بيان شيء مما أعدَّه الله - تعالى - لعباده المؤمنين . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان شيء مما أعدَّه الله - تعالى - لعباده المؤمنين .
A-
A=
A+
الشيخ : إذًا هذا العبد ما نقول : محمد رسول الله خير البشر ؛ لا ، وله في الجنة فوق كلَّ البشر ، لكن نحن نأخذ مثالًا هذا العبد الحقير اللي هو آخر مَن خرج من النار ، بِمَ دخل الجنة ؟ بالذَّرَّة ، بالذَّرَّة من الإيمان ، فهو بهذه الذَّرَّة مستحقٌّ للجنة التي سعتها مثل الدنيا عشر مرات ؟ يستحقُّ بهذه الذَّرَّة ؟ لا ، إذًا : ( لا يدخل أحدكم الجنة بعمله ، ولكن بفضل الله ورحمته ) ، ولكن هذا ليس معناه أن تدخلوا الجنة بالكفر ، بل لا بد من الإيمان ولو ذرَّة حتى يصل إليها وينال هذا الفضل الذي وعد الله به عباده هؤلاء المقصِّرين ، أما عباده المؤمنين الصادقين المخلصين فلهم كما قال - تعالى - في الحديث القدسي : ( أعدَدْتُ لعبادي الصالحين في الجنة ما لا عينٌ رأت ، ولا أذنٌ سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ) ، مما لا يخطر على قلب بشر أنك في الجنة تأخذ الثياب التي تحتاجها كالثمار ؛ كيف تقتطف الثمرة ؟ فأنت تقتطف البذلة والثوب الذي تشتهيه كالثمرة ؛ لأن هناك الحديث الأعرابي الذي سأل الرسول ذات يوم قال له : يا رسول الله ، ثيابنا في الجنة تُنسج نسجًا أم تُخلق خلقًا ؟ فضحك أصحاب الرسول كما تضحكون ؛ قال - عليه السلام - لأصحابه : ( ما بالكم تضحكون ؟ تضحكون من جاهلٍ يسأل عالمًا ؟ أين السَّائل ؟ ) . قال : هذا يا رسول الله . قال : ( يا أعرابي ، ثياب أهل الجنة تخلق خلقًا ولا تُنسج نسجًا ) ، هذا مما لا يخطر على قلب بشر ، ومن ذلك - مثلًا - يقول الرسول - عليه الصلاة والسلام - : ( المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه في ساعة ) .

السائل : ... .

الشيخ : هذا في " مسند الإمام أحمد " ، وفي غالب الظَّنِّ في " سنن أبي داود " أيضًا .

السائل : ... .

الشيخ : لا ، هنا المقصود لحظة .

السائل : لأنُّو هذا .

الشيخ : خرق العادة ، يكون حمله ووضعه في ساعة ؛ أي : في لحظة .

وحديث آخر : أعرابي يسأل الرسول - عليه السلام - ليس أعرابي ؛ رجل ممكن يكون ، نعم من الأنصار ، يسأل الرسول - عليه السلام - : هل في الجنة من زرع ؟ في بالجنة زرع ؟ يقول الرسول لمن حوله : انظروا إلى الأنصار كيف يحبُّون الزرع ؟ يقول له : ( تزرع وتحصد في ساعةٍ واحدة ) ، إي نعم ؛ فهذا كله يؤكد لكم أن دخول الجنة هذه التي ما ذكرنا بعض أوصافها لا يستحقُّه الإنسان لمجرَّد إيمانه وعمله الصالح ، وإنما هو بفضل الله - عز وجل - ورحمته ، ولكن كسبب لا بد من الإيمان والعمل الصالح ... .

عيد عباسي : ... .

الشيخ : تفضل .

مواضيع متعلقة