ما حكم قول الرجل لزوجته : " أنت طالق" في وقت لا يحلُّ فيه الطلاق ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم قول الرجل لزوجته : " أنت طالق" في وقت لا يحلُّ فيه الطلاق ؟
A-
A=
A+
السائل : طيب ؛ إذًا الآن الرجل الذي يقول لزوجته : " طالق " لا يعني ؟

الشيخ : أبدًا .

السائل : طيب ؛ ألا يكون هذا يعني باب تساهل لضعاف الإيمان ؟ ولا يخفى عليك أن كثير من المسلمين يجهلوا أمور دينهم ، وحتى بعض الذي لا يجهل يعني لا ... يعني ذاك التمسُّك ، فتكثر هذه اللفظة على الألسن ؛ ألا يكون منها ... .

الشيخ : يعني فكرك تفتينا أنُّو نفتيهم بالطلاق ... .

السائل : لا لا لا ، ليس هذا ؛ يعني إذًا هذه دلالات لا تقدِّم ولا تؤخِّر .

الشيخ : نحن ننصحهم ، وأنا - كما تعلم - كل ليلة تجيني عشرات الأسئلة من هالنوعية ... .

السائل : ... .

الشيخ : لما واحد هيك أقول له : هذا الطلاق غير واقع ، لكن بأقول له : انتبه ، اعط بالك ؛ لا تعود ثاني مرة إلى مثل هذه الكلمة ؛ لأنُّو مو كل مرَّة تسلم الجرَّة ؛ ليه ؟ لأنُّو نحن نعرف أكثر المشايخ ما بيفتوا بهذا التفصيل ؛ لأنُّو ما عندهم علم بالسنة الصحيحة ، فربما تُنقل كلمة هذا الرجل إلى شيخ من المشايخ بيقول له : طلقت .

السائل : بيتورَّط .

الشيخ : وربما ، آ ، وربما يكون طلقها بالثلاثة (( فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ )) ، انتبه ، لا تعدْ لمثلها ؛ فمو كل مرَّة تسلم الجرَّة ، بعدين لازم تملك أعصابك ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لذاك الرجل لما جاءه يقول : " يا رسول الله ، أوصني ؟ " . قال له كلمة واحدة : ( لا تغضَبْ ) . قال : " يا رسول الله ، أوصني ؟ " . قال له : ( لا تغضَبْ ) . ثلاث مرات . يا رسول الله أوصني ؟ قال : ( لا تغضَبْ ) . قال : فوجدْتُ الخير كلَّه في ترك الغضب . ولذلك قال في الحديث الآخر : ( أتدرون من الصُّرعة ؟ ) . قالوا : " الصُّرعة فينا مَن يصارع الناس فيصرعهم " . قال : ( ليس الشديد بالصُّرعة ، ولكن الشَّديد مَن يملك نفسه عند الغضب ) .

السائل : الله أكبر !

الشيخ : فهي ... بالطريق هذا ، مش بطريق أنُّو يلا ، دبِّر زوجة أخرى ؛ هذا خراب بيت ، وهذا يذكِّرني من تمام حكمة التشريع الدقيق في نظام الطلاق في الإسلام أنُّو رجل بدو يعقد نكاحه على امرأة وضع شروط : ( لا نكاح إلا بوليٍّ وشاهدَي عدلٍ ) ؛ إذًا الولي وشهود من المسلمين اثنين ؛ هذا البيت الذي أُقِيمَ بإذن الوليِّ وشاهدَي عدل لا يجوز هدمه من أصله بثورة غضبية ، يجب إذا كان ولا بد أن يُهدم كالبيت المادي ؛ هل ترون إنسانًا عاقلًا يبني بيتًا ويعيش مع هذا البيت سنين طويلة بعدين بيهدمه بدون وعي بدون شعور بدون تخطيط ؟ هذا مستحيل ، وهذا في أمر إيش ؟ مادي من السهل تعويضه ؛ فما بالك الزوجية وقد يكون له منها أولاد إلى آخره ؟ إذًا هذا البناء كما أُقِيمَ بهذا التروي فأيضًا نقضُه من باب أولى يجب أن يكون بمثل هذا التروي ؛ ولذلك سمعتم الشروط لإيقاع الطلاق ، هذا من فضل الإسلام .

السائل : الله يجزيك الخير يا شيخ .

سائل آخر : ... ذكرتم الشهود .

الشيخ : كيف ؟

سائل آخر : حضرتكم ذكرتم الشهود .

الشيخ : إي نعم ، لا بد - أيضًا - من الإشهاد في الطلاق .

مواضيع متعلقة