيتبناه طائفة من النساء ويتعلمن علم الطب، كما تتعلم الكافرات اللاتي لا يحرمنه .
فإذا حصل هذا وهو حاصل كما هو واقع حينئذٍ سيأتي دور الفتيات المسلمات الملتزمات فبديل أن يتعلمن تحت أيدي شباب ورجال يصرن يتعلمن على أيدي هؤلاء النسوة المسلمات.
فإذًا المحظور الذي يتوهمونه هو وهم وليس حقيقة، وبهذه الطريقة نحن نجمع بين الابتعاد عن المفسدة في ذوات أنفسنا ويقوم غيرنا بذلك الواجب الذي لا يجب علينا أصالةً لأنه فرض كفائي ولا يجوز بالتالي لنا أن ندخل أنفسنا في مواضع الفتة أو التهمة.
هذه هو رأيي في هذه المسألة المتفرعة من المسألة الأولى.
السائل : يعني يفهم من هذا أنه من واجب الشباب المسلم اليوم أن يتركوا التدريس ؟
الشيخ : أي نعم، يتركوا التدريس مش مطلقًا التدريس المختلط.
السائل : يعني هو معلم أستاذ ؟
الشيخ : أعلم معلم، بس حتى لا يسجل .
السائل : ملاحظةهنا
الشيخ: تفضل
السائل: في الصحوة الإسلامية في الجزائر كان قسم كبير منها قائم على هؤلاء الإخوة الذين يدرسون بالمدرسة أنا أعرف إخوة يدرسوا ويصلح الله على أيديهم بأن يدخل الإسلام بالتزامه من الطلاب والطلبات فإذا ترك هؤلاء الإخوة التدريس الآن في هذا الوقت الحرج من سيقوم بالتدريس مثلاً ؟
الشيخ : وهذا الذي أشرت إليه آنفًا، يا أخي، المسلم لا يجب أن يكون كبش الفداء إلا في الحق، أنا قلت في بعض الجوابات حول مسألة الطبيبات أنا عندي بنت عندي أخت، ما أجعلها كبش الفداء لأن لا بد للمجتمع الإسلامي أن يكون فيه طبيبات هذه حقيقة لا بد منها، صح ولا ؟
لكن أنا لا أجعل أختي ولا ابنتي كبش الفداء، أي في تحقيق ذلك الفرض الكفائي أنا لا أفادي بابنتي أو بأختي ووضعها في المواضع التي قد تفتتن في دينها في عرضها... إلخ.
فمجال الأمر وأن يقوم به غير ابنتي وغير أختي وغير بنتك وغير أختك واسع و واسع جدًا، فلماذا نحن نفسح المجال للصالحين والصالحات أن يعرضوا أنفسهم من أجل مصلحة غيرهم مع وجود من يحقق هذه المصلحة كما شرحت آنفًا من أولئك الناس إما الذين لا يبالون بالحلال والحرام، أو الذين يقولون فتاوى منحرفة كما أشرنا آنفًا أو ينطلقون بناءً على هذه الفتاوى، كما يقول العامة في بعض المسائل " نحن نحطها في رقبة الشيخ " .
تسمعون هذا الكلام، آه ، نحطها في رقبة الشيخ، لكن نحن لا يجب أن نكون كهؤلاء العامة.
السائل : إذا ما اتقينا الله عز وجل المدرس يدرس مختلط ويحاول أن يعمل على تقوى الله.
الشيخ : المشكلة يا أستاذ هل هو ضامن نفسه لما يلج هذا المولج أنه لا يفتتن في دينه.
السائل : هي قائمة ... ؟
الشيخ : أي لكنها قائمة وأنت خارج التدريس غير قيامها وأنت في التدريس هذه المشكلة، لو أنه فرضنا أنت بقول لإخواننا اللي أجلس معهم والله أنا وبلغت الآن الرابع والسبعين من العمر أخشى على نفسي من فتنة النساء، فما بال غيري أنا من الشباب، القضية هي مخاطرة .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 211
- توقيت الفهرسة : 00:08:50
- نسخة مدققة إملائيًّا